حذرت منظمة الصحة العالمية، من أن الوضع الغذائي في قطاع غزة كارثي، خصوصًا في الشمال الذي ينتظر مجاعة وشيكة. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس: "قبل الحرب كان هناك ما يكفي من الغذاء في غزة لإطعام السكان، وكان سوء التغذية أمرا نادرا. أما الآن، يموت الناس، ويمرض كثيرون آخرون. ومن المتوقع أن يواجه أكثر من مليون شخص جوعا كارثيا ما لم يتم السماح بالمزيد من الغذاء للدخول إلى غزة". ما هي المجاعة؟ تعرف منظمة الأممالمتحدة المجاعة بأنها مصطلح تقني، يشير إلى السكان الذين يواجهون سوء التغذية على نطاق واسع، والوفيات المرتبطة بالجوع بسبب عدم الحصول على الغذاء. ويقول عارف حسين من برنامج الأغذية العالمي: "نقول إن هناك مجاعة عندما تجتمع 3 شروط في منطقة جغرافية محددة، سواء كانت بلدة أو قرية أو مدينة أو حتى دولة". يتم إعلان المجاعة عند استيفاء مجموعة معينة من الشروط. يشمل هذا المعيار ما لا يقل عن 30% من أطفال منطقة معينة يعانون من سوء التغذية الحاد. وهذا يعني أنه بحلول الوقت الذي يتم فيه إعلان المجاعة، يكون الأطفال قد بدأوا يموتون بالفعل لأن آبائهم لا يستطيعون إعطائهم ما يكفي من الغذاء للبقاء على قيد الحياة. لقد فات الأوان بالفعل. ولا يوجد إحصاءات دقيقة عن أعداد الموتى في قطاع غزة بسبب الجوع، لكن وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت في بداية مارس 2024، وفاة 15 طفلًا فلسطينيًا بسبب الجوع في مستشفى كمال عدوان. كيف نعرف أن هناك مجاعة؟ يعد التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي "IPC" مقياسًا عالميًا شائعًا يوضح كيف ينبغي للحكومات ومجموعات المعونة أن تستجيب عندما يفقد الناس إمكانية الوصول الموثوق بها إلى الغذاء الكافي والميسور التكلفة والمغذي. وهذا النظام يتضمن تحذيرا من 5 مراحل لاتخاذ إجراءات عاجلة قبل فوات الأوان. لكي تتواجد مجاعة في منطقة معينة - المرحلة الخامسة من مقياس انعدام الأمن الغذائي الحاد - يجب استيفاء ثلاثة شروط مدعومة بالأدلة وهي "تواجه واحدة من كل خمس أسر نقصًا حادًا في الغذاء، يعاني أكثر من 30% من الأشخاص من "سوء التغذية الحاد"، وهو نقص غذائي ينتج عن عدم كفاية تناول الطاقة أو البروتين، وتتجاوز معدلات الوفيات حالتي وفاة لكل 10 آلاف شخص يوميا". وفي فبراير 2024، تم تصنيف سكان غزة بالكامل - 2.2 مليون شخص - على مستوى الأزمة في المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل أو ما هو أسو. ومع استمرار العوامل الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي، تم إنتاج تقرير آخر في مارس 2024 والذي أكد أنه "لم يتم استيفاء الشروط اللازمة لمنع المجاعة، وتؤكد أحدث الأدلة أن المجاعة وشيكة في المحافظات الشمالية ومن المتوقع أن تحدث في أي وقت بين منتصف مارس ومايو 2024". ويضيف التقرير أن نحو 88% من سكان غزة، يواجهون الآن مستويات انعدام الأمن الغذائي المصنفة على أنها المستوى الرابع أو أعلى من التصنيف المرحلي المتكامل، وهو ما يتوافق مع مستوى الطوارئ أو ما هو أسوأ. ومن بين هؤلاء السكان، هناك حوالي 50% (1.1 مليون شخص) في حالة كارثة، أو المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل، بحسب التقرير. ومن المتوقع أيضًا، بحسب التقرير، أن يتسارع الاتجاه التصاعدي في الوفيات غير الناجمة عن الصدمات، ما يؤدي إلى تجاوز عتبة المجاعة بشكل وشيك بحلول مايو 2024.