انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لسنوات النقل بالدقهلية    "التقويم الذاتي للبرامج التعليمية".. دورة تدريبية بجامعة بنها    سها جندي: نحرص على تعزيز الانتماء في نفوس أبناء الوطن بالخارج    تكريم طلاب جامعة الإسماعيلية الفائزين بجوائز المهرجان الرياضي (صور)    انطلاق النسخة الثالثة من مبادرة «اسمع واتكلم» لشباب الجامعات    وزير التعليم العالي يبحث مع وفد جامعة الشارقة آليات التعاون المشترك    تعرف على أسعار الدواجن اليوم 8 مايو    ترقب انخفاض الفائدة الأمريكية وارتفاع في أسعار الذهب عالميا    15 و16 مايو.. إجراء قرعة علنية تكميلية للمتقدمين لحجز وحدات سكنية بعدة مشروعات    شركة سيارات كهربائية أمريكية تعلن إفلاسها    رغم تراجع التضخم.. أداء القطاع الخاص في مصر يسجل ثاني أكبر تراجع بأبريل    محافظ كفر الشيخ: إتاحة خدمة التصالح في مخالفات البناء عبر «أبلكيشن» على المحمول (تفاصيل)    "أطباء بلا حدود" تعلن إجلاء المرضى القادرين على المشي من المستشفى الإندونيسي    "تجميد اتفاقية السلام مع إسرائيل".. بين العدوان المباشر والتهديد الغير مباشر    تقارير: لبنان طلب 12 تعديلا على اقتراح فرنسا للتهدئة مع إسرائيل    زيلينسكي: روسيا هاجمتنا ب 50 صاروخا في ذكرى الحرب العالمية الثانية    واشنطن تلوح بعقوبات ضد الجنائية الدولية حال قررت اعتقال مسؤولين إسرائيليين    مواعيد مباريات الأربعاء 8 مايو - ريال مدريد ضد بايرن.. وحسم الصعود للدوري الممتاز    شوبير يوجه الشكر لوزير الشباب والرياضة لهذا السبب| تفاصيل    "لم يسبق التعامل بها".. بيان من نادي الكرخ بشأن عقوبة صالح جمعة    تعرف على قيمة المكافآة الخاصة للاعبي الزمالك من أجل التتويج بكأس الكونفدرالية (خاص)    لاستكمال مشروع مونوريل العاصمة الإدارية الجديدة.. تحويلات مرورية بعد غلق شارع ذاكر حسين    إصابة 5 أشخاص في انقلاب سيارة ملاكي على الطريق الزراعي بالقليوبية    5 آلاف طالب وطالبة يؤدون امتحانات النقل بالتعليم الفني في شمال سيناء    بعد قليل|محاكمة المتهم بالتح.رش وه.تك ع.رض فتاة في مدينة نصر.. تفاصيل    التحقيق فى نشوب مشاجرة بين طرفين بسبب أولوية المرور بالقليوبية    بعد تصدر فيديو ياسمين عبد العزيز «التريند».. هل يرد العوضي ؟    لبلبة و سلمي الشماع أبرز الحضور في ختام مهرجان بردية للسينما    في ذكراه.. اعتزال أحمد مظهر بسبب سعاد حسني وشارك بحرب فلسطين 48    اليوم العالمي للمتاحف، قطاع الفنون التشكيلة يعلن فتح أبواب متاحفه بالمجان    «بتنام مغمضة عين ومفتحه التانية».. حسن الرداد عن زوجته: «مش بعرف اتخانق مع إيمي» (فيديو)    الصحة: تقديم الخدمات الطبية لأكثر من 900 ألف مواطن بمستشفيات الأمراض الصدرية    تتخلص من ابنها في نهر مليء بالتماسيح.. اعرف التفاصيل    ضبط 20 قطعة سلاح بحوزة ميكانيكي في قنا    توصيل المياه ل100 أسرة من الأولى بالرعاية في قرى ومراكز الشرقية مجانا    وكيل «أوقاف الإسكندرية» يشدد على الأئمة بعدم الدعوة لجمع التبرعات تحت أي مسمى    أسعار الذهب تشهد ارتفاع طفيف وسط عدم اليقين بشأن مسار الفائدة الأمريكية    «القاهرة الإخبارية»: إطلاق نار من زوارق الاحتلال الإسرائيلي باتجاه رفح الفلسطينية    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب بالجملة من الفوز على الاتحاد السكندري    برج العذراء اليوم الأربعاء.. ماذا يخبئ شهر مايو لملك الأبراج الترابية 2024؟    "المحظورات في الحج".. دليل لحجاج بيت الله الحرام في موسم الحج 2024    متى عيد الاضحى 2024 العد التنازلي.. وحكم الوقوف على جبل عرفة    الصحة: تقديم الخدمات الطبية لأكثر من 900 ألف مواطن بمستشفيات الأمراض الصدرية    هيئة الدواء تقدم 12 نصيحة لمرضى الربو    هل أدوية العلاج النفسي آمنة وفعالة؟.. الأمانة العامة للصحة النفسية تُجيب    انطلاق القافلة الطبية المجانية بمنطقة وادي ماجد بمرسى مطروح.. لمدة يومين    يوم مفتوح بثقافة حاجر العديسات بالأقصر    حكم حج للحامل والمرضع.. الإفتاء تجيب    "كفارة اليمين الغموس".. بين الكبيرة والتوبة الصادقة    6 مقالب .. ملخص تصريحات ياسمين عبدالعزيز في الجزء الثاني من حلقة إسعاد يونس    الخارجية: توقيت تصعيد الجانب الإسرائيلي الأحداث في رفح الفلسطينية خطير للغاية    عزت إبراهيم: تصفية الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة عملية مخطط لها    «إنت مبقتش حاجة كبيرة».. رسالة نارية من مجدي طلبة ل محمد عبد المنعم    المتحدث الرسمي للزمالك: مفأجات كارثية في ملف بوطيب.. ونستعد بقوة لنهضة بركان    موقع «نيوز لوك» يسلط الضوء على دور إبراهيم العرجاني وأبناء سيناء في دحر الإرهاب    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    أختار أمي ولا زوجي؟.. أسامة الحديدي: المقارنات تفسد العلاقات    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نذر الخطر!
نشر في الشروق الجديد يوم 08 - 12 - 2023

تقترب شيئا فشيئا نذر الخطر، التى طالما تحسبت وحذرت منها مصر، منذ بدء العدوان الصهيونى على غزة، وتحديدا الشروع فى تنفيذ مخطط إجبار سكان القطاع على النزوح قسريا وتوطينهم فى سيناء، وتصفية القضية الفلسطينية فى ظل تواطؤ ودعم دولى غير مسبوق، مما يهدد بشكل مباشر الأمن القومى المصرى.
ثلاثة مشاهد تؤشر إلى أن هذا المخطط بات قاب قوسين أو أدنى من التحقق على أرض الواقع، الأول فرار «آلاف المدنيين نحو مدينة رفح الفلسطينية، إما مشيا أو على دراجات نارية أو على عربات تجرها أحصنة محملة بما تيسر من أمتعة»، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، التى ذكرت أيضا أن بعض النازحين قالوا إنهم «باتوا مجبرين على البقاء فى منطقة تتقلص مساحتها قرب الحدود مع مصر حيث يواجهون وضعا إنسانيا كارثيا».
أما مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية فقد ذكر فى تقرير له أن «عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين تكدسوا فى منطقة رفح على حدود قطاع غزة مع مصر هربا من القصف الإسرائيلى»، مشيرا إلى أن «معظم النازحين فى رفح ينامون فى العراء بسبب نقص الخيام رغم أن الأمم المتحدة تمكنت من توزيع بضع المئات منها».
