تعيش مصر موسما انتخابيا ممتدا إلى حد ما، انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى تليها انتخابات مجلس الشعب في الربع الأخير من العام الجاري، هذا الموسم الانتخابي هو باب رزق كبير لفئة تتمنى أن يكون التصويت طيلة العام. من هذه الفئة، أصحاب المطابع ومكاتب الدعاية والإعلان، والتي يتوجه إليهم المرشحون وأنصارهم لطباعة صور المرشح بأحجام مختلفة. يصل حجم هذه الصور في كثير من الأحيان إلى خمسة أو سبعة أمتار، كما يصل سعر الصورة الواحدة من هذا النوع إلى أكثر من ثلاثمائة جنيه مصري. ويقول مصطفى أبو الدهب، صاحب إحدى وكالات الدعاية والإعلان في القاهرة: إن أبرز وسيلة للدعاية الانتخابية هي طباعة صورة المرشح، إضافة إلى الملصقات مختلفة المقاسات. ويقول أبو الدهب إنه لا ينام في بعض الأيام لكثرة طلبيات الشغل التي تتلقاها المطبعة والتي يطلبها المرشحون أنفسهم وأنصارهم في دائرتهم الانتخابية. كما تدب الحياة مرة أخرى في سوق الخطاطين، حيث يقوم أنصار المرشح في كل دائرة بوضع لافتات القماش التي يعلنون فيها تأييدهم لمرشحهم، إذ يطمع البعض في خدمة ما بعد حصول المرشح على الكرسي. قد يصل سعر اللوحة الانتخابية الواحدة إلى 300 جنيه مصري ويقول سعيد الخطاط إنه يكتب "ما بين ثمان إلى عشر لافتات يوميا بأطوال تتراوح بين نصف متر وخمسة أمتار، فنحن ننتظر موسم الانتخابات كل أربع أو خمس سنوات لأنه باب رزق كبير لنا، طيلة العام لا نعمل بشكل جيد، والكل أصبح يتجه الآن إلى الطباعة بالكمبيوتر على حساب الخطاط اليدوي، ومهنة الخطاط أصبحت من المهن المعرضة للانقراض، وهي تنتعش فقط في مواسم الانتخابات". هناك أيضا أصحاب ما يعرف في القاهرة ب"محال الفراشة"، وهي محال تستخدم نوعا خاصا من القماش لإقامة السرادقات الضخمة وإقامة الأفراح أو المآتم في أحياء القاهرة الشعبية، وقد أصبح الطلب على الفراشة محدودا لأن الناس يعتبرون الفراشة "موضة قديمة". لكن الحال يتبدل تماما مع فراشة الحاج محمود مع قدوم موسم الانتخابات في مصر، فهو يقف بنفسه في الشارع لإعداد السرادق الانتخابي وعمل ما يصفه "بالبوابة" التي يطلبها مرشحو الانتخابات. "الحال ماشية وزي الفل، هذا الموسم الانتخابات ممتدة والحمد لله نحن مقبلون على انتخابات الشورى، وبعدها ستكون انتخابات مجلس الشعب، وهي الأهم، وفي العام المقبل ننتظر انتخابات رئاسية، ياريت السنة كلها تكون انتخابات".