انتقد الكاتب الإسرائيلي أليكس فيشمان الطريقة التي تخوض بها إسرائيل حربها المعنوية الحالية، معتبرا أن السبب الحقيقي لهذا الفشل يرجع إلى الاعتماد الأساسي على الجيش في تلك المعركة. وقال فيشمان في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليمينية الإسرائيلية "نحن في حالة حرب، لكننا على وشك خسارتها، وهذا لا يرجع لكوننا ضعفاء أو أغبياء أو لأن الحق ليس في صفنا، إنما يرجع ذلك إلى عدم قدرة الإسرائيليين على التكيف على قواعد الحرب الجديدة من الناحية العقلية والتنظيمية". وكتب فيشمان في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليمينية الإسرائيلية أن اعتماد إسرائيل على الجيش فقط أثناء الحرب هو جزء من فشلها الأساسي، خاصة في واقعة قافلة الحرية الأخيرة، التي اشتبك فيها الجنود الإسرائيليون مع نشطاء القافلة وأدى ذلك إلى مقتل 20 ناشطا معظمهم من الأتراك. وأكد فيشمان أن إيران وحزب الله وضعوا الخطوط العريضة لحربهم مع إسرائيل، أهمها أن يضطروها إلى حرب استنزاف عن طريق عزلها عن العالم اقتصاديا بمقاطعة بضائعها وضرب السياحة الإسرائيلية وإلحاق الخسائر المستمرة باستثماراتها، وسياسيا عن طريق ترويج فكرة أن إسرائيل كيان غير شرعي، وعسكريا عن طريق إنهاك القوات الإسرائيلية بعمليات محسوبة، موضحا أن الحرب العسكرية مرتبطة بمصالح إيران وسوريا. وانتقد الكاتب في مقاله الاعتماد على قوات الجيش الإسرائيلي وحدها في الحرب، مشددا على حاجتها إلى تكتيكات سياسية عالية المستوى، وهذه لا يستطيع الجيش أن يقوم بها. وضرب مثالا على ذلك بما حدث للقافلة، فقد كان من الواجب التعامل معها سياسيا بدلا من الخيار العسكري الذي جعل العالم كله يشاهد قوات الكوماندوز الإسرائيلية وهي تقتل مدنيين - من المفروض أنهم بعيدين كل البعد عن السياسة- وهو ما أدى إلى بداية خسارة الحرب التي تخوضها إسرائيل. وأكد فيشمان في النهاية على احتياج إسرائيل لعقلية إعلامية أكثر مما تحتاج لعقلية عسكرية، موضحا أن تركيا استغلت ما حدث في ترويج "فيلم تركي" تظهر فيه إسرائيل في دور البطل الشرير، ما جعل العالم يتعاطف رغما عنه مع "الأبرياء" ويكره إسرائيل، وهو نفس ما سيحدث مع قافلة الناشطات "مريم" التي يخطط حزب الله لتحويلها إلى "فيلم" آخر، ويبدو أن إسرائيل ستكرر خطأها مرتين، بحسب رأي الكاتب.