المشهد الثانى يتمثل فى تحذير أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة من «انهيار كامل وشيك للنظام العام» فى قطاع غزة، وذلك فى رسالة غير مسبوقة إلى مجلس الأمن، تطرق فيها للمرة الأولى منذ توليه الأمانة العامة فى 2017 إلى المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التى تتيح له «لفت انتباه» المجلس إلى ملف «يمكن أن يعرض حفظ السلام والأمن الدوليين للخطر».
وقال جوتيريش فى رسالته «مع القصف المستمر للقوات الإسرائيلية، ومع عدم وجود ملاجئ أو حد أدنى للبقاء، أتوقع انهيارا كاملا وشيكا للنظام العام بسبب ظروف تدعو إلى اليأس، الأمر الذى يجعل مستحيلا (تقديم) مساعدة إنسانية حتى لو كانت محدودة». وأضاف «قد يصبح الوضع أسوأ مع انتشار أوبئة وزيادة الضغط لتحركات جماعية نحو البلدان المجاورة».
المشهد الثالث الذى يؤشر إلى اقتراب نذر الخطر من مصر، إعلان القيادى فى ⁧‫حركة حماس‬⁩ أسامة حمدان، فى تصريحات لقناة الجزيرة القطرية أن «⁧‫سيناء‬⁩ ستكون قاعدة مقاومة أكثر رسوخا تجاه الاحتلال إذا ما ظن أن تهجير الفلسطينيين إليها حل». وتابع أن «أى محاولة لدفع الفلسطينيين خارج الحدود، لا يعنى أن القضية ستنتهى ولكنهم سيثبتون حيث هم ويستمرون فى المقاومة».
هذه المشاهد الثلاث مجتمعة، تشكل ملامح «الكابوس»، الذى طالما أثار مخاوف وقلق مصر رسميا وشعبيا، منذ بدء تساقط قذائف وصواريخ آلة الدمار الإسرائيلية على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضى، بل ودفع الدولة المصرية مرارا وتكرارا إلى التحذير من أنها لن تقف مكتوفة الأيدى، حال تهديد أمنها القومى أو المس بأراضيها وحدودها، وأكدت بشكل واضح وصريح وبلا مواربة على رفضها القاطع لتهجير سكان قطاع غزة من أرضهم قسريا وتوطينهم فى سيناء مهما كانت الإغراءات أو الضغوط، وشددت على أن هذا الأمر «خط أحمر».
إزاء خطر محدق مثل هذا، ينبغى على الدولة المصرية الانتباه جيدا، والاستعداد لمواجهة المخطط الصهيونى الإجرامى، المتمثل فى تصفية القضية الفلسطينية على حسابها، عبر ارتكاب جيش الاحتلال للمجازر اليومية لدفع الفلسطينيين إلى النزوح نحو الحدود المصرية. هذه المواجهة تبدأ بقيام مصر ومعها الدول العربية المؤثرة إقليميا ودوليا، بزيادة الضغوط الدبلوماسية من أجل العمل على تحقيق وقف دائم لإطلاق النار فى قطاع غزة، وليس مجرد هدنة إنسانية مثلما حدث فى الفترة الأخيرة.
كذلك العمل على تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية لسكان القطاع، الذين يواجهون ظروفا حياتية صعبة، وتقديم يد العون لهم من أجل تأمين بقائهم على أرضهم، ومطالبة المجتمع الدولى بالعمل على زيادة مساعداته الإنسانية للفلسطينيين، خصوصا وأن مصر ودولا عربية قليلة، هى من تتحمل العبء الأكبر فى تقديم المساعدات حتى الآن.
أيضا يجب على الدولة المصرية، توجيه رسائل حاسمة للأطراف الدولية الداعمة لفكرة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، بأن يدها دائما على الزناد، لحماية حدودها وأمنها القومى مهما كانت الظروف والتحديات، وأن أى محاولة لفرض أمر مثل هذا عليها، سيواجه بكل قوة وحسم وصلابة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.