قال حزب الله اللبنانى الذى يقوم بجهود وساطة بين سوريا والزعيم الدرزى وليد جنبلاط إن الرئيس السورى بشار الأسد سيستقبل جنبلاط فى دمشق قريبا، فيما عزز الزعيم الدرزى تصريحاته «التصالحية» بالتأكيد على ضرورة تدعيم العلاقات اللبنانية السورية. يأتى ذلك فيما قال خبيران بالشأن اللبنانى إن الموقف الأخير لجنبلاط يضعه فى جبهة حزب الله على الساحة اللبنانية، مع عدم استبعاد قيامه بزيارة إلى إيران فى المستقبل توطئة لهذا الاتجاه. ومن جهة أخرى فإنه يجعل من قوى 14 آزار «جزءا من الماضى». وجاء فى بيان لحزب الله مساء أمس الأول أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله أبلغ جنبلاط أن الأسد سيستقبله فى دمشق «فى موعد سيتم الإعلان عنه خلال الأيام القليلة المقبلة». وكان جنبلاط شخصية بارزة فى تحالف 14 آذار المدعوم من الولاياتالمتحدة والسعودية واعتبر آنذاك واحدا من اشد منتقدى سوريا. وكان قد وصف الأسد قبل ثلاث سنوات بأنه «قرد وأفعى وجزار» فى تجمع حاشد فى ذكرى مرور عامين على مقتل رئيس الوزراء اللبنانى السابق رفيق الحريرى والذى أنحى كثيرون باللائمة فى اغتياله على سوريا. غير أن الزعيم الدرزى أعلن فى العام الماضى خروجه من تجمع 14 آذار وبدأ رحلة التقرب من سوريا إلى ان أعلن يوم السبت الماضى فى مقابلة تليفزيونية مع قناة الجزيرة ان ما قاله عن الأسد عام 2007 كان «غير لائق» و«صدر فى لحظة تخلى (فى غير وعى)». وقال بيان حزب الله الذى وصف تصريحات جنبلاط بأنها «مراجعة واضحة وجريئة» ان نصر الله كان يقوم بجهود الوساطة بناء على طلب من الزعيم الدرزى. من جانبه، أعرب جنبلاط فى حديث لجريدة السفير عن ارتياحه للتطورات الإيجابية التى تلاحقت فى الساعات الماضية، وقال: «طبعا أنا مرتاح». وعما سيقوله للرئيس الأسد، قال «وطبعا لدى الكثير لأقوله». ورأى المحلل السياسى اللبنانى سركيس أبوزيد فى تصريح ل «الشروق» عبر الهاتف من بيروت أن موقف جنبلاط الأخير يجعله اقرب إلى حزب الله وسوريا وابتعاده بالكامل عن قوى 14 آزار. وقال ابوزيد إن التموضع الجديد يعزز من قوة حزب الله السياسية فى الساحة اللبنانية ويدعم فكر المقاومة فى ظل التهديدات الإسرائيلية التى يواجهها لبنان. وأشار أبوزيد إلى ان زيارة جنبلاط لدمشق ستسهم فى مزيد من الاستقرار فى لبنان. ولم يستبعد أبوزيد أن يقوم جنبلاط بزيارة مماثلة إلى إيران فى المستقبل، قائلا: «زيارة جنلاط لطهران محتملة لكنها مرهونة بنتائج زيارته إلى دمشق وشكل التطورات التى ستشهدها المنطقة خاصة فيما يتعلق بالتصرفات الإسرائيلية». وبدوره، رأى الكاتب والمحلل محمود حيدر أن ذهاب جنبلاط إلى دمشق «يجعل ما يسمى بتحالف 14 آزار جزءا من التاريخ»، مشيرا إلى أن ميزان القوى السياسية فى لبنان أصبح الآن لصالح حلفاء سوريا وعلى رأسهم حزب الله. وقال: «أحد أهم انعكاسات موقف جنبلاط هو تصدع جبهة 14 آزار ولعل اجتماعهم الأخير فى الذكرى الخامسة لانطلاقة التحالف دليل على ذلك حيث لم يحضر من قادته سوى سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية بينما غاب عنه سعد الحريرى وأمين الجميل ومعظم قادة الصف الأول».