• عاكف المصري ل«الشروق»: ندعو الجميع للانتقال لمرحلة جديدة عنوانها الوحدة الوطنية والمقاومة الشعبية.. والحكومة المكلفة الجديدة لا تلبى رغبات شعبنا • مصر وقفت سدا منيعا فى وجه مخطط التهجير.. والاحتلال هو المتحكم فى إيصال المساعدات • ترتيب البيت الفلسطينى وإدارة غزة أمر فلسطينى خالص ولا يحق لأى طرف التدخل فيه • متمسكون بأرضنا ولن نغادرها.. وإذا فرضت علينا الهجرة فلن تكون إلا إلى أراضى 1948 عملت الحكومة الإسرائيلية أخيرا على التواصل مع عدد من زعماء العشائر والعائلات والمخاتير المحليين فى غزة، لتشكيل ما تقول إنها إدارات مدنية تكون بديلة عن الحكومة الفلسطينية التى تسيطر عليها حركة حماس فى القطاع، ضمن مخططات ما يعرف ب«اليوم التالى» لانتهاء العدوان. تأتى المحاولة الإسرائيلية فى وقت يتصاعد فيه التراشق بين حركة حماس وفصائل المقاومة فى قطاع غزة من جهة وحركة فتح والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى، بعد إعلان الرئيس محمود عباس تكليف محمد مصطفى بتشكيل حكومة جديدة، وهى الخطوة التى وصفتها حماس بالأحادية. فى هذا الإطار حاورت «الشروق» عاكف المصرى المفوض العام للهيئة العليا للعشائر والعائلات والقبائل فى قطاع غزة، والذى شدد بدوره على أن المتعاون مع الاحتلال فى مثل تلك الظروف هو والعدو سواء، وإلى نص الحوار: إلى أين وصلت التحركات الرامية لتشكيل إدارة مدنية بديلة لسلطة حركة حماس فى قطاع غزة، بعدما أثير بشأن اتصالات إسرائيلية بقادة عشائر ومخاتير محليين؟ الاحتلال الإسرائيلى منذ بداية العدوان وهو يحاول التواصل مع بعض الأشخاص من العشائر والعائلات بحجة تقديم المساعدات وغيرها من الحجج الأخرى لكن هناك رفضا قاطعا من العائلات والعشائر للتواصل مع الاحتلال كون هذا أمرا محرما لدينا. فيما يخص الوضع الراهن.. هل الائتلاف يتواصل مع فصائل المقاومة لتنسيق استقبال المساعدات وتنظيم توزيعها؟ العشائر هى مكون أساسى من مكونات المجتمع الفلسطينى، وجزء لا يتجزأ من المجتمع، فأبناء الفصائل والمقاومة هم بالأساس أبناء العائلات والعشائر، لذلك فالعشائر تقف كالسد المنيع فى وجه جميع هذه المخططات التى تستهدف النسيج المجتمعى، لأن الاحتلال يريد خلق الفتنة والبلبلة بعد فشله فى تحقيق كل أهدافه المعلنة فى قطاع غزة. هل لدى الهيئة العليا آليات واضحة لمواجهة أى طرف يتعاون مع الاحتلال فى هذه الظروف؟ العائلة التى تتواصل مع الاحتلال تكون شاذة عن الجميع، ونحن تواصلنا مع جميع العائلات وجميعها أكد أنه رفض التواصل مع الاحتلال سواء بشأن تنظيم المساعدات أو فى أى شأن يخص قطاع غزة، ويبقى ترتيب البيت الفلسطينى وإدارة قطاع غزة، أمر فلسطينى محض ولا يحق لأى طرف أن يتدخل فيه. هل هناك كما يتردد أصوات مختلفة من جانب عائلات كانت على خلافات سابقة مع حماس وقد تقبل بدور لها فى إدارة القطاع؟ نحن ننفى نفيا قاطعا أن تكون إحدى العائلات قد قبلت العرض الإسرائيلى فالاحتلال يريد نشر الفتنة فقط، حتى أن عائلة دغمش كانت هناك تلميحات بشأن موقفها الرسمى، قد أصدرت بيانا واضحا أكدت فيه رفضها القاطع للتعاون أو التواصل مع الاحتلال، كما أن مجلس عائلة دغمش استشهد بالكامل فى العدوان الحالى على القطاع. هل هناك رؤية للعشائر لإنهاء الانقسام الداخلى بين الفصائل من خلال موقعكم الشعبى؟ نحن ندعو لقيادة فلسطينية موحدة وحكومة فلسطينية موحدة وتوحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية، فى غزة والضفة الغربية، وندعو الجميع لمغادرة المرحلة السابقة، والانتقال لمرحلة وطنية وسياسية جديدة عنوانها الوحدة الوطنية والمقاومة الشعبية. كيف رأيتم الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة برئاسة الدكتور محمد مصطفى من جانب رئيس السلطة محمود عباس؟ هذه الحكومة لا تلبى رغبات شعبنا الفلسطينى، فشعبنا يريد توافقا بين الفصائل على حكومة وحدة وطنية تحضر لانتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطنى. هل هناك آليات واضحة بينكم وبين السلطة من جهة وفصائل المقاومة من جهة أخرى لتنسيق الترتيبات الميدانية وعمليات الإغاثة؟ نحن فى الهيئة العليا نقف على مسافة واحدة من جميع الفصائل وأبناء شعبنا، فنحن نؤكد أن الأولوية الآن هى لوقف العدوان وتدفق المساعدات وإعادة الإعمار. ماذا لو دعيتم من جانب حماس لتشكيل مجموعات تتولى تنظيم المساعدات وتوزيعها لدرء الحجج الإسرائيلية لتعطيل وصول المساعدات للقطاع؟ نحن كعشائر نعتبر أنفسنا «رديف كفاحى» لكل قوى شعبنا الفلسطينى، ونحن لسنا بديلا عن أى جهة سياسية. هل هناك تنسيق بين الهيئة العامة للعشائر والعائلات والجهات المصرية المسئولة بشأن الوضع الإنسانى فى القطاع؟ العشائر ليست لديها مشكلة فى التعامل مع مصر ولدينا تواصل مع الهلال الأحمر المصرى بشأن تقديم المساعدات لأهلنا. كيف تقيمون وترون الدور المصرى خلال الأشهر الخمسة من العدوان الإسرائيلى على القطاع؟ مصر وقفت سدا منيعا فى وجه مخطط التهجير من بداية العدوان، ومن يتحكم فى إيصال المساعدات لغزة هو الاحتلال، ومن يسيطر على المعابر هو الاحتلال الإسرائيلى، ومطلوب من أشقائنا العرب بشكل عام وفى مقدمتهم مصر الضغط على إسرائيل والمجتمع الدولى لوقف العدوان وإدخال المساعدات. فيما يخص مسألة التهجير، هل لو فتح الباب سيخرج أهل غزة بعدما أصبح الكثير من مناطق القطاع غير صالحة للحياة؟ منذ بداية العدوان وإسرائيل تسعى لجعل قطاع غزة غير صالح للحياة من خلال استهداف المستشفيات والمدارس ودور العبادة والمساكن، ولكن الفلسطينى متمسك بأرضه ولن يغادرها أو يفرط فيها، وإذا فرضت علينا الهجرة لن تكون إلا إلى أراضى 1948، فنحن نتطلع إلى أراضينا فى القدس وحيفا ويافا وأراضى ال 48. كيف تقيمون ما حدث فى السابع من أكتوبر من جانب حماس؟ ما حدث كان رد فعل طبيعى من شعب يعانى من الاحتلال من أكثر من 75 عاما، ويرى مقدساته تتهود.