فاز حزب المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون في الانتخابات البرلمانية التي جرت في بريطانيا اول امس الخميس لكنه لم يحصل علي الغالبية المطلقة التي تتيح له تشكيل حكومة.. مما يتيح لحزب العمال بزعامة جوردون براون البقاء في السلطة اذا تمكن من تشكيل ائتلاف حكومي.لكن كاميرون صرح بعد اعلان النتائج الاولية والتأكد من فوز حزبه باكبر عدد من المقاعد في مجلس العموم البريطاني بأن حزب العمال خسر التفويض الذي يمكنه من حكم البلاد وبات واضحا ان الشعب البريطاني يريد التغيير. وإلي ان تظهر النتائج النهائية فان استطلاعات الرأي لدي خروج الناخبين من مراكز الاقتراع تشير إلي ان المحافظين سيحصلون علي 703 مقاعد في مجلس العموم وهو ما يقل عن الاغلبية المطلقة المطلوبة لتشكيل حكومة وهي 62 من مقعدا في مجلس العموم المكون من 056 مقعدا..و اظهرت اخر نتائج الفرز حصول حزب المحافظين علي 192 مقعدا وحزب العمال علي 742 مقعدا للاحرار الديمقراطيين علي 15 مقعدا والاحزاب الاخري علي 72 مقعدا.ولم تشهد بريطانيا هذا الوضع الذي يطلق عليه »برلمان معلق« منذ عام 4791. ولا يتيح هذا الوضع لكاميرون تشكيل حكومة بشكل فوري. فالاعراف في غياب دستور مكتوب في بريطانيا تقتضي بأن يحاول جوردون براون كرئيس للوزراء منتهية ولايته تشكيل حكومة إلا اذا قرر الاستقالة.وبذلك يستطلع براون إلي الاحرار الديمقراطيين ليري ما اذا كان قادرا علي تشكيل ائتلاف معهم.. مع العلم بان عدد المقاعد التي سيحصل عليها الحزبان لن تكون كافية لتشكيل حكومة بدون الاستعانة بتأييد اعضاء في البرلمان من احزاب اخري. وكان كليج قد اعلن خلال الحملة الانتخابية انه قد يصل التعاون مع حزب العمال لكنه سيواجه صعوبة في التعامل مع براون.. اي انه مستعد للدخول في ائتلاف مع حزب العمل بزعامة شخص اخر غير براون.ولم يستبعد بيترماندلسون وزير التجارة البريطاني والمسئول الثاني في حكومة حزب العمل هذا الاحتمال.. وتشير بعض التقارير إلي انه في حالة اتفاق حزبي العمل والاحرار الديمقراطيين علي تشكيل ائتلاف فإن وزير الخارجية البريطاني الحالي ديفيد ميليبان يمكن ان يصبح رئيسا للوزراء.اما المتحدثة باسم حزب المحافظين تيريزا ماي فقد رفضت بقاء العمال في السلطة.. وقالت ان النتائج تبين ان حزب العمال فقد اي شرعية للحكم معتبرة ان بقاء العمال في السلطة سيكون »استثنائيا« بعد اسوأ نتائج انتخابية حققوها منذ عام 1391.واذا اختار براون الاستقالة سيكون كاميرون في وضع يؤهله للوصول إلي مقر رئاسة الوزراء في داونينج ستريت من خلال التوافق مع الاحرار الديمقراطيين أو مع احزاب صغيرة مثل الحزب الوحدوي الايرلندي أو تشكيل حكومة اقلية. ودعي اكثر من 54 مليون ناخب بريطاني للادلاء باصواتهم في 05 الف مكتب اقتراع من بين 9414 مرشحا. وشهدت عملية التصويت مشاكل عديدة حيث لم يسمح لمئات الناخبين في بعض مراكز الاقتراع بالادلاء باصواتهم لعدم توفر أوراق الاقتراع بسبب الاقبال الشديد علي التصويت. ووصفت احدي الناخبات في مركز اقتراع بأن الوضع هناك ربما كان اسوأ من الانتخابات الافغانية. وكان يتعين عليهم توقيع اقبال عدد كبير علي التصويت والاستعداد لذلك. واشار بعض المراقبين إلي ان هذه المشاكل يمكن ان تؤدي إلي الطعن في نتائج بعض الدوائر ولاسيما التي فاز فيها مرشح بفارق ضئيل لانه لو كان سمح للناخبين الراغبين في التصويت خارج مراكز الاقتراع بالادلاء باصواتهم لربما تغيرت النتيجة.