يبدأ مساء اليوم الأحد بقصر السينما بالقاهرة عروض الأفلام القصيرة للمصريين الذين سحبوا أفلامهم من مهرجان "الصورة" الذي نظمه المركز الفرنسي للثقافة والتعاون بالقاهرة اعتراضا على عرض فيلم لمخرجة إسرائيلية. وقالت وزير الثقافة فاروق حسني في بيان صدر عن الوزارة: "وافقت على إقامة نشاط سينمائي لعرض أفلام هؤلاء المخرجين الشباب تحت رعايتها." الجدير بالذكر أن عدد الأفلام المشاركة يزيد على 40 فيلما، ومن المقرر أن تعرض تحت عنوان "لقاء الصورة الحرة" حتى الخميس القادم. وكان مثقفون وفنانون قد نظموا الخميس الماضي وقفة احتجاجية أمام المركز الفرنسي للثقافة والتعاون بالقاهرة الذي ينظم مهرجان (لقاء الصورة) اعتراضا على وجود فيلم لمخرجة إسرائيلية. وكان المخرج المصري أحمد عاطف انسحب الشهر الماضي من عضوية لجنة التحكيم في المهرجان اعتراضا على وجود فيلم المخرجة الإسرائيلية وقال في بيان انه لا يمكنه أن يقبل "بتحكيم فيلم لمخرجة عملت بالجيش الإسرائيلي الذي يقتل الأطفال والأبرياء بدم بارد وبشكل يومي متكرر. وفي الوقت التي تمارس فيه دولة اسرائيل محاولات هدم المسجد الأقصى أحد أهم المقدسات الدينية للإنسانية بأكملها." وتابع "لا يمكنني أن أقبل بعرض فيلم مخرجته إسرائيلية فى مصر. ولكنني أؤكد على احترامي الكبير للديانة اليهودية ولليهود إلا أن موقفي الرافض للتطبيع هو موقف ضد الإسرائيليين والصهاينة بشكل محدد." وأعلن المركز حذف الفيلم من المهرجان الذي يستمر ثمانية أيام واختيار المخرجة المصرية كاملة أبو ذكري عضوا في لجنة التحكيم بدلا من عاطف. لكن الفيلم أدرج مرة أخرة "بضغوط من الخارجية الفرنسية" كما قال معترضون من بينهم كاملة أبو ذكري والممثل آسر ياسين اللذان انسحبا أيضا من لجنة التحكيم بالمهرجان الذي أُقيم يومي الخميس والجمعة من دون لجنة تحكيم. وأعلن المركز القومي للسينما بمصر سحب أفلامه التي كان مقررا أن تعرض بالمهرجان كما سحب المخرجون الشبان المستقلون أفلامهم أيضا. وعبر فنانون مصريون الأسبوع الماضي في بيان عن رفضهم لما اعتبروه تدخلا من وزارة الخارجية الفرنسية بفرض فيلم المخرجة الإسرائيلية على المهرجان وأبدوا "استياءهم الشديد من اصرار المركز الفرنسي للثقافة والتعاون على عرض الفيلم." وقال الفنانون في البيان "نعلن رفضنا الشديد لما قامت به الخارجية الفرنسية بتدخلها السافر وضغطها غير المقبول على إدارة مهرجان لقاء الصورة... وذلك باجبار المركز (الفرنسي) على عرض فيلم (شبه طبيعى) للمخرجة الاسرائيلية كارين بن رافاييل في المهرجان الذى نعتبره مهرجانا خاصا بالافلام المصرية المستقلة."
وأبدوا دهشتهم "لتدخل هيئة دبلوماسية سياسية تمثل دولة فرنسا في حدث سينمائي وقيامها بالضغط على المركز الثقافي الفرنسي في مصر. وقال فاروق حسني وزير الثقافة المصري يوم الجمعة في بيان: إن انسحاب السينمائيين المصريين من مهرجان (لقاء الصورة) رد فعل "مجتمعي نابع من السينمائيين المصريين الرافضين للتطبيع مع إسرائيل شأنهم في ذلك شأن المجتمع المصري بأسره الرافض للتطبيع." وأضاف أنه "كان على الموقف الفرنسي أن يراعي رد الفعل العام من التطبيع والذي يتمثل في موقف المجتمع المصري والسينمائيين المصريين الرافضين بما فيهم وزارة الثقافة... كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل.