«مش ابن هانم ولا بن لورد... اتفضلى هاتى الباسورد.... دانا أراجوز متربى فى سيرك.... مش عيل كاورك... أنا مش خرونج أنا كينج كونج». على هذه الكلمات عاش الوسط الغنائى حالة جديدة من حالات الغناء، ويقال إنها أنعشت مبيعات السوق خلال مارس وأبريل. وهو أمر محير هل هذه النوعية من الأغانى التى تحتاجها السوق. وإذا تحقق للسوق ما أرادت. فهل تحقق للراغبين فى الغناء الجاد ما أرادوا أيضا؟ فى كل الأحوال هذه الأغنية التى غناها المغنى أبوالليف صنعت جدلا كبيرا فى الوسط الغنائى البعض شبهها بأغنية «لولاكى» لعلى حميدة التى أحدثت انقلابا فى تاريخ الغناء من حيث المبيعات، وهو ما تحقق مع أبوالليف مع اختلاف أن «لولاكى» باعت 40 مليون ألبوم، وأبوالليف باع 200 ألف فقط لكنهم الآن وطبقا لما يحدث فى سوق الأغنية من تدهور مبيعات يعادلون رقم حميدة بالرقم الجديد لأبوالليف وكلاهما ظهر فى الأربعينيات من عمره. سألنا على حميدة عن هذا التشبيه وسألنا الدكتورة إيناس عبدالدايم عميدة معهد الكونسرفتوار عن دراسته بالمعهد. كما قال فى حوارات كثيرة. وتحدثنا مع د. زين نصار الناقد الموسيقى عن الظاهرة. فى البداية سألت على حميدة الشهير بمطرب لولاكى عن أبرز من قدمته الموجة الغنائية.. هل هناك تشابه بينك وبين أبوالليف؟.... قال: «هل تشبهون من غنى للخرونج كمن غنى لمصر». قلت له كيف؟ قال أغنية «لولاكى» أساسا كتبها عزت الجندى لمصر «لولاكى» يا مصر ما حبيت. ولحنها موسيقار كبير هو سامى الحفناوى، وزعها حميد الشاعرى، صاحب الفكر المتطور. لذلك أنا مندهش من هذا التشبيه، وهذا ليس تقليلا من الفنان الآخر. خاصة أن لولاكى أخذت صدى عالمى واذهبوا لتركيا واليونان وفرنسا سوف تجدون بها موسيقى لولاكى وقد تم تركيب كلمات عليها وفقا للغة كل دولة. وعن انتماء أبوالليف لنفس الأكاديمية التى ينتمى لها؟.. قال لا أعلم شيئا عن ذلك. وقال على: إن لولاكى لم تكن بداية موجة لأن حميد قدم قبلها أغنية «جنة جنة» وكسرت الدنيا لكن تستطيع أن تقول إنها كانت ذروة الموجة، وصنعت حراكا غنائيا مختلفا، ربما يكون قد أحدثه أبوالليف مؤخرا مع الاختلاف الذى قلته. وبالمناسبة أنا معتمد من الإذاعة وقت أن كانت اللجنة تضم عبدالحليم نويرة وأحمد صدقى ومحمود كامل وعطية شرارة. سألت الدكتورة إيناس عبدالدايم عميدة معهد الكونسرفتوار عن رأيها فيما قدمه أحد أبناء المعهد التى تتولى إدارته، قالت: أشك أن أبوالليف خريج المعهد.. الثقافة الموسيقية التى يمنحها المعهد لطلابه لا تقدم هذا الفن العشوائى، وطوال تاريخ المعهد الذى يعود ل50 سنة لم يقدم هذا النموذج. وأنا شخصيا مندهشة مما يحدث وأعتقد أن ما يحدث فى المجتمع من ظواهر عامة مثل البلطجة، والعنف، والاختناق المرورى. يفرز ما يقدم الآن من فن هابط. وطالبت دكتورة إيناس بضرورة تدخل الدولة «أجهزة الرقابة» للسيطرة على ما يحدث من انهيار للفنون. وقالت الدكتورة إيناس: أمهلنى فرصة للعودة لشئون الطلبة للتأكد. وبالفعل اتصلت بها فى اليوم التالى وكانت المفاجأة أن أبوالليف لم يدرس بالمعهد وليس له ملف على الإطلاق. هذا فيما يتعلق بالأوراق الرسمية. دكتور زين نصار عميد معهد النقد الفنى والناقد الموسيقى يرى أن انتشار موجات الغناء الهابط سببها الأساسى القنوات الغنائية المنفلتة. ولا أعتقد أن ما يقدمه هذا المغنى يندرج تحت مسمى المونولوج. لأن تاريخ هذا النوع من الغناء الذى قدمه فنانون كبار مثل إسماعيل ياسين وغيره كانت تقدم نقدا للسلبيات وفى النهاية الحل. هذا هو دور الفن الجاد. لكن «الخرونج» ومثل هذه الكلمات لا أعتقد أنها فنا حقيقيا، وانتشار هذا اللون يعود إلى أن الساحة متروكة للإنتاج الخاص، الذى يقدم الأغنية التجارية.