شجبت ورفضت لافتات رفعها جمهور الأهلى فى مباراة القمة، لأنها أساءت للزمالك. وتساءلت كثيرا : لماذا نحتفل بالإساءة للغير قبل الاحتفاء بفرقنا ونجومنا ؟! وقد أوضحت قصة اسم المختلط وأنه يرجع إلى أن رئيس نادى الزمالك ومؤسسه مرزباخ كان رئيسا للمحاكم المختلطة التى تفصل فى القضايا بين المصريين وبين الأجانب، وقد قام مجموعة من الشباب المصرى بعملية تمصير كاملة للزمالك عام 1915، بقيادة الرائد الإعلامى إبراهيم علام وذلك بعد 4 سنوات فقط من تأسيس الزمالك.. كما أن مؤسس النادى هو عمر لطفى بك. وهو صديق شخصى لمصطفى كامل رائد الحركة الوطنية المصرية فى مطلع القرن العشرين، وأن أول رئيس للأهلى كان الإنجليزى متشل أنس المستشار بوزارة المالية، واستمر رئيسا لمدة عام، ومصادرى فى ذلك محاضر مجلس إدارة النادى الأهلى من عام 1907، ويحتفظ بها النادى حتى اليوم، ومسجل بها محضر الاجتماع الأول للمجلس. أعود إلى قصتنا، فقد كانت اللافتات مرتبة ومعدة للاستخدام..ورأيت أن تشجبها إدارة الأهلى، فكان الرد أن جمهور الزمالك فى المباراة نفسها شن هتافات جماعية مسيئة إلى شخصيات ورموز فى الأهلى.. وعندما تحدثت عن شريف عبدالفضيل الذى لم يخرج الكرة خارج الملعب، علق قراء بأن بركات سقط مصابا فى مباراة الدورى ولم يخرج الزمالك الكرة خارج الملعب. لايمكن بالطبع أن أسرد كل الوقائع المسيئة وغير الرياضية، لأنها من جهة باتت حدثا وحديثا يوميا، وبالتالى سأمضى وقتى كله فى الكتابة عنها وهى لاتعد ولاتحصى. ومن جهة أخرى كيف سأتذكر كل واقعة، وكيف نتناول أحداث اليوم أو الاسبوع، بالحديث عن الأشهر والسنوات الماضية؟!.. للأسف، وللأسف جدا، الأمر بات فوق الطاقة، أمر دائرة الأخلاق الميتة، والسلوك المسىء من جميع الأطراف. وعيب أن تسكت جميع قيادات الأندية على تلك الكارثة، وعيب أن تصمت قيادات رياضية فى الدولة على تلك الكارثة، وعيب أن يستخدم الإعلام بمختلف ألوانه وقنواته هذا الخلل الرياضى والأخلاقى فى إشعال الفتنة بين جماهير الأهلى والزمالك وبين جماهير كل الأندية، فى إطار عملية جذب المشاهد أو المتلقى والقارئ بأية وسيلة.. وعيب أن نرى شبابا جامعيا عاشقا لفرقه ولنجومه وللرياضة وهو يسب ويستخدم لغة مخجلة فى الملاعب والمدرجات.. وكنا نرى فى هذا الشباب أملا كبيرا، بتلك الأساليب الجميلة التى أدخلها على تشجيعه لفرقه وبتلك الأغانى والهتافات التى تستمر طوال المباراة.. فلماذا تفسدون جميعا شيئا جميلا؟!.. لماذا تفقدوننا الأمل وكنا نراكم الأمل؟!.. ماوصلنا إليه كارثة حقيقية ومنهكة. وصلنا إلى دائرة العبث والعبس!