أجهضت قوات الأمن وقفة احتجاجية أمام السفارة الكويتية ظهر أمس، نظمتها ناشطات احتجاجا على اعتقال مصريين سعوا لتأسيس فرع للجمعية الوطنية للتغيير فى الكويت. وحاصرت قوات مكافحة الشغب كل الطرق المحيطة بالسفارة الكويتية بالدقى، كما منعت الدخول إلى مقر حزب الوفد القريب، ونشرت متاريس حديدية لمنع الناشطات من الوصول إلى السفارة. ورفعت ناشطات حركة «مصريات من أجل التغيير» التى دعت للاحتجاج، شعارات «انتوا لما تيجوا لنا ضيوف إحنا نشيلكم على الكتوف، وآدى يا ناس شعب الكويت، طردوا ولادكم من البيت»، «يسقط أمن الكويت»، وغيرها. واشتبكت قوات الأمن مع مصورى الصحف ووكالات الإنباء أثناء التقاطهم صورا للمسيرة بجوار مقر إذاعة صوت القاهرة بشارع بولس حنا، بينما حدثت مشادات بين الناشطات وقوات الأمن. كما منع الأمن وفدا من مركز هشام مبارك والمركز المصرى للحقوق الاجتماعية والاقتصادية من دخول السفارة للتقدم بمذكرة احتجاج، للمطالبة بضمان الحقوق المادية للمصريين المعتقلين بالكويت. وقالت جميلة إسماعيل: إن الحركة تعتزم مخاطبة وزارة الخارجية ومنظمة العمل الدولية، «للتحقيق فى واقعة اعتقال وترحيل رعايا مصريين بالكويت وما واجهوه من تعسف»، معلنة عن تنظيم وقفة جديدة أمام الخارجية المصرية غدا الثلاثاء. بينما قال شقيق أحد المعتقلين، والذى شارك فى التجمع أمام السفارة الكويتية، إنه لا توجد أى معلومات حتى الآن عن أخيه وليد نصر الذى يعمل محاميا فى شركة دار الاستثمار الكويتية منذ أربع سنوات، منذ اعتقاله يوم الخميس الماضى. تزامنت الوقفة مع وصول 4 من المصريين المرحلين من الكويت إلى مطار القاهرة ليصبح بذلك عدد العائدين إلى القاهرة 25 مصريا، بينما نفت مصادر مسئولة بمطار القاهرة الدولى أمس ما تردد عن استقبال مطار القاهرة الدولى 21 مصريا أبعدتهم السلطات الكويتية لتأييدهم الدكتور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية فى حالة ترشحه لانتخابات الرئاسة. وقالت المصادر: إن المطار استقبل 8 مصريين فقط وصلوا على رحلتين للخطوط الكويتية بمعدل 4 مصريين لكل طائرة، وأن الأجهزة الأمنية بالمطار لم تستوقفهم لدى عودتهم وأنهت إجراءات عودتهم مثل باقى الركاب وخرجوا من الدائرة الجمركية إلى منازلهم. وأوضحت المصادر أن السلطات الكويتية ألغت تأشيرات المصريين الثمانية لقيامهم بتجاوزات أمنية تخالف شروط الإقامة بها والتى تحظر على أية عمالة وافدة القيام بأى أنشطة سياسية على أراضيها. وقال والد تامر فراج، أحد المصريين المرحلين فى الفوج الأول يوم السبت، ل«الشروق» إنه سيتخذ كل الإجراءات القانونية تجاه ما حدث لأبنائهم فى الكويت وترحيلهم بطريقة مهينة». وأثار عدم حضور أى من أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير استياء بعض المشاركين، وأوضح المنسق الأسبق لحركة كفاية أن محامين مصريين يتولون الدفاع عنهم. وأضاف: «من يطالب بالحرية فلابد أن يدفع ثمنها». وأعرب المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية فى بيان له تم إرسال نسخة منه إلى السفارة الكويتية بالقاهرة بالفاكس عن احتجاجه على إجراءات ترحيل العمال المصريين بالكويت، وطالب المسئولين بالكويت الوقوف على الحياد فيما يتعلق بالشأن الداخلى المصرى. كما طالب المركز بإيقاف إجراءات ترحيل العمال الذين لايزالون موجودين فى الكويت على أن يتم السماح لهم بممارسة أعمالهم دون أى تضييقات أمنية، ودعا مسئولى الحكومة الكويتية للإعلان عن أسماء المصريين المعتقلين وعن طبيعة التهم الموجه إليهم، بالإضافة إلى ضمان صرف جميع مستحقاتهم المالية. بينما دعت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات الكويتية إلى الكف عن توقيف وترحيل المصريين المؤيدين للبرادعى. وطالبت المنظمة فى بيان لها أيضا الكويت بالإفراج فورا عن كل المصريين المعتقلين وان تسمح لأولئك الذين تم ترحيلهم بالعودة إلى الكويت». واعتبرت سارة ليا وتسون مديرة هيومن رايتس ووتش لمنطقة الشرق الاوسط أن «الكويت تساهم فى عمليات القمع فى مصر عبر التضييق على مؤيدى البرادعى». ونقلت المنظمة عن وزير الداخلية الشيخ جابر خالد الصباح قوله إن المبعدين «زوار فى الكويت وهم يعاملون على أنهم كذلك، وعندما يخرق شخص القانون يعود إلى بلاده. لن نسمح بالمظاهرات فى هذا البلد». وفى سياق متصل، قال جورج إسحق، منسق لجنة المحافظات بالجمعية الوطنية للتغيير، إن وفدا يضم عددا من القيادات العمالية منهم قادة اعتصام عمال طنطا للكتان، يلتقى الدكتور محمد البرادعى، رئيس الجمعية، مساء اليوم فى منزله.