اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن مشروع القرار الأمريكي المقدم لمجلس الأمن الدولي والذي ينص على وقف فوري ومستدام لوقف إطلاق النار في غزة، يصعد الضغط على إسرائيل لوقف حربها على غزة المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر. ويأتي مشروع القرار بينما يتواجد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في إسرائيل للضغط من أجل صفقة لوقف إطلاق النار على أمل أن تسفر عن زيادة في دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس منذ السابع من أكتوبر الماضي. * أهم خلاف علني بين واشنطن وإسرائيل منذ بداية الحرب ورأت "وول ستريت جورنال" أن النقاش في مجلس الأمن على الأرجح سيكون رمزياً إلى حد كبير لكنه يمثل أهم خلاف علني بين واشنطن وإسرائيل منذ بداية الحرب، مشيرة إلى أن الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في المسودة الأخيرة للولايات المتحدة يعد تحولاً بعيداً عن إسرائيل بالنسبة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي دعت في السابق إلى وقف إطلاق النار "في أقرب وقت ممكن عملياً". وقال دبلوماسيون للصحيفة الأمريكية إن صياغة المسودة التي تشير إلى إعادة بدء العمليات في غزة بعد فترة توقف – التي قالت إسرائيل إنها تعتزم إجراؤها – قد تدفع روسيا أو أعضاء دائمين آخرين بمجلس الأمن لاستخدام حق النقض (الفيتو). كما تكرر المسودة أيضاً المطلب الأمريكي الماضي بأن يتم ربط أي وقف لإطلاق النار بإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس، كما طالبت إسرائيل. وذكرت "وول ستريت جورنال" أنه من النادر بالنسبة للولايات المتحدة أن تدعم – ناهيك عن أن تقدم – قراراً ستعارضه إسرائيل في الأممالمتحدة، وهو منبر طالما استخدمت واشنطن فيه حق النقض بمجلس الأمن لحماية إسرائيل من المقترحات التي تعارضها. وقال المتحدث باسم بعثة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، نيت إيفانز، إن القرار "سيدعم بشكل لا لبس فيه الجهود الدبلوماسية الجارية التي تستهدف تأمين وقف فوري لإطلاق النار في غزة في إطار صفقة للأسري"، مضيفاً "أنها فرصة للمجلس للتحدث بصوت واحد لدعم الدبلوماسية التي تحدث على الأرض والضغط على حماس لقبول الصفقة". * مشاريع قرار سابقة لوقف إطلاق النار وفي نهاية أكتوبر، قدمت روسيا مشروع قرار للمجلس بشأن وقف إطلاق النار، رفضته عدة دول من بينها الولاياتالمتحدة. وقد منعت الولاياتالمتحدة قرارات سابقة عارضتها إسرائيل تدعو إلى وقف إنساني لإطلاق النار في غزة، من بينها واحد في فبراير؛ لأنه لم يدعو لإطلاق سراح المحتجزين. ودعت مسودة بديلة وزعتها الولاياتالمتحدة حينها إلى وقف مؤقت إطلاق النار. ومع ذلك، خلال الأسابيع الأخيرة ارتفعت حصيلة الشهداء وزادت المعاناة في غزة، وهددت إسرائيل بغزو رفح، المدينة الواقعة جنوبغزة، حيت لجأ أكثر من مليون فلسطيني. ورداً على ما يبدو على المسودة الأمريكية، قال المندوب الإسرائيلي لدى الأممالمتحدة، جلعاد أردان، خلال منشور عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً): "هناك صيغة واحدة لوقف فوري لإطلاق النار – يجب على حماس إطلاق سراح الرهائن وتسليم أنفسهم. هذا ما يجب أن يطالب به العالم"، على حد زعمه. وكان عدد من الدول الأوروبية، مثل فرنسا، يدعو منذ أسابيع لوقف فوري لإطلاق النار. مع ذلك، قال دبلوماسي أوروبي بارز إن دول الاتحاد الأوروبي كانت بالفعل تعمل مع شركاء مجلس الأمن على مسودة قرار مختلفة مع توقع عرقلة قرار واشنطن. وقال مدير شئون الأممالمتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، ريتشارد جووان، إنه بالرغم من أن المسئولين الأمريكيين قالوا إن القرار استهدف الضغط على حماس لقبول وقف إطلاق النار، إلا أنه يرسل على الأقل إشارة قوية لإسرائيل. وأضاف جووان: "الولاياتالمتحدة تفتح الباب الآن للأمم المتحدة لتشكيل إطار العمل السياسي لإنهاء الأعمال العدائية. هذا في حد ذاته قد يخيف صناع القرار الإسرائيليين".