شيعت أمس الأربعاء، من مسجد الحامدية الشاذلية، جنازة الكاتب القدير محمود السعدني الذي توفى أمس الأول عن 82 عاما، قضى حوالي ثلثيها جوادا يركض في ساحات الصحافة المصرية. الجنازة كانت مهيبة بحق، وحضرها عدد كبير من الساسة والصحفيين والفنانين الذين جاءوا يودعون الراحل الكبير، والذين تربى أغلبهم على كتاباته، ولكي يؤازروا أيضا صديقهم الفنان صلاح السعدني، الأخ الأصغر للفقيد، والذي وقف يتقبل العزاء قبل وصول الجثمان إلى المسجد بحوالي نصف ساعة، كما وقف بجانبه لتلقي العزاء الفنان نبيل الحلفاوي والإعلامي محمود سعد، واللذان رفضا التحدث إلى أي من وسائل الإعلام لأن "الكلام ملوش لزوم وغالبا بيكون مكرر" كما قال محمود سعد. بجانب سعد والحلفاوي جلس في أول السرادق كل من فاروق فلوكس والمنتصر بالله، بينما في الداخل كان كل من الكاتبين إبراهيم عبد المجيد وعلي سالم من أول الحاضرين، حيث أصر إبراهيم عبد المجيد، والذي بدت عليه أعراض البرد الشديد، على الحضور رغم أنه كما قال لم يكن على علاقة شخصية بالسعدني، ولم يره مرة واحدة، ولكنه جاء تقديرا له وحبا في كتاباته التي يتابعها منذ كان صغيرا. وباستثناء إبراهيم عبد المجيد ويوسف القعيد لم يحضر أي من الأدباء المصريين، ويبدو أنهم لم يكونوا قد علموا بموعد الجنازة، حيث هاتفت "الشروق" بعضهم وقالوا إنهم سوف يحضرون العزاء مساء اليوم. حضر الجنازة أيضا كل من السيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى، والمهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة الشروق، واللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة، والدكتور فوزي فهمي، والدكتور مصطفى الفقي، ومجموعة كبيرة من أهل صاحبة الجلالة، على رأسهم نقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد، والكتاب جلال عارف ومنير عامر وحسن المستكاوي، وصلاح منتصر و مصطفى بكري وبلال فضل. الفنان الكبير محمود عبد العزيز فضل عدم الحديث إلى وسائل الإعلام، وبدا عليه حزن حقيقي وكان الوحيد الذي انطوى وحيدا في أحد أركان قاعة العزاء قبل أن ينضم إليه المهندس إبراهيم المعلم. من الفنانين اللذين حضروا الجنازة رشوان توفيق وتوفيق عبد الحميد وأشرف زكي نقيب المهن التمثيلية. نقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد تحدث إلى الشروق قائلا إن فقدان السعدني حدث ضخم لأنه "عم كبير"، وعاش حياته طولا وعرضا، وكان سفير صاحبة الجلالة إلى بسطاء الشعب، راح ينتصر بقلمه لقضاياهم، ويرفعه على الهلليبة اللذين يهددون طمأنينتهم وأمنهم، من أولئك اللذين انتموا إلى عصر الانفتاح "سداح مداح" على حد تعبيره. محمود السعدني هو رائد الكتابة الساخرة، وعمل بمجموعة كبيرة من الصحف والمجلات المصرية والعربية، وشارك في تأسيس بعضها داخل وخارج مصر، مثل مجلة 23 يوليو التي أسسها في لندن بعد أن طرد من مصر إثر خلاف مع الرئيس السادات، وكان له عدة أبواب شهيرة في الصحف والمجلات منها: "على باب الله" في المصور، و"أما بعد" في أخبار اليوم، إضافة إلى عدة كتب معروفة، منها: "الظرفاء" و"المضحكون" الذي تناول فيه عددا من ممثلي الكوميديا و"الموكوس في بلاد الفلوس" ومذكرات "الولد الشقي" و"حمار من الشرق" و"بلاد تشيل وبلاد تحط" و"الطريق إلى زمش". والمعروف أن السعدني كان قد اعتزل العمل الصحفي والحياة العامة منذ 2006 بسبب المرض. بعد أداء صلاة الجنازة، حمل الجثمان إلى مثواه الأخير بمقابر السادس من أكتوبر، وسوف يقام العزاء مساء اليوم الخميس بعد صلاة المغرب بمسجد الحامدية الشاذلية في المهندسين.