بدأ مزارعو النخيل بمحافظة الوادي الجديد، خلال الفترة الحالية، مرحلة تذكير النخيل والمعروفة بمسمى «تلقيح نخيل البلح» وسط أهالى المحافظة، تلك المرحلة التى لايمكن تأجيلها أو تأخيرها وتستمر لمدة شهر، وتتزامن هذا العام مع شهر رمضان الكريم. وبالرغم من صيام الشهر الكريم وبدء ارتفاع درجات الحرارة في المحافظة، إلا أن المزارعين ملتزمين بتذكير أو تلقيح النخيل بمجرد خروج الطلع والأغاريض الزهرية من النخيل المؤنث، حتى لا تتعرض عراجين البلح لعدم الإنتاجية للثمار الجيدة ذات الحجم الكبير، وظهور البلح المعروف بالشيص، في ظل أن أشجار النخيل أحادية الجنس ثنائية المسكن، أي أن الأزهار المذكرة والمؤنثة لا توجد على نفس الشجرة، فهناك نخيل ذكر ونخيل مؤنث، ومن الضروري أن تتم عملية التلقيح في الوقت المناسب حتى يضمن المزارعون إنتاج ثمار البلح ذات حجم طبيعى. ويقول شعبان عبدالحميد، أحد المزارعين بمركز الخارجة، أن موسم تلقيح النخيل يبدأ في شهر مارس، وهو من أهم المراحل التي لايمكن تأخيرها بمجرد طرح النخيل المؤنت وظهور الأغاريض الزهرية، مؤكدا أن مرحلة التذكير تبدأ من خلال إحضار لقاح النخيل من خلال النخيل الذكر، ويتم إخراجه من الجراب وتحويله إلى شماريخ صغيرة، ويترك حتى إنشقاق الطلع بالنخيل المؤنث وتجرى عملية التلقيح مباشرة. وأشار، في تصريحات ل«الشروق»، أن موسم تلقيح النخيل الحالى 2024، مرحلة لاتحتمل التأخير بمجرد ظهور الطلع، ويتزامن الموسم للعام الثانى مع شهر رمضان، والتلقيح منذ سنوات وإلى الآن يجرى يدويا، وهناك طرق حديثة تحت التجارب من خلال جهاز مخترع حديثاً لم يعمم، مؤكدا أن التذكير أول وأهم مرحلة وتشبه عملية بذر البذرة الأولى، وصولا لمرحلة جنى الثمار والتي تبدأ في شهر سبتمبر، حتى نهاية أكتوبر وأول شهر نوفمبر، مرورا بمراحل تقويس العراجين والتكييس، والبعض يلجأ للحصول على كميات من لقاح النخيل من محافظات أخرى، في ظل ارتفاع معدلات زراعات النخيل بالوادي الجديد، والذى يطرح مبكرا وينضج مبكرا جراء التسميد الجيد والري والعناية بالنخيل، وكذلك ارتفاع درجات الحرارة. من جانبه، قال الدكتور عماد فودة، الأستاذ المساعد بالمعمل المركزي لأبحاث وتطوير نخيل البلح بالوادي الجديد، إن عملية تذكير أو تلقيح نخيل البلح من العمليات الهامة التي تجرى على رأس النخلة، والأصل في عملية التلقيح لأشجار الفاكهة الرياح والحشرات، لكن في ظل ارتفاع أعداد النخيل المؤنث مقارنة بالأعداد الضعيفة من ذكور النخيل، يتطلب الأمر إجراء عملية التلقيح الصناعي من جانب المزارعين ونقل حبوب اللقاح من النخيل الذكر إلى المؤنث، لضمان إتمام عملية الإخصاب وتكوين الثمار. وأضاف فودة، أن الطريقة السائدة بين مزارعي النخيل بالوادي الجديد هي التلقيح اليدوي من خلال نقل شماريخ حبوب اللقاح من النخيل الذكر ووضعها بداخل الأغاريض الزهرية في طلع النخيل المؤنت، وهي عملية تضمن التلقيح وبدء عملية تكوين الثمار بعد الإخصاب، وهناك طرق أخرى متعددة مثل التلقيح عن طريق التعفير، والتلقيح عن طريق المعلق المائي لحبوب اللقاح، مؤكدا أن كل ذكر نخيل يلقح حوالي 25 نخلة مؤنث، ولابد من زراعة عدد كاف من ذكور النخيل لضمان توافر حبوب اللقاح في ظل التوسع الدائم في المساحات المنزرعة بالنخيل، وذلك لخدمة مزارعي النخيل بالمحافظة وإنتاج أجود أنواع التمور.