توصل بحث علمي جديد استمرار الولع بحب شخص رفضك، بأن له دعائم بيولوجية، حيث تشغل قضية الانفصال عن الحبيب مناطق محددة في الدماغ مسئولة عن الإدمان، لأن العقل هو المحرك الأساسي للعواطف والأحاسيس التي يشعر بها المرء تجاه إنسان آخر. وتقول الدراسة، التي نشرت مؤخراً في "دورية فسيولوجية الأعصاب"، إن الدماغ يتعامل مع الحب مثل الإدمان ويكون دائماً في حاجة إلى جرعات منه مثل المخدر. وقامت هيلين فيشر، الباحثة في البيولوجية البشرية في جامعة روتجرز في نيوجرسي وفريق البحث، بفحص أدمغة 15 شخصاً انفصلوا عن شركائهم بعد نحو سنتين على الأقل على العلاقة وما زالوا يكنون المشاعر لهم. وقد شاهد المشاركون في الدراسة صورة للحبيب وصورة لشخص عادي يعرفونه لا تربطهم به علاقة، وقد حلّوا مسألة رياضية بين الوقت الذي شاهدوا فيه صورة الحبيب الذي نبذهم والصورة الحيادية. وأظهر الاختبار تشغيل منطقة في الدماغ مسئولة عن التحفيز والمكافأة عند رؤية صورة الحبيب، كما شغّلت الصورة مناطق مرتبطة بالإدمان على الكوكايين أو النيكوتين، بالإضافة إلى منطقة مسئولة عن الألم الجسدي والحزن. وعقبت هلين على نتائج الدراسة قائلة "الحب الرومانسي هو إدمان، إنه إدمان قوي ومذهل حين تسير الأمور على ما يرام، وإدمان رهيب حين تسير الأمور على نحو سيئ". وأضافت: عند الرفض تصبح مجنوناً بحب ذلك الشخص وتتوق له بشدة، ويتملكك التفكير به وتحس بألم جسدي ومعنوي، وذلك لأنك مازلت مرتبط بعمق به وتحاول يائساً تحديد ما حدث بالضبط. وفسرت الباحثة البيولوجية ذلك، بأن تلك المشاعر قد لا تقود بالضرورة إلى تصرفات غير سوية، إلا أنها قد تربك البعض وتدفعهم لسلوك مقلق مثل تتبع الحبيب، غير أن العلماء طمأنوا أن الوقت كفيل بالشفاء من هذا الإدمان. وأشار الباحثون إلى أن الانشغال بأنشطة أخرى مثل الكتابة أو الغناء أو التكلم عن المشكلة مع الآخرين قد يخفف من وطأة هذا الإدمان.