واصلت قوات الشرطة أمس حصار قرى فاو قبلى، والمرجية، وأبوحزام بقنا لضبط الجناة من عائلة الدقايقة «هوارة» بعد أن قاموا بتصفية خصومة ثأرية بينهم، وعائلة المرجية «عرب» الأسبوع الماضى، وألقت الشرطة القبض على عدد كبير من أفراد القبيلتين خوفا من تجدد الاشتباكات بينهم على خلفية الحادث. الصراع بين العرب والهوارة كما قال محمود الديرى باحث وصاحب دراسة الثأر بالصعيد ل«الشروق» بدأ عام 1948بسبب النزاع على أرض زراعية، وسميت هذه الخصومة بحرب 48 نظرا لعدد القتلى الذين راحوا فى هذه الخصومة بين الطرفين؛ لأنها كانت تعتمد على حرب العصابات، مما جعل منطقة دشنا، ونجع حمادى، من أكثر الدوائر الملتهبة بقضية الثأر، وقامت بعدها الشرطة بتهجير عائلة المرجية «عرب» خارج قرية أبو حزام للسيطرة على العائلتين، وتم تسكينها بجوار قرية فاو قبلى. مضيفا أن الرئيس جمال عبدالناصر هدد وقتها بضرب المنطقة إذا لم تنته المشكلة بين القبيلتين. وأكد الديرى أنه تم عقد مصالحة ثأرية مشروطة فى الستينيات، بأن من يبدأ القتال أو يجدد الخصومة يتنازل عن أرضه، وهذا ما جعل الهدوء يعود إلى المنطقة، وفى عهد اللواء عادل لبيب محافظ قنا السابق تمكن من عقد جلسات مصالحة بين الطرفين، ولكن تجددت الخصومة بين أفراد العائلتين مرة أخرى هذا العام نظرا لزيادة النعرات القبيلية، وظهور بعض الزعامات التى تثير الفتن بين العائلتين. وأشار إلى أن ظهور بعض الزعامات فى القبائل فى عهد اللواء مجدى أيوب محافظ قنا، أدى إلى وجود نعرات قبلية حتى وصل الامر إلى وصف النائب عبدالرحيم الغول عضو مجلس الشعب، ذات مرة بأن يجعل الصلح بين العرب والهوارة ك«عيد قنا القومى»، داعيا الأمن إلى التعامل مع الحوادث الثأرية مثل حوادث الفتن الطائفية بين المسلمين والأقباط بحسم، وليس بعقد سرادق، وذبح الذبائح ثم تنقض بعد ذلك المصالحة. وقال: إن طريقة وأسلوب الأخذ بالثأر تطورت فى هذه الأيام، وأصبح يتم فى وضح النهار عن طريق المراقبة واستخدام الهاتف المحمول لرصد تحركات المستهدف من الثأر، وهذا ما حدث منذ 3 شهور أثناء قيام أفراد من قبيلة العرب بقتل أحد الاشخاص من الهوارة، حيث راقبوه وقطعوا الطريق عليه أثناء استقلاله إحدى السيارات، وأنزلوه منها ثم أطلقوا عليه النار، وهذا لم يحدث فى السابق، حيث كان يتم الاخذ بالثأر ليلا.