بدأت اليوم الأحد بقصر السينما بالقاهرة عروض أفلام قصيرة روائية وتسجيلية ورسوم متحركة لمصريين قاطعوا مهرجانا فرنسيا اعتراضا على عرضه فيلما لمخرجة إسرائيلية. والأفلام التي تبلغ 37 تعرض تحت عنوان (لقاء الصورة الحرة) حتى الخميس القادم وكان مقررا أن تشارك في (لقاء الصورة) الذي نظمه المركز الفرنسي للثقافة والتعاون بالقاهرة قبل أيام. وقالت وزارة الثقافة المصرية قبل يومين في بيان إنها "وافقت على إقامة نشاط سينمائي لعرض أفلام هؤلاء المخرجين الشباب تحت رعايتها". وقبل ساعات من افتتاح مهرجان (لقاء الصورة) الفرنسي الخميس الماضي نظم مثقفون وفنانون مصريون وقفة احتجاجية أمام المركز الفرنسي للثقافة والتعاون بالقاهرة اعتراضا على وجود فيلم (شبه طبيعي) للمخرجة الإسرائيلية كارين بن رافاييل. وكان المخرج المصري أحمد عاطف انسحب الشهر الماضي من عضوية لجنة التحكيم في المهرجان اعتراضا على وجود فيلم المخرجة الإسرائيلية وقال في بيان إنه لا يمكنه أن يقبل "بتحكيم فيلم لمخرجة عملت بالجيش الإسرائيلي الذي يقتل الأطفال والأبرياء بدم بارد وبشكل يومي متكرر. وفي الوقت التي تمارس فيه دولة إسرائيل محاولات هدم المسجد الاقصى أحد أهم المقدسات الدينية للانسانية بأكملها". وأعلن المركز حذف الفيلم من المهرجان واختيار المخرجة المصرية كاملة أبو ذكري عضوا في لجنة التحكيم بدلا من عاطف. لكن الفيلم أدرج مرة أخرة "بضغوط من الخارجية الفرنسية" كما قال معترضون من بينهم كاملة أبو ذكري والممثل آسر ياسين اللذان انسحبا أيضا من لجنة التحكيم بالمهرجان الذي أقيم يومي الخميس والجمعة من دون لجنة تحكيم. وأعلن المركز القومي للسينما بمصر سحب أفلامه التي كان مقررا أن تعرض بالمهرجان كما سحب المخرجون الشبان المستقلون أفلامهم أيضا. وعبر فنانون مصريون الأسبوع الماضي في بيان عن رفضهم لما اعتبروه تدخلا من وزارة الخارجية الفرنسية بفرض فيلم المخرجة الإسرائيلية على المهرجان وأبدوا "استياءهم الشديد من إصرار المركز الفرنسي للثقافة والتعاون على عرض الفيلم". وقال الفنانون في البيان "نعلن رفضنا الشديد لما قامت به الخارجية الفرنسية بتدخلها السافر وضغطها غير المقبول على إدارة مهرجان لقاء الصورة... وذلك باجبار المركز (الفرنسي) على عرض فيلم (شبه طبيعى) للمخرجة الإسرائيلية كارين بن رافاييل في المهرجان الذى نعتبره مهرجانا خاصا بالأفلام المصرية المستقلة". وأبدوا دهشتهم "لتدخل هيئة دبلوماسية سياسية تمثل دولة فرنسا في حدث سينمائي وقيامها بالضغط على المركز الثقافي الفرنسي في مصر حيِث إن فرنسا أعلنت دوما أن لمفكريها وفنانيها الحق في اتخاذ المواقف التي يرونها فكيف تقدم في هذه اللحظة على إجبار المخرجين والسينمائيين المصريين على اتخاذ مواقف فنية وسياسية متناقضة مع مواقفهم المبدئية" المناهضة للتطبيع مع إسرائيل وهو موقف تشترك فيه كل النقابات المصرية. وقال مثقفون مصريون في بيان آخر "نعلن استياءنا الشديد من إصرار المركز الفرنسي... على عرض فيلم (شبه طبيعي).. وندعو زملاءنا من المثقفين والسينمائيين إلى مقاطعة أنشطة المهرجان". ومن الموقعين على البيان الروائيون بهاء طاهر وصنع الله إبراهيم وإبراهيم عبد المجيد. وقال فاروق حسني وزير الثقافة المصري قبل يومين في بيان إن انسحاب السينمائيين المصريين من مهرجان (لقاء الصورة) رد فعل "مجتمعي نابع من السينمائيين المصريين الرافضين للتطبيع مع إسرائيل شأنهم في ذلك شأن المجتمع المصري بأسره الرافض للتطبيع". وأضاف أنه "كان على الموقف الفرنسي أن يراعي رد الفعل العام من التطبيع والذي يتمثل في موقف المجتمع المصري والسينمائيين المصريين الرافضين بما فيهم وزارة الثقافة... كافة أشكال التطبيع مع اسرائيل". ويمنح (لقاء الصورة الحرة) جوائز تقديرية لأفضل فيلم روائي وتسجيلي ورسوم متحركة كما تمنح نقابة المهن السينمائية جائزتين للإخراج والسيناريو. ومن الأعمال المتنافسة الفيلم الروائي (بيت من لحم) لأحمد الهواري وهو مأخوذ عن قصة للكاتب المصري يوسف إدريس (1927-1991) والفيلم التسجيلي (بنينا السد) لمحمود العدوي ويسجل شهادات لعمال شاركوا في بناء السد العالي في جنوب مصر قبل 50 عاما.