اهتمت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الخميس، بمجموعة من الشئون المصرية جاء على رأسها الأزمة المحتدمة بين مصر وقناة "الجزيرة" الرياضية حول التشويش على إذاعة مباريات كأس العالم، والاحتقان بين المواطن والشرطة على خلفية قضية مقتل خالد سعيد "شهيد الطوارئ"، ورفض القاهرة تقريرا أمريكيا حول الاتجار بالبشر، بجانب الأزمة القائمة بين المحامين والقضاة والتوقف الأمريكي عن تمويل "الجدار الفولاذي" وعدة قضايا بارزة أخرى. الأهرام تعتذر قالت صحيفة "العرب" القطرية إنه فيما بدا أنه اعتذار من صحيفة "الأهرام" الحكومية لما بدر منها من إساءات لقناة "الجزيرة" وحملة "العرب" لتوضيح حقيقة الموضوع، فإن إدارة صحيفة "الأهرام" قررت تعيين الصحفي المعروف محمد حبوشة مشرفا على تحرير ملحق "ع الهوا" المختص بالفضائيات ليكون المسئول الأول عن مراجعة ما ينشر بالملحق. وأشارت "العرب" إلى أن الصحيفة نشرت تقريرا مطولا بعددها يوم الأربعاء اعتبر "الجزيرة" أهم القنوات الفضائية العربية، مضيفة أن حالة من الاستياء كانت قد عمت صحيفة "الأهرام" بعد أن نشرت تقريرا في ملحق "ع الهوا" الأربعاء الماضي اعتبره الخبراء القانونيون سبا وقذفا في حق بعض قيادات قناة الجزيرة بعد أن تناولت بطريقة مسيئة قضية استقالة 5 من مذيعاتها. تشويش من جهات غامضة واهتمت صحيفة "القدس العربي" اللندنية بعودة التشويش مجددا على قنوات "الجزيرة" الرياضية وقنوات التليفزيون المصري على مدار اليومين الماضيين، بينما كشف أحمد أنيس رئيس الشركة المصرية للأقمار الصناعية (نايل سات) -في تصريحات خاصة- أن جهات غامضة هي التي تقوم بالتشويش مستبعداً للمرة الأولى أن يكون ل"الجزيرة" دخل بالأمر. وأضاف أنه تكررت مرة أخرى عمليات التداخل المتعمد من مصدر مجهول على القمر (نايل سات 101) خلال مباراة البرازيل وكوريا الشمالية يوم الثلاثاء الماضي، والتي كانت تقام ضمن أحداث بطولة كأس العالم لكرة القدم في جنوب أفريقيا (مونديال 2010)، مشيرا إلى أن عمليات التشويش استمرت مساء الثلاثاء وعلى فترات متقطعة خلال المباراة، وأن ما حدث من تداخل على القمر 101 يعتبر تصرفا غير مسئول ويستهدف بالدرجة الأولى الإضرار بكل من النايل سات وقنوات "الجزيرة" الرياضية. إسرائيل تستثمر الخلاف من جانب آخر، لفتت الصحيفة إلى أن نواب البرلمان لم يستبعدوا أن يكون لإسرائيل يد في التشويش على "الجزيرة" وقنوات التلفزيون المصري، حيث نقلت عن محسن راضي النائب بالبرلمان القول، إن لإسرائيل مصالح في الوقيعة بين مصر والدول العربية وهي تستثمر الخلاف بين القاهرة والدوحة من أجل مصالحها الخاصة. المواطن مؤهل لأن يصدق أن الشرطة قتلت مواطنا أما صحيفة "الحياة" اللندنية فاعتبرت أن قضية خالد سعيد "شهيد الطوارئ" أبرزت الاحتقان بين الشرطة والمواطن، مؤكدة أن أحدا من الحقوقيين لم يكن يتوقع أن يحشد مقتل سعيد (28 عاما) تحت التعذيب على أيدي 2 من المخبرين الأسبوع الماضي رأيا عاما ضاغطا يجبر النيابة العامة على استخراج جثة الضحية وإعادة تشريحها. ورأت الصحيفة أن اتخاذ مثل ذلك القرار يكشف طبيعة العلاقة المحتقنة بين الشرطة والمواطن، حتى أن خبراء حذروا من "انفجار" في حالة استمرار هذا الاحتقان الذي يتحول تدريجيا إلى عداء بفعل تكرار هذه الحوادث، حيث نقلت عن إيهاب يوسف الأمين العام لجمعية "الشرطة والشعب لمصر" -جمعية تأسست حديثا بهدف تحسين العلاقة بين الطرفين- القول إن انطلاق التظاهرات يعد دليلا على أن الحالة النفسية للمواطنين لم تعد تتقبل أي تجاوز، فالمواطن مؤهل لأن يصدق أن الشرطة قتلت مواطنا. التواصل الإليكتروني أدى