رئيس جامعة طنطا يترأس اجتماع مجلس كلية التربية الرياضية    التنمية المحلية: برنامج مشروعك نفذ 211.7 ألف مشروع بقروض 28.4 مليار جنيه    رابطة مصنعي السيارات الأوروبية: انتعاش مبيعات السيارات الجديدة في الاتحاد الأوروبي    بهدف زيادة الإنتاجية.. الحكومة تدرس دمج العمالة غير المنتظمة فى «التأمين الصحي الشامل»    بريطانيا: الوقت غير مناسب للاعتراف بدولة فلسطين    بعد العثور على خاتم الرئيس الراحل إبرهيم رئيسي.. ما سر ارتداء الخواتم في إيران؟    رسميا.. صندوق أمريكي يستحوذ على نادي إنتر ميلان    الداخلية: ضبط 14 طن مخدرات و114 سلاحا ناريا وتنفيذ 57 ألف حكم خلال يوم    فرقة طهطا تقدم دراما الشحاذين على مسرح قصر ثقافة أسيوط    ما ترتيب الأفلام المتنافسة على شباك التذاكر في دور العرض المصرية؟    «مواني البحر الأحمر»: تصدير 27 ألف طن فوسفات من ميناء سفاجا ووصول 742 سيارة لميناء بورتوفيق    جوارديولا: أود مشاركة جائزة أفضل مدرب بالدوري الإنجليزي مع أرتيتا وكلوب    تريزيجيه جاهز للمشاركة في نهائي كأس تركيا    رسامة قمص بكنيسة الأنبا شنودة بقرية بهجورة في قنا    وزير التعليم: شهادة البكالوريا الدولية IB تحظى بثقة كبيرة في مصر    بإشارته إلى "الرايخ الموحد".. بايدن يتهم ترامب باستخدام لغة هتلر    غادة عبد الرازق تعود للسينما بعد 6 سنوات غياب، ما القصة؟    مصادر: توافر الأدوية الناقصة في السوق بزيادة 25% من أسعارها يونيو المقبل    رئيس حزب الجيل: فخور بموقف مصر الحاسم تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة    بدء انتخابات «غرفة المطاعم السياحية» بعد اكتمال النصاب القانوني    تراجع جديد.. سعر الريال السعودي اليوم الأربعاء 22-5-2024 مقابل الجنيه المصري بمنتصف التعاملات    وزير العمل: لدينا عمالة ماهرة جاهزة لتصديرها للسوق الخارجية    مهاب ياسر: لا يهمنا اسم منافسنا في السوبر الإفريقي.. وسنلعب من أجل الفوز فقط    الأزهر يطلق صفحة مستقلة بفيس بوك لوحدة بيان لمواجهة الإلحاد والفكر اللادينى    «التعليم»: قبول ملفات التقديم للصف الأول الابتدائي 2024 للأطفال البالغين 6 سنوات    خلال 24 ساعة.. تحرير 480 مخالفات لغير الملتزمين بارتداء الخوذة    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة    كشف ملابسات تداول فيديو سرقة أغطية بالوعات الصرف بالقاهرة.. وضبط مرتكبي الواقعة    الأكبر سنا والمربع السكني.. قرارات هامة من «التعليم» قبل التقديم للصف الأول الابتدائي 2024    بإجمالي 37.3 مليار جنيه.. هيئة قناة السويس تكشف ل«خطة النواب» تفاصيل موازنتها الجديدة    للمرة الأولى منذ "طوفان الأقصى".. بن جفير يقتحم المسجد الأقصى    لمواليد برج القوس.. اعرف حظك في الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024    بروتوكول تعاون بين نقابة السينمائيين واتحاد الفنانين العرب و"الغردقة لسينما الشباب"    فدوى مواهب تخرج عن صمتها وترد على حملات المهاجمين    هيئة شئون الأسرى: قوات الاحتلال تعتقل 12 فلسطينيا بالضفة الغربية    لمدة يومين.. انطلاق قافلة طبية إلى منطقة أبوغليلة بمطروح    الصحة: برنامج تدريبي لأعضاء إدارات الحوكمة في مديريات الشئون الصحية ب6 محافظات    التكييف في الصيف.. كيف يمكن أن يكون وسيلة لإصابتك بأمراض الرئة والتنفس؟    