أثارت الدعوات التى نسبت لبعض قيادات جماعة الإخوان المسملين بالخارج بالفصل بين منصب مرشد الإخوان فى مصر، ومنصب المرشد العام للجماعة على مستوى العالم، على أن يستحدث فى مصر منصب مراقب عام ردود فعل متباينة بين قيادات الجماعة بالخارج والداخل. قال زكى بن أرشيد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامى بالأردن (إخوان مسلمين) إنه فوجئ بالأخبار والتقارير التى تحدثت عن ترشيحه لخلافة محمد مهدى عاكف المرشد العام الحالى للتنظيم الدولى للإخوان، مؤكدا أنه لم يكن لديه علم مسبق بتلك الأخبار التى سمعها كأى متلق، داعيا مصادر تلك الأخبار للتأكد من صحتها. فيما اعتبر سالم الفلاحات المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن أن ما نقلته التقارير الصحفية لا يتعدى كونه محاولة لخلق سبق صحفى لا أكثر ولا أقل، مؤكدا أن ما يتعلق بترشيحة ليس له أساس من الصحة، وهو الأمر الذى لم يسبق أن حصل أصلا. وأكد الفلاحات لجريدة «الدستور الأردنية» أمس الأول، أن خروج موقع المرشد العام من مركز حركة الإخوان المسلمين، ومنشؤها فى مصر أمر مستبعد ويكاد يكون مستحيلا، خصوصا أن فروع الحركة فى الأقطار العربية للتنسيق فقط. وكانت تقارير صحفية قد أشارت إلى أن هناك اتجاها لاختيار مرشد جديد للإخوان من الخارج، فيما يتولى أمر الجماعة فى مصر مراقب عام كما يحدث فى باقى الدول، وقال مهدى عاكف ل« الشروق»: «اللائحة تجيز اختيار مرشد عام من الخارج على أن يكون لمصر مراقب عام، ولكن الرأى النهائى لشورى الجماعة ومؤسسات الإخوان». من جانبه قال د. محمد حبيب النائب الأول لمرشد الإخوان «إن مقترح وجود مراقب عام لمصر تم تطبيقه بالفعل أوائل الثمانينيات إلا أن التجربة فشلت فشل ذريعا، لأنها أدت إلى وجود ازدواجية فى القرارات ولذا لم تستمر طويلا. وأوضح حبيب طبيعة منصب المرشد قائلا: «المرشد لا يمكن أن يكون منقطع الصلة بمصر، وإخوان العالم يحتفظون لمصر بمكانة خاصة، ومهام المرشد العام لا تقتصر على مصر بل يهتم بكل ما يجرى على الساحة العالمية من صراعات». من جانبه حذر عصام العريان مسئول الملف السياسى بالجماعة من وجود شخصيتين فى هذا المنصب وقال: «هذا لن يكون فى صالح الإخوان فإذا خرج منصب المرشد من مصر فسيضعف وضع الإخوان العالمى». وتابع: «مصر انفصلت عن هموم العالم الإسلامى والعربى وهو ما أضعف موقفها كما نرى الآن على الساحة العربية». وأشار العريان إلى أن «منصب المرشد منصب شرفى وتنسيقى للتنظيم الدولى، بينما شغله الشاغل هو قضايا الجماعة فى مصر» وعقب عودته من زيارة قصيرة للندن قال د. سعد الكتاتنى رئيس الكتلة النيابية للجماعة وعضو مكتب الإرشاد ل« الشروق» «إخوان الخارج لم يثيروا مثل تلك القضايا فهم يعرفون جيدا طبيعة الخطاب داخل الجماعة، فضلا عن معرفتهم بنصوص اللائحة التى تفوض أعضاء مجلس شورى الجماعة فى اختيار المرشد». وتابع الكتاتنى «من الوارد أن يرى مجلس الشورى أن من مصلحة الجماعة أن يستمر عاكف، وأظنه سينزل على رأى المجلس، لأن من حقه الترشح لفترة مقبلة حسب نص اللائحة». وكان الكتاتنى قد التقى خلال زيارته بمنير إبراهيم أمين عام التنظيم الدولى للإخوان والذى رجحت بعض القيادات الإخوانية اختياره كنائب ثالث للتنظيم خلافا للدكتور حسن هويدى الذى توفى قبل أسابيع. وطالب قيادى إخوانى طلب عدم الكشف عن اسمه قيادات الخارج بالتعقل قبل الإدلاء بتصريحات لبعض الصحف التى وصفها بالمغرضة، موضحا أن بعض من يستشهد بهم فى تلك القضايا تركوا التنظيم منذ فترة طويلة، مشيرا إلى كمال الهلباوى المتحدث السابق باسم الإخوان فى أوروبا والذى قطع علاقته بالتنظيم منذ 18 شهر تقريبا. وكشف مصدر مطلع بالجماعة ل«الشروق» عن أن فكرة استحداث منصب المراقب العام فى مصر لم تكن جديدة بل تم تطبيقها بمصر أوائل الثمانينيات خلال فترة ولاية المرشد الرابع محمد حامد أبو النصر وبعد إنشاء التنظيم الدولى على يد مصطفى مشهور النائب الأول لأبو النصر فى 1982، تولى مشهور لعدة أشهر مسئولية التنظيم الدولى، إلا أن الأمر لم يدم سوى عدة شهور أثيرت خلالها مجموعة من الخلافات». --------- وكانت تقارير صحفية قد أشارت إلى أن هناك اتجاها لاختيار مرشد جديد للإخوان من الخارج، فيما يتولى أمر الجماعة فى مصر مراقب عام كما يحدث فى باقى الدول.