عشية انطلاق فعالياته رسميا، أصدر مدير معرض فرانكفورت الدولى للكتاب، يورجن بوس، الإثنين الماضى، بيانا تراجع فيه عن تصريحاته التى صدرت على خلفية هجوم «طوفان الأقصى» الذى نفذته حركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية فى الأراضى المحتلة بغلاف غزة. وقال بوس، فى بيان، «لقد تأثر الملايين من الأبرياء فى إسرائيل وفلسطين بهذه الحرب الرهيبة، وأود أن أؤكد مرة أخرى أن تعاطفنا معهم جميعًا»، واصفا معرض فرانكفورت للكتاب بأنه «لقاء سلمى يجمع الناس من أنحاء العالم». ذلك المعرض الذى افتتح أبوابه للجمهور يوم الأربعاء الماضى ويستمر حتى غد الأحد 22 أكتوبر الجارى. وأضاف: «منذ بداياته، كان معرض فرانكفورت للكتاب دائمًا يدور حول الإنسانية وكان تركيزه دائمًا على الخطاب السلمى والديمقراطى». وتابع: «حرية التعبير هى العمود الفقرى لصناعة النشر لدينا». هذا هو جوهر معرض فرانكفورت للكتاب وما يمثله المعرض. وحول قرار إلغاء منح جائزة الكاتبة الفلسطينية المقيمة فى برلين عدنية شبلى عن روايتها «تفصيل ثانوى»، «جائزة ليبراتور»، قال بوس: «لا يمكننا التعليق على قرارات العارضين الأفراد، ولكن منصتنا مفتوحة دائمًا للمؤلفين والناشرين والمترجمين ومحبى الأدب من جميع أنحاء العالم»، مشيرا إلى أن قرار إلغاء الجائزة اتخذته مؤسسة «ليتبروم» للكتاب والمؤلفين والتى تمنح الجائزة. وأكد أن «معرض فرانكفورت للكتاب بمثابة منصة للأصوات الإسرائيلية والفلسطينية». وكان اتحاد الناشرين العرب والمصرى واتحاد الكتاب التونسيين وهيئة الشارقة وهيئات عربية أخرى أعلنت مقاطعتها للمعرض متهمة إياه ب«الانحياز» المنظم لإسرائيل، نتيجة تصريحات مدير معرض فرانكفورت السابقة كما انسحبت جمعية الناشرين الإماراتيين والتى تضم هيئة الشارقة للكتاب وكذلك جمعية الناشرين السعوديين من معرض فرانكفورت للكتاب هذا العام فى أعقاب تصاعد الصراع فى الشرق الأوسط نتيجة للهجوم الذى شنته حماس على إسرائيل فى السابع من شهر أكتوبر الحالى وموقف المعرض المتحيز للجانب الإسرائيلى. وأثار ذلك التصريح عاصفة من النقد وتم توجيه الاتهامات لإدارة المعرض بسبب تحيزها المطلق للجانب الإسرائيلى وبكونها تتخذ «منظورًا أحادى الجانب» تجاه الأحداث لاسيما بعد قرار إلغاء حفل تسليم جائزة الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلى من قِبَل الإدارة المنظمة للمعرض. ومن ناحية أخرى تعليقا على تصريحات مدير المعرض وقع أكثر من ثلاثمائة وخمسين كاتبًا ومن بينهم الكاتب الأيرلندى كولم تويبين، والكاتب الليبى الحائز على جائزة «البوليتزر» الأدبية هشام مطر، والكاتبة الباكستانية كاميلا شمسى، والمؤرخ الاسكتلندى وليام دالريمبل وآخرين، رسالة مفتوحة، اتهم فيها الكُتّاب معرض فرانكفورت للكتاب بمحاولة «إسكات» الأصوات الفلسطينية من خلال إلغاء حفل توزيع الجوائز قائلين إن المسئولية تقع على عاتق معرض فرانكفورت للكتاب، باعتباره معرضًا دوليًا كبيرًا للمؤلفين ودور النشر، من أجل خلق مساحة حرية للكُتّاب الفلسطينيين لمشاركة أفكارهم ومشاعرهم وتأملاتهم حول الأدب خلال هذه الأوقات الصعبة التى نمر بها جميعًا وليس غلق الباب فى وجوهم. وتصاعدت التوترات بشأن النهج العام الذى تتبعه إدارة المعرض تجاه أحداث الأسبوع الماضى؛ حيث قالت رئيسة هيئة الشارقة للكتاب، بدور القاسمى، فى بيان نشرته مجلة «بابليشرز ويكلى»، إن قرار الانسحاب من المعرض جاء بسبب اختيار معرض فرانكفورت للكتاب تهميش صوت شعب بأكمله وتقديم الدعم الكامل لإسرائيل، وأضافت: «لا يوجد مساحة للحوار والتبادل الثقافى فى هذه الحالة، ونحن فى الشارقة نؤمن إيمانًا راسخًا بأن معارض الكتاب يجب أن تكون بمثابة منصات لتعزيز الحوار وتوحيد الناس بدلًا من تفريقهم خاصة فى أوقات الحروب والصراعات». جدير بالذكر أن «القاسمى»، الرئيسة السابقة للاتحاد الدولى للناشرين، هى مؤسسة منظمة تمكين المرأة «PublisHer» التى انسحبت أيضًا من المشاركة فى معرض فرانكفورت للكتاب هذا العام، نقلًا عن مجلة «ذا بوك سيلر» البريطانية.