بعد رحيل بوكيتينو.. تعرف على المدربين المرشحين لقيادة تشيلسي    طلاب جامعة الإسكندرية في أول ماراثون رياضي صيفي    تعديلات جديدة على قانون الفصل بسبب تعاطي المخدرات    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    «الصحة»: ورشة عمل حول تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية بشرم الشيخ .. صور    دار الإفتاء توضح أفضل دعاء للحر.. اللَّهُمَّ أَجِرْنِى مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ    محاكمة 13 متهما بقتل شقيقين واستعراض القوة ببولاق الدكرور، بعد قليل    رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر يتابع أعمال التطوير بالقطاعين الشرقي والشمالي    استطلاع رأى 82% من المواطنين:استكمال التعليم الجامعى للفتيات أهم من زواجهن    سيدة «المغربلين»    طلاب جامعة القاهرة يحصدون المركزين المتميز والأول فى مسابقة جسر اللغة الصينية    هكذا تظهر دنيا سمير غانم في فيلم "روكي الغلابة"    51 مباراة دون هزيمة.. ليفركوزن يسعى لمواصلة كتابة التاريخ في موسم استثنائي    دبلوماسي سابق: الإدارة الأمريكية تواطأت مع إسرائيل وتخطت قواعد العمل الدبلوماسي    قرار جديد من الاتحاد الإفريقي بشأن نهائي أبطال إفريقيا    رئيس نادي إنبي يكشف حقيقة انتقال محمد حمدي للأهلي    مأساة غزة.. استشهاد 10 فلسطينيين في قصف تجمع لنازحين وسط القطاع    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    الأرصاد: الموجة الحارة ستبدأ في الانكسار تدريجياً يوم الجمعة    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النحاس.. سيد الناس (2)
نشر في الوفد يوم 06 - 06 - 2011

سمعت اسم مصطفي النحاس يتردد في بيتنا، أكثر من مرة.. وكنت وقتها حوالي الخامسة من عمري!! كنت قد أصابني رمد صديدي في عيني ولم يكن في دمياط وقتها عيادة للرمد وكان ذلك في أول أربعينيات القرن الماضي وذهبت مع أمي الي »السبع بنات« وكانت عبارة عن عيادة صغيرة تتبع جماعة من الراهبات.. ولكن الزيارة كانت متأخرة فقد أتلف الرمد عيني اليسري. وعادت بي أمي حزينة لما أصابني وفي نفس اليوم زارتنا احدي قريباتي ولما رأت حزن أمي قالت.. اوعي تزعلي.. ده يمكن يكون بكرة زي مصطفي النحاس فقد أصابه الحول أيضاً وهو صغير.. والتصق الاسم في أذني وصرت أتتبع كل ما يقال عنه حتي سمعته وقد صرت شاباً يعلن إلغاء معاهدة 1936 وهو يقول قولته الشهيرة يوم 15 اكتوبر 1951 لكل أعضاء البرلمان بمجلسيه: من أجل مصر وقعت معاهدة 36.. ومن أجل مصر أطالبكم اليوم بالغائها.. وكان عمري وقتها 16 عاماً.. وصرت وفدياً من يوم أن سمعت اسمه.. وتأكدت وفديتي منذ 60 عاماً.
وأعود الي كتاب الدكتور محمد الجوادي عن »زعيم الامة.. مصطفي النحاس باشا وبناء الدولة الليبرالية«.. وبلا جدال فان النحاس باشا هو صاحب الفضل الاول في بناء هذه الدولة ومعاركه من أجل الدستور هي خير دليل.. وصراعه مع القصر الملكي منذ أيام الملك فؤاد ثم طوال عصر الملك فاروق خير دليل.
وفي هذا الكتاب الموسوعي الشامل الذي أدعو الوفديين.. بل وكل المصريين الي قراءته، لانه لا يتحدث عن زعيم.. بل عن بناء دولة ديمقراطية حقيقية.. وهي من أهم أهدافنا حتي الآن أقول في هذا الكتاب قسم الدكتور محمد الجوادي حياة النحاس باشا الي عدة مراحل.. ففي الباب الاول نجد مكانة النحاس في تاريخ أمته.. ثم ملامح فكره السياسي ليصل الي خصائص شخصية النحاس.. أما في الباب الثاني فتناول حياة النحاس قبل ثورة 19 أي عندما كان محامياً ثم قاضياً وكان عضواً مهماً بالحزب الوطني القديم.. ثم إسهامه في ثورة 19 الي خلافته لسعد زغلول، ومن المهم هنا أن نذكر ان الوفديين الاصلاء رفضوا فكرة توريث زعامة الوفد أي بأن يتولاها أحد أبناء أسرة بركات باشا، أحد أقرباء سعد باشا ولكنهم رفضوا فكرة توريث المنصب.. ليصبح النحاس باشا هو خليفة سعد، في الوفد وفي البرلمان.. وفي الزعامة.
