ما أن شرعت إسرائيل في دق طبول الحرب ضد قطاع غزة حتى أرجأ معظم الفلسطينيين تنفيذ مشاريع ترميم بيوتهم وتأثيثها التي تعرضت لتدمير كلي وجزئي في الحرب التي لم تندمل جروحها بعد في غزة. وأخذ الفلسطينيون في غزة التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد ، وبدءوا يستعدون لحرب عدوانية جديدة تكون شديدة عليهم ويقولون « إنهم يدركون مغزى تهديد الإسرائيليين بحرب اشد فتكاً من سابقاتها «. ونفض أدهم أبو سمرة يده من إعمار شقته السكنية فور توالي التهديدات الإسرائيلية بشن حرب ضروس ضد غزة أشد فتكاً وبطشاً من حرب «الرصاص المصبوب» التي شنتها إسرائيل في (27) من ديسمبر الماضي . وقال محرر الشؤون العسكرية في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أليكس فيشمان المقرب من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية : إن القيادة الأمنية في إسرائيل لا تسأل إذا كانت ستقع مواجهة عسكرية أخرى مع قطاع غزة بل متى؟. وبيّن أنه «يمكن الافتراض بأن المواجهة ستستأنف بحجم واسع في أثناء يناير القادم، مع ختام سنة على حرب «الرصاص المصبوب». ولفت فيشمان المقرب من دوائر صنع القرار في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إلى أن العد التنازلي للحرب المقبلة على غزة قد بدأت بالفعل يوم الخميس الماضي. وكان نائب وزير الدفاع الإسرائيلي متان فلنائي قد أكد « أن الدوائر الأمنية الإسرائيلية تعد العدة من الناحيتين الهجومية والدفاعية للتعامل مع احتمال تزود حركة حماس بصواريخ بعيدة المدى». بينما حذر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي من أن «المعركة المقبلة التي سيُضطر الجيش لخوضها ستكون أيضاً في قطاع غزة». وأضاف أشكنازي» إن الجيش سيعود لمواجهة منصات إطلاق القذائف الصاروخية في المناطق السكانية الأشد كثافة في المعمورة والقتال في القرى والمدن والمساجد والمشافي ورياض الأطفال والمدارس لأن الأعداء يريدون فرض هذا الأسلوب من القتال على إسرائيل». ويقول أبو سمرة : « بيتي يقع قرب مجمع الأجهزة الأمنية جنوبغزة وهي عرضة للاستهداف الإسرائيلي في حال شنت الحرب كما يهددون ليل نهار « ، لذلك أوقفت تجهيز الشقة إلى حين وضوح الهدف من التهديدات. واضطر أبو سمرة إلى البدء في تجهيز شقته بأسعار خيالية للأثاث المتوافر بندرة في السوق المحلي « النوافذ كلفتني أربعة أضعاف سعرها الطبيعي وتمديدات الكهرباء والمياه، وهي إلى ذلك ليست بالجودة العالية لوصولها إلى غزة من السوق المصرية بدرجة متدنية من الجودة عبر الأنفاق « . وبات صلاح السموني ليلته السابقة على ما استيقظ عليه من صباح حملت فيه وسائل الإعلام الوعيد الشديد من كبار المسئولين العسكريين بشن حرب شعواء على غزة ، ويقول :» الطيران يحلق في أجواء مدينة غزة طوال الوقت كما تسمع صوته وتراه « وهذا نذير خطر قادم . ويقول السموني : إن العشرات من أفراد عائلته التي اكتوت في الحرب الأخيرة بفقد 29 فرداً منها دفعةً واحدة في مجزرة دامية نفذتها الطائرات بالصواريخ في بداية يناير الماضي « باتوا قلقين من المستقبل «. ويضيف: « كثيرون من أفراد العائلة كانوا يرممون جزءاً من بيوتهم المدمرة جزئياً ، ومن دمرت بيوتهم كليا كانوا في الأيام الأخيرة ينشئون غرفة واحدة لإيوائهم من برد الشتاء القارص ومطره الغزير ، اليوم الكل أوقف البناء والترميم «. ويؤكد السموني أن المتضررين من أفراد عائلته يرممون بيوتهم المدمرة من نفقتهم الخاصة بعدما فقدوا الأمل في وفاء المجتمع الدولي بالالتزامات التي قطعها على نفسه بعيد وقف الحرب على غزة بإعادة اعمار ما دمره الاحتلال في غزة . ولا يخفي حسين العمور مخاوفه من شن إسرائيل حرباً جديدة على غزة ، ويقول: « نحن نسكن في المناطق الحدودية الشرقية من غزة التي تسيطر عليها قوات الاحتلال نعرف متى يكون في تصعيد ومتى لا يكون «. ويأمل الفلسطينيون ألا يخذلهم المجتمع الدولي ، ليقف هذه المرة بصرامة في وجه المخططات العدوانية الإسرائيلية ضد المدنيين العزل ، ويقول ابوسمرة والعمور « نتمنى ألا يقف المجتمع الدولي إزاء التهديدات الإسرائيلية موقف المدين والمستنكر فقط «. ولا يشاطرهم السموني الرأي « ماذا عساه فاعلا المجتمع الدولي « سيقف مكتوف اليدين ، ويكتفي ب»موقف المتفرج « إلى حين شن الحرب يمطرنا المجتمع بالإدانات بينما تمطرنا إسرائيل بالنار العالية . ويتفق ثلاثتهم على أنه ليس أمام الفلسطينيين إلا تحمل الحرب الجديدة والصبر على خسائرها الكبيرة المتوقعة « نتوقع أن تكون خسائرها ضعف خسائر الحرب الأخيرة من ضحايا بشرية وتدمير طال الحجر والشجر «. وحذرت الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة التي تقف عاجزة عن التصدي لأي هجوم عسكري إسرائيلي ضخم من تهديدات إسرائيل ، ودعت إلى تدخل دولي ل «لجم إسرائيل