فاز كاتب السيناريو الفرنسى، جان بابتيست أندريا، بجائزة «بريكس جونكور» الأدبية التى تتربع على عرش الجوائز الأدبية المرموقة فى فرنسا عن رواية «اعتنِ بها Veiller sur elle» التى تحكى قصة حياة أحد النحاتين خلال فترة صعود الفاشية فى إيطاليا فى القرن العشرين. ولقد تحول «أندريا» إلى كتابة الروايات بعد مسيرة طويلة فى كتابة السيناريو، ووصف روايته الجديدة بأنها «تعبير صادق عن مفاهيم مجردة كالحب والصداقة والانتقام»، وقد حققت الرواية مبيعات كبيرة بعد طرحها بالأسواق، ووصفها النقاد ب «الرواية الشعبية»، أى القريبة من قلوب الشعب الفرنسى وذاك سر نجاحها. وتناولت الرواية التاريخ السياسى الإيطالى، والبنية الطبقية منذ الحرب العالمية الأولى حتى فترة الثمانينيات من القرن الماضى، وتتبعت صعود الفاشية، بالإضافة إلى بعض الملفات المجتمعية الهامة الأخرى؛ كالنسوية والفن والمحسوبية. وصرّح «أندريا» فى أعقاب حصوله على الجائزة ل «راديو فرانس إنتر» أنه كتب الرواية الفائزة بالجائزة من أجل ذاته الأصغر سنًا، وأن الدافع وراء كتابتها هو أنه كان يريد أن يكتب كتابًا سيرغب هو نفسه فى قراءته إذا ما طالع عنوانه عندما كان أصغر سنًا. وبسؤاله عن سبب النظرة الدونية الخاصة بالنقاد والدوائر النخبوية فى فرنسا ل «أدب الملاحم» الذى تنتمى له الرواية الفائزة باعتباره أقل على المستوى الأدبى برغم أنه أصبح يجذب شريحة كبيرة من القراء فى عالمنا اليوم لاسيما القراء الأصغر سنًا، قال «أندريا» إن السبب فى ذلك الشعور هو الفن السابع أو «السينما»؛ لأن الناس أصبحوا يتوقعون رؤية سرد القصص الخفيف الذى له أحداث مترابطة وعبرة نهائية عند مشاهدة الأفلام فى قاعات السينما فقط، وأصبحوا يشعرون أن السرد فى الروايات يجب أن يكون له طريقة أخرى، تعتمد على العمق والكتابة الرصينة وإلا أصبح العمل الأدبى مبتذلًا. ولكنه أكد أنه يسعى عبر أعماله لتغيير ذلك؛ لأنه يمكن تحقيق الأمرين معًا؛ أى يمكن إعطاء قصة للناس مليئة بالتشويق والإثارة وتركيبات الشخصيات السينمائية وفى نفس الوقت لا تخلو أبدًا من العمق، وقال: «لابد من إعطاء المستويات المختلفة من القراءة للأنواع المتباينة من القراء والأجيال»، نقلًا عن صحيفة «الجارديان» البريطانية. ويبدو أنه موسم منح الجوائز الأدبية فى فرنسا؛ حيث فازت الكاتبة الفرنسية آن سكوت بجائزة «بريكس رينودو» وهى جائزة أدبية فرنسية مرموقة تُمنح للرواية المكتوبة باللغة الفرنسية تأسست عام 1926 على يد مجموعة من النقاد والصحفيين الفرنسيين عن روايتها الجديدة «الوقحون» التى تحكى قصة ملحن سينيمائى قرر الهجرة من مدينة باريس الصاخبة لحياة أكثر هدوءًا فى منطقة «بريتاتى» المنعزلة فى فرنسا. وقد اكتسبت «سكوت» شهرة واسعة بفضل روايتها «سوبرستارز» الصادرة عام 2000 والتى تتحدث عن حياة «الجيل إكس»، وهو الجيل الذى يستعمله العالم الغربى لوصف الأشخاص المولودين بين منتصف السيتينيات وحتى مطلع الثمانينيات من القرن الماضى، وحياة النوادى الليلية، وموسيقى التكنو فى باريس. وفازت أيضًا الفرنسية نايجى سينو بجائزة «بريكس فيمينا» التى يتم منحها منذ عام 1904 على يد لجنة تحكيم مؤلفة من النساء فقط عن كتاب «النمر الحزين» الذى يدور حول واقعة الاعتداء الجنسى الحقيقية التى تعرضت له فى طفولتها.