قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في تقرير لها أمس أن شوارع القاهرة امتلأت مؤخرا بالمتظاهرين الغاضبين من مقتل الشاب السكندري خالد سعيد ، وقام المتظاهرون بالاحتجاج ضد السلطات المصرية واتهموا قوات الشرطة التابعة لها باستخدام العنف ضد الشاب السكندري ذو ال28 عاما ، مما أدى إلى مقتله ،موضحة أن التقرير الحكومي الذي صدر عقب تشريح جثته أكد وفاته بسبب ابتلاع خالد لمخدر الحشيش ، وهو التقرير الذي رأت فيه أوساط مصرية كثيرة مزاعم يعتريها الشك ، وتهدد بهبوب عاصفة داخل الدولة المصرية ، موضحة أن الامر أدى إلى انتشار نيران تلك الواقعة في أنحاء العالم وبعنوان " جرعة مخدر زائدة أم عنف السلطات" قالت يديعوت أن سعيد تم اعتقاله من قبل الشرطة المصرية منذ حوالي عشرة أيام دون أي سبب واضح ، و أعلنت السلطات بالقاهرة أن مقتله جاء بعد دهسه من قبل أحد السيارات خلال مطارة الشرطة له ، مضيفة أن سبب الوفاة تغير بعد ذلك ليكون نتيجة ابتلاعه جرعة من مخدر الحشيش ، موضحة انه سواء لقى الشاب السكندري مصرعه نتيجة لتعاطيه المخدرات او دهسه تحت سياره فإن الصور التي تم التقاطها لوجهه بعد موته ومليئة بالكدمات والكسور مقنعه بشكل كاف وتثير الغضب الشعبي المتزايد بين المصريين . وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن مقتل سعيد قام بزيادة حالة الغضب المستعر في المجتمع المصري خلال الشهرين الأخيرين ، في أعقاب قرار الرئيس مبارك بمد قانون الطوارئ لعامين إضافيين ، مما يسمح للشرطة وأجهزة الأمن المصرية صلاحيات لاستعمال القوة والعنف مع المواطنين ، موضحة في تقريرها أن بسبب هذا تم إطلاق تعبير " شهيد الطوارئ" على الشاب السكندري وذلك خلال موجات الغضب والاحتجاج التي بدأت في الإسكندرية وامتدت بعد ذلك للقاهرة ، موضحا أن هذا مؤشر على فشل محاولات السلطات لقمع المعارضة المصرية بقانون لم يأت ثماره بعد في إشارة لقانون الطوارئ. ولفتت يديعوت إلى أن موجات الاحتجاج ضد السلطات المصرية شهدت انضمام أكثر من 280 ألف مصري لها ، وعلى الرغم من أن هؤلاء الآلاف فضلوا عدم الخروج للشارع للتعبير عن غضبهم إلا انهم قاموا بذلك عبر صفحات برنامج التواصل الاجتماعي "الفاسبووك " على شبة الإنترنت ، من خلال المشاركة في مجموعات " جروبات " تطالب الحكومة المصرية بمحاسبة المسئولين عن مقتل سعيد وقديمهم للمحاكمة موضحة ان الغضب الشعبي وصل إلى مسامع القصر الرئاسي وصدر قرار من النائب العام المصري باستخراج جثة خالد من قبره لتشريحها ، مضيفة أن هذا الأمر يأتي تحت الأعين الفاحصة والمدققة للسلطات القانونية المصرية . في النهاية قالت الصحيفة أن المأزق المعقد الذي وقعت فيه السلطات المصرية لم يبق داخل حدود الدولة بل امتد ليشمل العالم كله متمثلا في موجة استنكار وتنديد عبرت عنها أطراف دولية متعددة ، والتي قامت بتأييد الاحتجاجات المصرية ضد ما حدث لخالد ، وعلى رأس تلك الأطراف تأتي منظمة حقوق العفو الدولية الحقوقية كما دخلت الولاياتالمتحدة إلى الصورة ، معبرة عن قلقها الشديد من مقتل الشاب السكندري ، وأضافت يديعوت أن الفترة الاخيرة شهدت أنباء عن محادثات جرت بين مصادر أمريكية بارزة ونظرائهم بمصر عن الموضوع إلى ذلك تظاهر أكثر من اربعة آلاف مصري بمدينة الإسكندرية، عقب أداء صلاة الجمعة، ورددوا الهتافات المعادية للشرطة وللنظام ولقانون الطوارئ شارك فيها كافة القوى السياسية وعلى رأسها نشطاء من جماعة الإخوان المسلمين مطالبين بمحاكمة المتهمين بقتل خالد سعيد. على الصعيد ذاته شهدت الإسكندرية مظاهرة حاشدة نظمها عدة آلاف من الناشطين السياسيين والحقوقيين ، في مقدمتهم الجمعية الوطنية للتغير ، وحزب الجبهة الديمقراطية أمانة الإسكندرية – حزب الغد جبهة أيمن نور ، وأعضاء صفحة الشهيد خالد سعيد على موقع الفايس بوك ، وشخصيات سياسية أخرى في مقدمتها المستشار محمود الخضيري عضو مجلس إدارة نادي القضاة السابق وأبو العز الحريري النائب