أحد المزارعين ل«الشروق»: نلقح النخيل فترة الصيام وهي مرحلة لا تحتمل التأجيل أو التأخير تشهد محافظة الوادي الجديد، خلال الفترة الحالية، بدء مرحلة تلقيح نخيل البلح والتي تستمر لمدة شهر، تزامنا مع شهر رمضان الكريم، وهي مرحلة من المراحل الهامة التي تمر بها النخلة بعد طرحها وخروج الطلع والأغاريض الزهرية من النخيل المؤنث، الأمر الذي يتطلب التلقيح حتى لا تتعرض عراجين البلح لعدم الإنتاجية للثمار الجيدة ذات الحجم الكبير وظهور البلح الشيص. وتتم عملية تلقيح النخيل من خلال الطرق المختلفة، في ظل أن أشجار النخيل أحادية الجنس ثنائية المسكن أي أن الأزهار المذكرة والمؤنثة لا توجد على نفس الشجرة، فهناك نخيل ذكر ونخيل مؤنث ومن من الضروري أن تتم عملية التلقيح في الوقت المناسب حتى يضمن المزارعون إنتاج وفير من البلح وثمار ذات حجم مناسب. ويقول أحمد إبراهيم، مزارع بالخارجة، إن الفترة الحالية تشهد موسم تلقيح النخيل، وهي من أهم المراحل التي يمر بها النخيل، ونحرص منذ بداية شهر مارس على إحضار لقاح النخيل من خلال النخيل الذكر، ويتم إخراجه من الجراب وتحويله إلى شماريخ صغيرة ويترك حتى النخيل المؤنث في إنشقاق الطلع وتجرى عملية التلقيح دون تأخير. وأضاف في تصريحات ل"الشروق"، أن تلقيح النخيل أمر لا يمكن تأخيره بمجرد ظهور الطلع، ويتم التلقيح بالتزامن مع شهر رمضان، ونلقح النخيل أثناء فترة الصيام يدويا، وهناك طرق حديثة تحت التجارب من خلال جهاز مخترع حديثاً لم يعمم، وذلك من أجل نمو عراجين البلح والعناية بالنخيل؛ انتظارا للمراحل الأخرى، وتشمل التقويس للعراجين مرورا بمرحلة التكييس وصولاً لمرحلة الجني، والتي تبدأ في شهر سبتمبر حتى نهاية أكتوبر وأول شهر نوفمبر، مشيرا إلى أن نخيل الوادي الجديد يطرح مبكرا وينضج مبكرا؛ جراء التسميد الجيد والري والعناية بالنخيل، وكذلك ارتفاع درجات الحرارة. من جانبه قال الدكتور عماد فودة، الأستاذ المساعد بالمعمل المركزي لأبحاث وتطوير نخيل البلح بالوادي الجديد، إن عملية تلقيح نخيل البلح من العمليات الهامة التي تجرى على رأس النخلة، والأصل في عملية التلقيح لأشجار الفاكهة الرياح والحشرات، لكن في ظل ارتفاع أعداد النخيل المؤنث مقارنة بالأعداد الضعيفة من ذكور النخيل، يتطلب الأمر إجراء عملية التلقيح الصناعي من جانب المزارعين ونقل حبوب اللقاح من النخيل الذكر إلى المؤنث؛ لضمان إتمام عملية الإخصاب وتكوين الثمار. وأضاف فودة، أن طرق تلقيح النخيل متعددة، فهناك التلقيح عن طريق التعفير، ويتم من خلال خلط حبوب اللقاح مع طحين دقيق وتعفير طلع النخيل المؤنث، وهناك طريقة التلقيح عن طريق المعلق المائي لحبوب اللقاح، ويتم خلالها وضع حبوب اللقاح وغبار الطلع ويمتزج مع كمية من المياه، ويتم رش طلع النخيل المؤنت في حالة الإنشاق وظهور الأغاريض الزهرية، وتتم العملية من خلال رشاش يدوي لضمان إتمام عملية التلقيح، وهو من الطرق التي توفر وتسد العجز في حالة نقص حبوب اللقاح. وتابع، وهناك طريقة سائدة بين مزارعي النخيل بالوادي الجديد، وهي التلقيح اليدوي من خلال نقل شماريخ حبوب اللقاح من النخيل الذكر ووضعها بداخل الأغاريض الزهرية في طلع النخيل المؤنت، وهي عملية تضمن التلقيح وبدء عملية تكوين الثمار بعد الإخصاب. وأشار فودة، إلى أن كل ذكر نخيل يلقح حوالي 25 نخلة مؤنث، ولابد من زراعة عدد كافِ من ذكور النخيل؛ لضمان توافر حبوب اللقاح في ظل التوسع الدائم في المساحات المنزرعة بالنخيل، وسيتم الإعداد لإنشاء مركز متخصص لإنتاج واستخلاص حبوب اللقاح وغبار الطلع؛ وذلك لخدمة مزارعي النخيل بالمحافظة، حيث يعد محصول البلح المحصول الاستراتيجي لأبناء الوادي الجديد.