أقيمت بمقر دار الشروق في وسط البلد مناقشة حول كتاب "مصطفى النحاس زعيم الطبقة الوسطى"، بحضور مؤلف الكتاب دكتور علاء الحديدي، الأستاذة منى أنيس محررة الكتاب، ودكتور محمد أبو الغار، وأدار الندوة الدكتور عماد أبو غازي. وشهدت المناقشة عددا كبيرا من الحضور، وكان في استقبالهم المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشروق، والأستاذة أميرة أبو المجد العضو المنتدب لدار الشروق. وكان من أبرز الحضور منير فخري عبد النور وزير السياحة والصناعة الأسبق، ودكتور محمود أباظة رئيس حزب الوفد السابق، وأستاذ التاريخ بجامعة عين شمس أحمد زكريا الشلق، ورئيس تحرير جريدة الأهرام الأسبق أسامة سرايا، ودكتور عاطف معتمد أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة القاهرة، والمستشار جمال أبو الحسن، والمترجم مصطفى عبيد، ودكتور إبراهيم عوض، ودكتور مصطفى كامل السيد، والكاتب الصحفي طلعت إسماعيل مدير تحرير الشروق، ونانسي حبيب مسئول النشر بدار الشروق، وعمرو عز الدين مسئول التسويق. بدأ الحديدي مناقشة كتابه، قائلا إن حماسه تجاه شخصية مصطفى النحاس بدأ من اطلاعاته في الأرشيف البريطاني، عندما وجد في تقرير السفير البريطاني أنه وضع النحاس ضمن 100 شخصية مؤثرة في مصر، والذين يشكلوا النخبة الأساسية للمجتمع المصري. وأضاف: "النحاس كان يتمتع بذكاء سياسي وشعبية كبيرة في الوقت ذاته، وهو ما جعله من خلال البحث في الفترة التي كان يحكم فيها معرفة التطور الاجتماعي والسياسي لمصر". وأكد أن مصطفى النحاس أحد أطراف معادلة ثلاثية كانت متواجدة في منتصف القرن التاسع عشر وهي الحكم والاحتلال الإنجليزي وقتها والقطب الثالث هو مصطفى النحاس. وتابع الحديدي أنه شهدت مصر مرحلة تاريخية جديدة وتطور اجتماعي غير مسبوق بداية من الزعيم سعد زغلول وتشكيله لوزارة الشعب في هذا الوقت، ووصف الحديدي وزارة سعد زغلول بوزارة "الأفندية". واستطرد:"بعد وفاة سعد زغلول، تولى مصطفى النحاس رئاسة حزب الوفد وأصبح هو الزعيم رغم الصراع الذي كان يشهده الوفد وقتها، وهذا أمر طبيعي داخل الأحزاب السياسية، لكن النحاس وبدعم من المحامين استطاع تولى رئاسة الوفد واكتساب شعبية وورث زعامة الأمة وزعامة الحركة الوطنية". كما تطرق الحديدي لنقطة أخرى داخل الكتاب وهي دور الفرد في التاريخ وأوضح قائلاً:" لولا سعد زغلول لما كنت تقام ثورة بمساراها، وعلى غرار ذلك فلولا مصطفى النحاس هل كان سيستمر حزب الوفد بمبادئة؟". وأضاف :"النحاس وشخصيته تختلف عن سعد زغلول، فسعد زغلول كان يمثل المثل الأعلى الذي كان يطمح به المصري في هذا الوقت وهو "الفلاح الذي أصبح باشا ومن علية القوم". ووصف مصطفى النحاس في مناقشة كتابه قائلاً عنه:" مصطفى النحاس كان تلقائي يتمتع بشعبية كبيرة جعلته يسيطر على الوفد، واستطاع من خلال شخصيته المميزة ودعن المحامين والشباب له داخل الحزب أن يستمر ويشكل وزارته. كما تطرق الحديدي لنقطة أخرى داخل الكتاب وهي معاهد 36 واستشعار بريطانيا العظمى وقتها بقدوم الحرب وأنها بحاجة لتسوية المسألة المصرية وأن تكسبها كحليف، وكيف كانت حسابات مصطفى النحاس وقتها وكيف كانت مثيرة للاهتمام، فجزء منها كرجل قانوني وحسابات المكسب والخسارة. واعتبر الحديدي أن حزب الوفد هو امتداد ليس كامل لحزب الأمة من خلال إيديولجيته، ووقت معاهدة 36 كان يفكر أنها ستعطيه الفرصة من حد سلطة القصر واعطاءه شرعية لبناء جيش يستطيع أن يحقق من خلال الاستقلال الكامل. وعن المحطة والنقطة الثالثة التي تطرق لها الحديدي خلال مناقشة الكتاب وهي حادث 4 فبراير والتي تعرض فيها النحاس لظلم كبير على كسب وصفة. وأضاف أن النحاس كان يرى أنه كان يجب أن يقف مع القوة الديموقراطية وحتى إن كانت محتلة مصر، لأنع كان يرى أن مصلحة الوطن على المدى الطويل تقتضي التحالف مع انجلترا، ولذلك هو استطاع وزارة 1942. أوضح الحديدي أن الحديدي وقت وزارة 1950 قام بإلغاء معاهدة 1936 وكان به جملته الشهيرة:" من أجل مصر وقعت معاهدة 36 ومن أجل مصر ألغيت معاهدة 36"، وبسبب هذا الإلغاء، اطلق النحاسةالعنان لقوى مختلفة كثيرة في ذلك الوقت وكان نتاج هذا الموقف السياسي توابع مثل حريق القاهرة وثورة 52، وبالتالي دوره لا يمكن إنكاره فهو كان مؤمن بفكرة بناء جيش وطني مصري للمطالبة بالاستقلالؤ فهو له الفضل بشكل أو بآخر له بدخول الطبقة الوسطى للكلية الحربية، والتي دخلها عبد الناصر وأدى إلي ميلاد حركة الظباط الأحرار.