في ظاهرة مصرية فريدة، وبعد مرور شهر على مقتل الشاب السكندري خال سعيد "شهيد الطوارئ"، ما زالت الحركة السياسية الغاضبة على مقتله ممتلئة بالأحداث والوقفات المنددة بحالة الطوارئ، والمطالبة بوضع الأجهزة الأمنية تحت رقابة شعبية وحقوقية، ووقف ممارستها القمعية ضد شباب الناشطين وأبناء الشعب المصري. ورغم مرور شهر على حادثة خالد سعيد، لا تزال المحافظات المصري ممتلئة بالعشرات من الوقفات الاحتجاجية، بأشكالها المختلفة من وقفات صامتة، وبالملابس السوداء، وعلى كورنيش النيل لناشطي الدلتا والصعيد، وكورنيش البحر لناشطي المحافظات الساحلية في الإسكندريةودمياط. مطالبة بالحريات ونجح المئات من شباب الناشطين والقوى الوطنية، مساء الجمعة الماضية، تنظيم وقفات في عدد من المحافظات، احتجاجا على قتل الشاب السكندري خالد سعيد، وللمطالبة بتنفيذ القصاص العادل ضد قتلته، وللمطالبة بإقرار الحريات وإلغاء حالة الطوارئ. ففي كفر الشيخ نظم العشرات من شباب الناشطين وممثلي القوى الوطنية وقفة احتجاجية بشارع النبوي المهندس بكفر الشيخ، لإلغاء حالة الطوارئ وإقرار الحريات. وفي دمياط نظم العشرات وقفة احتجاجية على كورنيش النيل، للمطالبة بالتحقيق الفوري من قبل الجهات القضائية في كل قضايا التعذيب لأي فرد في الشعب المصري، مطالبين بمحاكمة جلادي التعذيب في قضية خالد سعيد. حصار مستمر وشهدت منطقة كورنيش النيل ببني سويف حصارا أمنيا مكثفا لإجهاض الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها شباب الناشطين، للتضامن مع الشاب السكندري خالد سعيد. وانتشرت الشرطة بشكل مكثف على طول الكورنيش، وأكد شهود عيان أن الشرطة قامت باعتقال 3 شبان على الأقل حاولوا الوقوف على الكورنيش، كما أعلن عددٌ من شباب "الفيس بوك" بمحافظة الفيوم الانضمام إلى الوقفة الاحتجاجية التي ينظِّمها شباب بني سويف. اعتقال وفي الإسكندرية اعتقلت الأجهزة الأمنية العشرات من شباب الناشطين الذين حاولوا التظاهر على الكورنيش للتضامن مع الشاب السكندري خالد سعيد، كما اعتدت بلطجية وفرق كارتيه الشرطة على الشباب في منطقتي سان ستيفانو وسيدى جابر، بعدما حاول النشطاء تنظيم مسيرة على الكورنيش، بالإضافة إلى احتجاز آخرين في أنفاق المشاة على الكورنيش، ونجح بعض الشباب في منطقتي ميامي ومحطة الرمل تنظيم الوقفة الاحتجاجية، رافعين أعلام مصر وصور خالد سعيد. وفي حي الزمالك الراقي بغرب القاهرة نظم العديد من ناشطي "الفيس بوك"، وقفة علي كورنيش النيل، لإعلان تضامنهم مع مطالب الحربة، ورفض استغلال الأجهزة الأمنية لعصا السلطة، وللمطالبة بسرعة محاسبة الجناة في قضية مقتل شهيد الطوارئ خالد سعيد. وقفة واشنطن وفي واشنطن نظم العشرات من ناشطي القوي الوطنية وائتلاف المنظمات المصرية والجمعية الوطنية للتغير وقفة احتجاجية أمام السفارة المصرية أثناء حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة احتفالا بثورة 23 يوليو. ورفع المحتجون صور خالد سعيد، وهتفوا بمصر وشباب مصر، وطالبوا بديمقراطية صحيحة وبمحاكمة الجناة، وعلى رأسهم وزير الداخلية حبيب العادلي، الأمر الذي تفاعل معه ضيوف السفارة وأيدوا فيه موقف المتظاهرين. وفي كندا نظم المئات من أبناء الجالية المصرية والناشطين السياسيين في المهجر وقفات حاشدة مطالبين الحكومة المصرية بتوفير ضمانات جادة لإقرار الحريات والديمقراطية، رافعين لافتات مناهضة للنظام المصري وللتعسف الأمني ضد المواطنين.