لمظاهرات الإسكندرية وفي نفس الصحيفة، قالت ديانا مقلد الكاتبة اللبنانية إن الرواية الرسمية لمأساة الشاب خالد سعيد التي أثارت الشارع المصري بدت مفككة وفيها الكثير من الثغرات، حيث لم يكن ممكنا لتبريرات مثل ادعاءات إدمان سعيد وانحرافات مزعومة في مسلكه أن تصمد أمام سيل الصور والفيديو والمعلومات التي فتحت المدونات ومواقع إليكترونية ساحاتها أمامها. وأشارت الكاتبة إلى أن ذلك الحراك والتواصل الإليكتروني أفضى إلى قيام مظاهرة غاضبة في الإسكندرية وأفضى إلى تحويل محنة تعذيب وقتل الشاب إلى قضية رأي عام، ما أجبر السلطات على إعادة سحب جثة الشاب وتشريحها والتحقيق في الأمر من جديد. رفض تقرير الاتجار بالبشر وأبرزت صحيفة "البيان" الإماراتية رفض مصر أمس تقريرا أمريكيا حول الاتجار بالبشر حول العالم والذي تضمن انتقادات لمصر بسبب جهودها غير المناسبة في محاربة الاتجار بالبشر، ونقلت عن حسام زكي المتحدث باسم الخارجية المصرية قوله، إن نهج تقرير الخارجية الأمريكية يضمن اختزالا للحقيقة وافتقادا للدقة والموضوعية. وتابعت الصحيفة أن زكي اعتبر أن التقرير تضمن إدعاءات مرسلة وغير موثقة لمنظمات غير حكومية يعلم واضعو التقرير عدم صحتها وإثبات التحقيقات الرسمية لفسادها وهو ما يثير تساؤلات حول جدية التقرير ومصداقيته، مؤكدا أن القاهرة لا تلتزم بما يرد في أي من التقارير الصادرة عن جهات غير مخولة بذلك. مسيرة إلى قصر عابدين واهتمت صحيفة "القبس" الكويتية بجهود أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب الرامية لحل أزمة المحامين والقضاة التي تفجرت عقب الحكم بحبس محاميين في قضية الاعتداء على مدير نيابة بمدينة طنطا بالغربية، مؤكدة أن احتجاجات المحامين في عدد من المحافظات تصاعدت على الرغم من تلك الجهود. وفي ذات السياق، دعا منتصر الزيات عضو لجنة الدفاع عن المحامين المحبوسين إلى ضرورة حل جميع المشاكل العالقة بين طرفي العدالة، مشيرا إلى أن المحامين سيبدأون إجراءات تصعيدية على مستوى الجمهورية تتمثل في الاعتصام ثم مسيرة بالأرواب السوداء إلى قصر عابدين. أمريكا تلغي تمويل الجدار ومن جانبها، ذكرت صحيفة "الدستور" الأردنية تخلي الولاياتالمتحدة عن دعم مشروع "الجدار الفولاذي" المصري الذي من المقرر أن يفصل بينها وبين قطاع غزة المحاصر، حيث استدعت السلطات الأمريكية وقامت مهندسيها مهندسين المشاركين في بنائه على الحدود المصرية مع القطاع، بعد تلقيها تقارير أفادت أن مهندسي حركة المقاومة الإسلامية حماس نجحوا في اختراق "الجدار الفولاذي". القاهرة تقبل ملاحظات حماس وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إنها علمت أن تقاربا كبيرا طرأ على الجهود المبذولة لحل الخلاف القائم بين كل من مصر وحركة فتح من جهة وحركة حماس من جهة ثانية، بشأن التوقيع على ورقة المصالحة المصرية، حيث نقلت عن مصادر مطلعة القول، إن القاهرة باتت تقبل من ناحية مبدئية الاقتراح الذي قدمته مجموعة من الشخصيات الفلسطينية المستقلة، وينص على أن تقوم حماس بالتوقيع على الورقة المصرية كما هي، على أن يتم إرفاق كل ملاحظاتها على الورقة في وثيقة مستقلة. البرادعي رئيسا بأي وسيلة اعتبر سمير عطا الله الكاتب اللبناني في ذات الصحيفة، أنه استخلص من متابعة محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابقة ورئيس الجمعية الوطنية للتغيير، أن ثمة فارقا هائلا بين الرجل وبين داعميه والمتلحفين بمزاياه وكفاءاته، إذ أنه يريد الوصول إلى الانتخابات الرئاسية من خلال الدستور والقانون والسلوك المدني الديمقراطي، بينما هم يريدونه أن يصل بأي طريقة وأي وسيلة.