وفي هذا الباب يكشف الجوادي بداية الخلاف المبكر بين النحاس والملك فؤاد.. ثم معركة الانقلاب الدستوري الثالث.. ويتناول الباب الثالث النحاس وبداية عهد فاروق ويتناول حادث 4 فبراير بحيادية تامة إذ يستعرض معنا كل ما كتب عن هذا الحادث الكبير.. الي أن يصل إلي منتصف عصر فاروق. كما يغوص في أسرار مؤامرة مكرم عبيد والكتاب الاسود بكل ما كتب عنها وعلاقة هذا الحدث بالقصر الملكي وأحمد حسنين باشا والذين ساعدوه من أمثال الصحفي الكبير جلال الحمامصي وأحمد قاسم جودة وتأسيس حزب الكتلة الوفدية واصدار جريدة الكتلة.. ثم النحاس في نهاية عهد فاروق وهي آخر حكومة وفدية برئاسة النحاس باشا بعد أن فاز الوفد بأغلبية كاسحة.. وفيها فتح النحاس والوفد باب النضال المسلح ضد الانجليز وقدم الاسلحة للفدائيين الي أن تآمر القصر مع الانجليز لإحراق القاهرة في ذلك اليوم التعس: 26 يناير 1952.
وفي الباب الرابع فصل عن القوات المسلحة عندما فتح النحاس باشا بعد توقيع معاهدة 36 الباب أمام المصريين لدخول الكلية الحربية والتي التحق بها كل الضباط الاحرار بعد ذلك وقادوا ثورة يوليو بعد ذلك. ولا ننسي عودة الجيش المصري للسودان نتيجة لهذه المعاهدة بعد أن أجبرت مصر علي سحبه من السودان عقب مقتل السردار لي ستاك عام 1924.
ولكن المعركة الاخري والهامة فكانت معركة استقلال القضاء ثم ادارة التنمية والدولة المدنية واختيار القيادات الدينية.
أما الفصل الخامس فتناول النحاس وقضية الاستقلال الوطني ثم قضية صيانة الديمقراطية.. ثم قضية العروبة وقضية فلسطين. ومعروف ان حكومة النحاس هي التي وقعت علي انشاء جامعة الدول العربية.
ويستعرض الدكتور الجوادي في الفصل السادس فكرة خلع الملك فاروق وهل خطط الوفد لذلك، وهي فكرة تناولها كثير من الكُتاب وألمح اليها كثير من الساسة الذين عاصروا تلك الفترة.. وأخيراً فصل خاص عن النحاس وثورة يوليو.. التي عاقبته يوم جنازته في ذلك اليوم الرهيب: 24 أغسطس 1965 عندما فوجئت الثورة بجنازة شعبية لم ترها مصر منذ جنازة سعد زغلول.. ولكن ما أصاب جمال عبدالناصر هو تلك الهتافات التي دوت فيها ومنها: عشت زعيماً ورحلت زعيماً و.. ماتت الزعامة بعدك يا نحاس.. وهاج عبدالناصر ونزل زبانيته يلقون القبض علي أبرز من شارك في هذه الجنازة من أمام مسجد عمر مكرم الي أمام جامع الكيخيا.. الي ميدان الحسين.
ورحل النحاس باشا جسداً وان ظلت أفكاره وبساطته وطيبته.. وزعامة حية لا تموت بين الوفديين.. وهي زعامة شهد بها أعداء النحاس قبل أصدقائه.. ولا عجب ان كان سعد زغلول يصفه بقوله: النحاس.. سيد الناس. وهو في نظري نبي الوطنية الاول في تاريخ مصر السياسي.
مات النحاس.. ولكن الدكتور الجوادي أعاده الي الحياة.. عندما أخرج لنا هذا السفر العظيم.. وهو بحق كتاب موسوعي نستغني به عن عشرات الكتب.
ألم أقل لكم انه كتاب جدير بالقراءة؟.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.