على الرغم من أن محافظة الوادي الجديد تعد واحدة من أكبر المناطق إنتاجا للبلح على مستوى الجمهورية، إلا أن عدم توفر لقاح النخيل يعد من الأزمات الكبيرة التي تواجه المزارعين سنويا، حتى وصل الأمر إلى بيع لقاح النخيل في الأسواق وظهر أيضا متخصصون يستغلون هذه الفترة من كل عام ليغالوا في أسعاره. وأكد محمد نجيب مزارع من مدينة الخارجة، أن مشكلة لقاح النخيل من أكبر المشكلات التي تواجه المزارعين كل عام، وذلك بسبب التوسع في زراعة أشجار النخيل المثمرة مع قلة أشجار التلقيح، فالمزرعة الواحدة قد يكون بها نحو 100 نخلة مثمرة مقابل واحدة أو اثنتين للتلقيح، مما لا يفي بأغراض عملية التلقيح، فنخلة التلقيح الواحدة تلقح ما بين 7 إلى 10 نخلات فقط. وأكد نجيب أن لقاح النخيل يكون عبارة عن مسحوق أبيض يشبه الدقيق بداخل حبات في عراجين صغيرة للغاية داخل أكواز اللقاح التي تنتجها الأشجار الذكور، ويقطع المزارعون في هذا التوقيت من كل عام تلك الأكواز من الأشجار الذكور لتلقيح الإناث بها، لافتا إلى أنه مع التوسع في زراعة النخيل أصبحت أكواز اللقاح لا تكفى، خاصة أن مزارعي الواحات لا يهتموا بزراعة الأشجار الذكور بل يقومون باقتلاعها لتوفير مساحة الأرض وزراعة أشجار مثمرة. وأضاف على حسن "مزارع"، أن المزارعين حاليا يضطرون لشراء أكواز اللقاح، ويصل ثمن الواحد منها إلى 20 جنيها وأكثر وذلك بسبب التهافت عليه وصعوبة الحصول عليه، كما أن فترة تلقيح النخيل لا تتعدى أكثر من 15 يوما وإن مر هذا الوقت بدون تلقيح فالنخيل لن يثمر، لذلك يضطر المزارعون إلى شراء أكواز اللقاح بأى ثمن، بل إن بعضهم يلجأ إلى المراكز والمحافظات الأخرى لشرائه حال امتلاكه أعدادا كبيرة من النخيل التي تحتاج إلى لقاح، مشيرا إلى أن حل المشكلة في يد المزارع نفسه الذي يتوسع في الزراعة دون حساب أو مراعاة أن يكون لديه اللقاح الكافي لتلك الأشجار، فهناك المئات من أشجار النخيل لا تثمر سنويا بسبب عدم توفر اللقاح الكافي لها وصعوبة الحصول عليه. وتابع: "بعض اللقاحات التي يتم جلبها من المحافظات الأخرى قد تحتوى على أمراض تصيب البلح، ومنها مرض سوسة النخيل وهى عبارة عن حشرة صغيرة تتكاثر بصورة سريعة وتدمر الأشجار.