بات حزب الأحرار رقماً مهماً في تشكيل الحكومة البريطانية الجديدة، وهو ما أظهره استطلاع للرأي اليوم الجمعة، مما ينذر بأزمة في المؤسسات قد يستفيد منها العماليون بزعامة جوردن براون للبقاء في الحكم. وأشار استطلاع للرأي لدى الخروج من مراكز الاقتراع نشرته شبكات (بي بي سي) و(سكاي نيوز) و(آي تي في) عند انتهاء التصويت، الخميس 6 مايو، أن المحافظين حصلوا على 305 مقاعد في مجلس العموم أي أقل من الغالبية المطلقة البالغة 326 نائبا من أصل 650 مما كان سيتيح لهم تشكيل حكومة تلقائيا. وبحسب الاستطلاع، فاز حزب العمال الذي يحكم بريطانيا منذ 13 عاما ب255 مقعدا وحل في المرتبة الثانية، بينما لم يحصل الأحرار الديمقراطيون سوى على 61 مقعدا، وبالتالي لم يتمكنوا من الاستفادة من الشعبية المفاجئة التي حققها زعيمهم نك كليج في المناظرات التلفزيونية. وبحسب نتائج شملت ثلاثة أرباع المقاعد ال650 في مجلس العموم، فإن المحافظين حصلوا على 230 مقعدا (36.6%) متقدمين على العمال 177 مقعدا (27.7%)، والأحرار الديمقراطيين 36 مقعدا (22.5%). كما فشل الحزب القومي البريطاني (يمين متطرف) بزعامة نك جريفين في الحصول على أول مقعد له في مجلس العموم، ولن تعرف النتائج النهائية الكاملة قبل مساء الجمعة. وهذه النتائج، في حال تأكدت، ستكون الأسوأ لحزب العمال منذ العام 1983، إلا أن الحزب أعرب بوضوح عن نيته البقاء في الحكم من خلال تشكيل ائتلاف مع الأحرار الديمقراطيين مما قد يثير غضب المحافظين الذين يشكلون المعارضة منذ 13 عاما. وصرح كاميرون عند إعلان إعادة انتخابه في دائرته في (ويتني) بالقرب من اوكسفورد "الحكومة العمالية فقدت تفويضها لحكم البلاد". وينذر غياب غالبية مطلقة إلى احتمال انتخاب برلمان معلق سيكون الأول منذ 1974. وسيؤدي إلى مفاوضات طويلة وصعبة مع الأحرار الديمقراطيين الذين رغم عدم تحقيقهم النتائج المتوقعة إلا أنهم قادرون على أن "يرجحوا كفة الميزان" بدعم المحافظين لكن خصوصا العماليين، بحسب المحللين. وفي غياب دستور مكتوب، تقضي الأعراف بأن يحاول رئيس الوزراء المنتهية ولايته وفي هذه الحالة جوردن بروان تشكيل حكومة إلا إذا اعتبر أنه عاجز عن ذلك وقدم استقالته. وأشار الاستطلاع إلى أن للعماليين والأحرار الديمقراطيين أكثر من 316 مقعدا معا، وهو أكثر من المحافظين وحدهم، لكن من دون غالبية مطلقة. وكان كليج أعلن خلال الحملة الانتخابية أنه قد يقبل التعاون مع حزب العمال، لكنه سيواجه صعوبة في التعامل مع براون. وألمح العديد من الوزراء العماليين إلى استعدادهم التفاوض مع الأحرار الديمقراطيين، وقال وزير التجارة والرجل الثاني في الحكومة بيتر ماندلسون "من المؤكد أننا سنكون مستعدين لذلك الاحتمال". إلا أن بروان وبعد إعادة انتخابه في دائرته في كيركالدي وكاودنبيث (اسكتلندا) رفض الإقرار بالهزيمة، وأعلن أنه "مستعد للعب دوره لتكون لبريطانيا حكومة قوية ومستقرة". وفي حال اختار براون الاستقالة، سيكون كاميرون في موقع يؤهله للوصول إلى داوننج ستريت، إما عبر التوافق مع الأحرار الديمقراطيين أو مع أحزاب صغيرة مثل الحزب الوحدوي الايرلندي وإما عبر تشكيل حكومة أقلية. وعلى الرغم من نسبة مشاركة عالية إلا أن اللجنة الانتخابية أعلنت ليل الخميس 6 مايو، فتح تحقيق بعد منع مئات الناخبين من الإدلاء بأصواتهم بسبب الطوابير الطويلة أمام مراكز الاقتراع. ودعي أكثر من 45 مليون بريطاني إلى 50 ألف مكتب اقتراع للاختيار من بين 4149 مرشحا يطمحون لدخول البرلمان. وأعلن مصدر رسمي أن حزب المحافظين المعارض ضمن أكبر عدد من المقاعد في مجلس العموم بعد فرز الأصوات في 601 دائرة انتخابية من أصل 650 في الانتخابات التشريعية البريطانية التي جرت الخميس. وتقدم حزب ديفيد كاميرون ب48 مقعدا على حزب العمال بزعامة رئيس الحكومة جوردون براون، مع 46 مقعدا متبقية قبل إحصائها.