غاب الحديث عن قذائف الياسين محلية الصنع ابنة انتفاضة الأقصى الفلسطينية، لسنين طويلة، ليعود للواجهة خلال أيام العدوان الإسرائيلي بقطاع غزة، ردا على عملية طوفان الأقصي؛ ليصبح ذلك السلاح المحلي مثارا للجدل لقدرته على التصدي لناقلات ودبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتطورة. وتستعرض الشروق رحلة تطوير كتائب القسام الفلسطينية لسلاح محلي بدائي وصلت إمكانياته لمواجهة الميركافا الإسرائيلية. - الآر بي جي الفلسطيني سعت كتائب القسام ضمن مشاركتها بانتفاضة الأقصى التي بدأت عام 2000 لتوفير أكبر قدر ممكن من الأسلحة محلية الصنع لتجاوز الأسعار الباهظة للسلاح، وكذلك لتجاوز صعوبة تهريب الأسلحة في ظل قبضة أمنية قوية لقوات الاحتلال التي كانت مسيطرة على قطاع غزة في حينها. بدأت القسام في إنتاج صواريخ مضادة للدبابات محلية الصنع كالبنة وبتار، ولكن القاذف الذي حل مشكلة الحاجة لاستيراد الآر بي جي الروسي كان في قاذف الياسين الذي تمت تسميته باسم الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس، والذي استشهد في نفس السنة التي شهدت ولادة الآر بي جي الفلسطيني. وأعلن عن قاذف الياسين في 3 أغسطس عام 2004، حين تم استخدامه في ضرب آلية إسرائيلية شمالي قطاع غزة. وعلق القيادي في كتائب القسام أحمد الجعبري، على قاذف الياسين بأنه حل مشكلة صعبة للمقاومة إذ أصبح حسب كلامه من السهل توفير أسلحة الآر بي جي بتصنيعها بدلا من شراء الواحد منها ب20 ألف دولار. يذكر أن المهندس عدنان الغول الذي يرجع له فضل تطوير معظم أوائل أسلحة القسام المحلية، هو صاحب عملية تقليد الآر بي جي لتحويله لقاذف الياسين. - مزايا استراتيجية للياسين يعد الياسين تقليدا لآر بي جي 7 الروسي ولكن ما يجعله سلاحا هاما للمقاومة هي إمكانية تصنيعه محليا وتوفير كميات كبيرة منه على جبهات القتال. يعد الياسين خفيفا بوزن 7 كيلوجرامات وضعيف الارتداد ما يساعد المقاتلين قليلي الخبرة في استخدامه والتحرك به بسرعة لاقتناص المدرعات. - أشهر العمليات لعبت قواذف الياسين دورا هاما في عملية الوهم المتبدد، حين هاجمت مجموعة من كتائب القسام معسكرا إسرائيليا وضربت عدة آليات وكان من نتائج العملية أسر الجندي الإسرائيلي الشهير جلعاد شاليط. - التطوير الثوري كانت قواذف الياسين توقفت عن التطوير فترة طويلة ما جعلها أضعف من مجابهة دبابات الميركافا المزودة بدروع نشطة تتعامل مع الرؤوس المتفجرة قبل أن تصل بدن الدبابة. وكان الحل بتطوير القذيفة نفسها لرفع قوتها وهو ما قامت به كتائب القسام حين قلدت قذائف تاندوم الروسية المترادفة والمستخدمة بأسلحة آر بي جي 29. وأعلنت كتائب القسام عن إنتاج تلك القذائف محليا في فبراير عام 2017، بينما أوضحت أن القيادي محمد القوقي هو من قام بعملية التطوير. ويذكر أن القوقي قد استشهد قبيل الإعلان عن القذيفة المطورة بأسبوع. وتختلف القذيفة الحديثة للياسين عن القديمة، منها أولا في الحجم إذ زاد الحجم من 40 ملي ل105 ملي. وتغير أسلوب التفجير في القذيفة الحديثة إذ تحول لمرحلتين من التفجير بشحنة متفجرة أولية خفيفة لإشغال الدروع النشطة للميركافا يتبعها بأجزاء من الثانية تفجير الشحنة الرئيسية التي يكون الطريق ممهدا لها لاختراق الدرع. وزادت قوة الاختراق بالتطوير المذكور من 20 سم، وهو اختراق يكفي لضرب ناقلات الجند لقوة اختراق تتخطي ال80 ملي وهو ما يصلح لاستهداف الميركافا. يذكر أنه أعلن خلال طوفان الأقصي عن استخدام الياسين الترادفي المطور على نحو 6 ناقلات جند وجرافة ودبابتي ميركافا.