• مصدر دبلوماسي عربي: الصين تلعب دور الضامن بين السعودية وإيران.. وتعهدت بعدم وجود أى تهديدات من طرف تجاه الآخر • بكين تستخدم «قفازا حريريا» لتنفيذ سياساتها فى المنطقة.. وتصاعد دورها «يقلم أظافر» أمريكا كشفت مصادر أمريكية مطلعة عن ضغوط أمريكية على السعودية لوضع سقف زمنى للإعلان عن التطبيع مع إسرائيل. وقالت المصادر ل«الشروق»، إن الولاياتالمتحدة طلبت من السعودية أن تتعهد لها بإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل مع ضرورة وضع سقف زمنى للإعلان عن التطبيع مع تل أبيب. وأضافت المصادر الأمريكية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو زار السعودية وعقد عدة لقاءات «غير معلنة» مع ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، على حد قولها. وهو الأمر الذى سبق وأن نفته وزارة الخارجية السعودية بشكل قاطع. وتساءلت المصادر الأمريكية: لماذا لا تعلن عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟، لافتة إلى أن السعودية قامت بالفعل بعدة خطوات تطبيعية وسمحت للطيران الإسرائيلى بالمرور فى أجوائها. وأضافت أن خطوات التطبيع تتنامى بين الرياض وتل أبيب، لكن لم تتوج بينهما بعد باتفاقية للتطبيع، على حد قولها. وشددت المصادر على أن الأمر لا يتعلق إطلاقا بدعم نتنياهو كما يظن السعوديون بل إن خطوة التطبيع بين إسرائيل والسعودية من شأنها أن تحقق السلام فى منطقة الشرق الأوسط، على حد تعبيرها. وكشفت المصادر المطلعة عن زيارة غير معلنة قام بها وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن إلى السعودية مطلع العام الحالى. وفى السياق ذاته، قال مصدر دبلوماسى عربى ل«الشروق»، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن «واشنطن تسعى جاهدة من أجل إنجاز خطى التطبيع بين الرياض وتل أبيب»، مشيرا إلى ضغوط «أمريكية على السعودية فى هذا الشأن». وذكر المصدر أيضا أن «الأمريكيين أبلغوا السعوديين بنية إيران توجيه ضربة عسكرية للسعودية وأن تسليح طهران للحوثيين فى اليمن تمهيد لضرب المملكة، لكن مسئوليين أمنيين عراقيين أبلغوا السعوديين بأن هذه المعلومات غير صحيحة». ومضى قائلا إن «العراق قام بدور وسيط بتوصيل رسائل بين طهران والسعودية، نفت خلالها إيران صحة هذه المعلومات وأعربت ترحيبها باستقبال عسكريين سعوديين ليجتمعوا بقادتها ويتأكدوا من صدق نوايا طهران بأنها لا تخطط لمهاجمة بلادهم». وأوضح المصدر الدبلوماسى العربى: «يبدو أن الأمريكيين روجوا للسعوديين بأن إيران تشكل مخاوف حقيقية وتهديدا جديا، وأنهم مع إسرائيل سيشكلون حماية لهم، فادعوا أن إيران ستوجه ضربة للسعودية، بالرغم أنهم (الأمريكيون) لم يقوموا بحماية المملكة من ضربات الحوثيين فى السابق، مشيرا إلى هجوم الحوثيين على أرامكو والرياض ومنشآت حيوية أخرى فى المملكة. ورجح المصدر أن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران من شأنه أن يؤدى لتسوية الأزمة اليمنية. وحول الدور الجوهرى الذى لعبته الصين فى رعاية التقارب بين السعودية وإيران، قال المصدر الدبلوماسى العربى إن «الصين درست وضع المنطقة جيدا»، لافتا إلى أنها «تستورد البترول من كلا البلدين». وأضاف أن أسلوب الصين ذكى وجديد ومختلف عن النهج الأمريكى فهى تستخدم «قفازا حريريا» كأداة لتنفيذ سياساتها فى المنطقة. وتابع: «لقد كانت ضامنة وتعهدت بعدم وجود أى تهديدات من أى الطرفين تجاه الآخر». ومضى قائلا إن «الصين أوضحت للجانبين السعودى والإيرانى بأنه لا يمكن تحقيق سلام فى المنطقة وهناك حالة من عدم الاطمئنان، ومشاعر الخوف وانعدام الثقة من طرف تجاه الطرف الآخر، مشددة على أن السلام مصلحة للجميع». ورجح المصدر الدبلوماسى العربى أن تشهد المنطقة مصالحات وتحالفات مع تنامى دور الصين فيها، مشددا فى الوقت ذاته على أن نفوذ الولاياتالمتحدة مازال قويا، لكن تصاعد دور الصين فى المنطقة قلم أظافرها، وبالأخص أن الحرب الروسية الأوكرانية لم تُحسم بعد. وأشاد المصدر بالدور الذى لعبته الصين، مشيرا إلى أنها القوة الجديدة فى العالم.