نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريراً حديثاً عن أحد منصات التجسس بالذكاء الاصطناعي الذي تستخدمه إسرائيل في عدوانها الحالي على قطاع غزة، وكشفت عن اسمه وهو "حبسورا" وفق العبرية أو الإنجيل وفق الترجمة الإنجليزية. وذكرت الصحيفة في تقريرها، "يمكن أن نكشف تفاصيل جديدة حول منصة حبسورا/الإنجيل ودورها المركزي في حرب إسرائيل في غزة، وذلك باستخدام مقابلات مع مصادر استخباراتية وتصريحات غير ملحوظة أدلى بها جيش الدفاع الإسرائيلي والمسئولون المتقاعدون، ويعتمد هذا المحتوى على الشهادات التي نشرتها المجلة الإسرائيلية الفلسطينية +972 ومجلة Local Call باللغة العبرية، والتي أجرت مقابلات مع العديد من المصادر الحالية والسابقة في مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي، الذين لديهم معرفة بهذا البرنامج أو المنصة التي تقوم على الذكاء الاصطناعي". حبسورا أو الإنجيل كما أطلقوا عليها، هي وحدة استخبارات عسكرية سرية تعمل بتسهيل من الذكاء الاصطناعي، وتلعب دورًا مهمًا في أفعال إسرائيل الوحشية داخل قطاع غزة، وتعتبر أنشطة هذه المنصة التي تم تشكيلها عام 2019 في مديرية المخابرات التابعة للجيش الإسرائيلي سرية. ورغم سريتها إلا أن بيان قصير على موقع جيش الدفاع الإسرائيلي زعم أنه يستخدم نظامًا قائمًا على الذكاء الاصطناعي يسمى "حبسورا" في الحرب الحالية؛ وذلك بهدف "إنتاج وتحديد الأهداف بوتيرة سريعة". ووفق تقرير الجارديان، أكدت مصادر متعددة مطلعة على عمليات الاستهداف التي يقوم بها جيش الدفاع الإسرائيلي وجود حبسورا بفاعلية في هذا العدوان، حيث يستخدم في إصدار توصيات آلية لمهاجمة الأهداف، مثل المنازل الخاصة للأفراد المشتبه في أنهم نشطاء في حماس أو الجهاد الإسلامي. وفي السنوات الأخيرة، ساعدت هذه المنصة "والذي أسس لها قسم داخل الجيش الإسرائيلي" على بناء قاعدة بيانات لما قالت المصادر، إنه يتراوح بين 30 ألفا إلى 40 ألفا من المسلحين المشتبه انتمائهم إلى حماس، وقالوا إن أنظمة مثل الإنجيل/حبسورا لعبت دورًا حاسمًا في بناء قوائم الأفراد المسموح باغتيالهم. وقال أفيف كوخافي، الذي شغل منصب قائد الجيش الإسرائيلي حتى يناير، في مقابلة نشرت قبل الحرب، إن "حبسورا" هي آلية تقوم على الذكاء الاصطناعي تنتج كميات هائلة من البيانات بشكل أكثر فعالية من أي إنسان، وتترجمها إلى أهداف للهجوم. وبحسب كوخافي، "بمجرد تفعيل هذه الآلة" في عدوان إسرائيل الذي استمرت 11 يومًا في مايو 2021، سجلت حبسورا 100 هدف يوميًا، وفي الماضي كانت قدرات جيش الاحتلال تنتج 50 هدفًا في غزة سنويًا، والآن تنتج هذه الآلية 100 هدف في اليوم الواحد، ويتم مهاجمة 50% منها. وعلى الرغم من إن إسرائيل تحاول إبراز صورة أنها دقيقة في تحقيق أهدافها لتقليل حجم خسائر المدنيين، فذلك بعيد كل البعد عن الواقع الفعلي في غزة، حيث قال ريتشارد مويس، الباحث الذي يرأس منظمة المادة 36، وهي مجموعة تقوم بحملات للحد من الأضرار الناجمة عن الأسلحة: "انظر إلى المشهد الفعلي في غزة، إننا نشهد تسوية واسعة النطاق لمنطقة حضرية بالأسلحة المتفجرة الثقيلة، لذا فإن الادعاء بوجود دقة وضيق في استخدام القوة لا تدعمه الحقائق". ويفسر أحد المسئولين، الذي عمل على قرارات الاستهداف في عمليات غزة السابقة، إن الجيش الإسرائيلي لم يكن يستهدف في السابق منازل صغار أعضاء حماس بتفجيرات، ولكن يعتقد أن هذا قد تغير بالنسبة للهجمات الحالية، حيث تم الآن استهداف منازل نشطاء حماس المشتبه بهم بغض النظر عن رتبهم، لذلك يتم قصف منازلهم في كل مكان داخل القطاع. ووفقا للأرقام التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي في نوفمبر، خلال الأيام ال35 الأولى من العدوان، هاجمت إسرائيل 15 ألف هدف في غزة، وهو رقم أعلى بكثير من العمليات العسكرية السابقة، وفي حرب 2014، التي استمرت 51 يومًا، ضرب الجيش الإسرائيلي ما بين 5000 إلى 6000 هدف. وقال مصدر عمل سابقاً في قسم الأهداف "حبسورا": "نحن نجهز الأهداف تلقائياً ونعمل وفق قائمة مرجعية، إنه حقًا مثل المصنع، نحن نعمل بسرعة وليس هناك وقت للتعمق في الهدف الذي سيقصف".