السابق وآخرين ، في محيط مسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل ، حاصرتها قوات كبيرة من التشكيلات الأمنية ، وشهدت هتافات عنيفة ضد قيادات رفيعة في الدولة منددة بمقتل خالد سعيد ، وانتهت بعد عدة ساعات بالنشيد الوطني قبل أن ينصرف الحاضرون . من الهتافات التي شهدتها المظاهرة : شوف اللي المفروض يحمونا .. همه اللّي بيقتلونا ، لو كان خالد ابن وزير .. كانت راس العدلي تطير ، المصري اليوم طالق ، احمد موسى طالق ، أسامة سرايا طالق ، محمد علي ابراهيم طالق ، خيري رمضان طالق ، في إشارة إلى الصحف والصحفيين الذين تواطأوا مع حملة الداخلية لتشويه سمعة القتيل وتبرئة ذمة رجال الأمن من دمه . بعض التصريحات التي أطلقت من الرموز الحاضرة : أبوالعز الحريري : "قضية خالد سعيد هي قضية كل المصريين في ظل تمديد العمل بقانون الطوارئ لمدة عامين ، ودعا الحريري إلى توحيد الجهود ضد تجاوزات الشرطة لأن القضية أصبحت تهم عموم المصريين ، وأضاف أن مصر تقدم لإسرائيل في كل طلعة شمس هدية مجانية بمقدار خمسين مليون جنيه في صورة غاز يهديه مبارك لصديقه رئيس وزراء إسرائيل نتن ياهو في وقت عجزت الدولة على توفير أنبوبة الغاز للمواطن البسيط. عبد الرحمن الجوهري : عن حزب الكرامة تحت التأسيس "نبذ وبشدة ممارسات الشرطة الممنهجة في القتل والتعذيب وشن هجوما ضاريا على رجال الشرطة منددا بسلوكهم في إهدار كرامة المصريين قائلا إن مهمتهم ليست حماية الشعب وفرض القانون والنظام بل هي حماية فرد واحد هو حسني مبارك ، طالب الجوهري الحضور في الانخراط في صفوف الجمعية الوطنية للتغير كسبيل للخلاص من هذا الحكم القمعي الظالم ، كذلك توعد الشرطة بمقاضاتهم ليس أمام المحاكم الوطنية فحسب بل أمام المحاكم الدولية من بينها محكمة الجنايات الدولية. سامي احمد فرج ، عضو الجمعية الوطنية للتغير ، قال ان قانون الطوارئ يساعد النظام على قهر المصريين ويساعد أيضا على استغلال الحكومة للشعب وسرقة أمواله والتنكيل بالقوى السياسية وتعهد باستمراره في التوحد مع باقي القوى السياسية للتصدي لمثل هذه التجاوزات من خلال الجمعية الوطنية للتغير. جورج اسحق "مؤسس حركة كفاية" قال " أن قتل خالد لم يكن الأول ولن يكون الأخير بسبب مسلسل ضحايا الشرطة المستمر وتعديها على المواطنين العزل وعلينا أن نتصدى جميعا لهذا الظلم والقهر والاستبداد الذي تمارسه أجهزة الشرطة ضد المواطنين من خلال تصعيد المظاهرات والوقفات الاحتجاجية في كل مكان كذلك دعا لتضافر كافة الجهود وتوحد كافة القوى الوطنية والحزبية ومنظمات وجمعيات المجتمع المدني في مواجهة مثل هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان. المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض السابق " قال ان تجديد قانون الطوارئ يعطي للشرطة حرية الاعتقال والتعذيب بدون سند قانوني في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان مما يدعونا أن نقف جميعا ضد هذه التجاوزات والمطالبة بإلغاء هذا القانون النائب الإخواني صابر أبو الفتوح نائب مجلس الشعب عن باب شرق " أهاب بجميع القوى الوطنية أن تتوحد في مواجهة تجاوزات الشرطة وتعديها على المواطنين وقتل الأبرياء بدم بارد مطالبا بالقصاص العادل ووقف هذه التجاوزات عن طريق التصعيد والاستمرار في الاحتجاج د. علي قاسم وقد عرف نفسه على انه عم الشهيد وتحفظ على هتاف يسقط يسقط حسني مبارك إلا أن الجمهور قد قاطعة بترديد نفس الشعار وبقوة ، قال الرجل أن خالد ينتمي لعائلة محترمة هي عائلة قاسم وانه لم يكن له ثمة نشاطات سياسية ولم يكن له أي انتماء حزبي ولم يكن يوما من معارضي الحكم ، وقال أيضا انه كان بعيد كل البعد عن المخدرات وأمضى الخدمة العسكرية ولم يكن يوما من أصحاب القضايا التي ادعاها عليه بيان الداخلية. ثم توجه بالشكر للحاضرين على وقفتهم المبدئية مع الحق والعدل ونوه بأن هذا التجمع الشعبي الكبير لم تشهده مصر منذ ثورة 1919 ووعد انه لم يترك حق خالد