عاد أمس الأول إلى القاهرة الناقد د. جابر عصفور رئيس المركز القومى للترجمة للقاهرة، بعد تسلمه السبت جائزة القذافى العالمية للآداب فى دورتها الأولى، والتى بلغت قيمتها 150ألف يورو (نحو 200 ألف دولار أمريكى)، وهى الجائزة التى أحدثت جدلا كبيرا فى الأوساط الثقافية العربية، قبيل وبعد إعلانها. هذا الجدل بدأه الكاتب الإسبانى «خوان جويتسولو» بعدما أعلن فى بيان رفضه لهذه الجائزة، قائلا: «إن أقبل جائزة يمنحها القذافى فإن الأمر مستحيل تماما»، موضحا أنه فى موقفه هذا ينسجم مع عدم تردده فى انتقاده الأنظمة السلطوية. ويتماهى مع مناهضته الأنظمة الاستبدادية». بعد هذه الواقعة التى استمر النقاش حولها لأسابيع، كان من المتوقع أن يبحث القائمون على الجائزة عن اسم وقامة كبيرة، تسند إليها الجائزة، وتضفى عليها أهمية ومصداقية افتقدتهما منذ دورتها الأولى، ولم تكن مفاجأة أن يتم اختيار د. جابر عصفور، لما له من مكانة علمية وأدبية واسعة فى العالم العربى، فضلا عن عدم وجود مواقف صدامية بينه وبين أى من الأنظمة العربية ومؤسساتها، وهو الأمر الذى من المؤكد أن مانحى الجائزة قد احتاطوا له بشدة خشية أن يتكرر موقف «جويتسولو»، لكن جابر عصفور أعلن أنه «لا يمانع فى قبول أى جائزة تحمل اسم حاكم عربى»، وكان هذا بداية هجوم حاد وانتقادات واسعة له من مثقفين داخل مصر وخارجها. وفى مصر وصف الكاتب حمدى أبوجليل عصفور ب«البديل الكفء»، الذى قبل للمرة الثانية على التوالى أن يكون «المنقذ للجوائز العربية» سواء لمحكميها أو للفائزين بها، مشيرا إلى قبول د. عصفور لرئاسة لجنة تحكيم مسابقة «بيروت 39» بعد استقالة الكاتب الكبير علاء الأسوانى وآخرين منها، ثم قبوله الفوز ب«جائزة القذافى العالمية للآداب» بعد أن رفضها «خوان جويتسولو». وأخيرا جدد الأسوانى فى حواره ب«الشروق»، انتقاده للجائزة ومانحها وللفائز بها د. عصفور قائلا: «فوجئنا بأن جابر عصفور قبل على نفسه أن يأخذ الجائزة من القذافى، وأعتقد أنه لو فكر لشعر بالكثير من الخجل». وفى ليبيا موطن الجائزة كانت ساحة أخرى للهجوم، لكنه انصب هذه المرة على مؤسسة الثقافة الليبية، حيث انتقد أدباء ليبيون منح الجائزة لشخصية من الخارج، معتبرين أن الجهة المعنية بالمثقفين «لا علاقة لها بالمثقف الليبى».، وأن الجائزة كان «الأولى بها الأديب الليبى دون العالميين». مبررين ذلك بأن: «المصريين من أمثال عصفور وغيره لهم ألف فرصة وفرصة فى التكريم خارج بلدهم، بينما فرصة المبدع الليبى حتى فى التعريف به خارج وطنه قليلة» على حد تعبير الكاتب الليبى «أبوالقاسم المزداوى» للجزيرة نت. يذكر أن عصفور تسلم الجائزة فى حفل أقيم بفندق «ريكسوس النصر» فى العاصمة الليبية، طرابلس. ووزعت الأمانة العامة للجائزة كتابا لعصفور عنوانه «نجيب محفوظ الرمز والقيمة» فى 430 صفحة يجمع مقالات له عن صاحب «أولاد حارتنا». وألقى عصفور كلمة فى المناسبة أعرب فيها عن سعادته بالفوز بالجائزة وقال: «أنا هنا لأمثل رمزا عربيا قوميا داعيا إلى الحرية والعدل الاجتماعى، وإلى مستقبل عربى واعد». وكان من بين المدعوين إلى الاحتفال حشد من الأدباء ضم: جمال الغيطانى، محمد سلماوى، خيرى شلبى، قاسم عبده قاسم، أحمد سويلم، الوزير المصرى السابق يحيى الجمل، علوية صبح، نبيل سليمان، ثائر ديب، حسين جمعة (رئيس اتحاد الكتاب فى سوريا)، سعيد الكفراوى، بهاء الطود، والأمين العام لاتحاد الناشرين فى مصر محمد رشاد.