أوحى الحنين إلى البهجة للدكتورة ياسمين فراج للكتابة عن فنان البهجة التلقائى "محمود شكوكو" - فى مجلة الثقافة الجديدة - الذى لايزال فنه وأداؤه يمتع حتى اليوم الكبار والصغار معا سواء فى السينما أو المونولوج . وقالت الكاتبة إن محمود شكوكو انطلق من عالم الغناء الفكاهى إلى السينما ، فأصبح واحدا من صانعى البسمة فيها ، ويمكنك تمييز صوته فى الغناء بمجرد سماعه ليس فقط بسبب بحة صوته وخامتها الجيدة، وإنما لأسلوب أدائه الغنائى البسيط المصحوب بالحركة والقفشات الهزلية التى تتخلل الغناء ، إذ كان متخصصا فى غناء المونولوج الفكاهى، ويعد واحدا من أهم مقدمى الأراجوز فى مصر، حتى أنه أخذ من ملابس الأراجوز الشهيرة المميزة زيا له. شكوكو هو محمود ابراهيم إسماعيل موسى ، ولد فى الأول من مايو عام 1912 بحى الدرب الأحمر بمحافظة القاهرة لأب يمتلك ورشة نجارة ، وظهرت موهبته فى سن مبكرة جدا حتى أطلق عليه جده لقب "شكوكو" لتقليده صوت الديك تماما ، علاوة على تقليد أصوات وحركات بشر وطيور وغيرهما . وبرزت موهبته من داخل مقهى شعبى بشارع محمد على كان قريبا من ورشة والده ، حيث يجلس عليها الموسيقيون ويؤدون بروفاتهم ، والمونولوجات الشعبية التى استوعبها شكوكو تماما ، وسعى إلى أن يكون واحدا منهم . ورغم ولعه بالفن لم يتخل شكوكو عن العمل فى ورشة نجارة والده صباحا، وكرس الليل لغناء المونولوجات والنكات فى المسارح والأفراح حتى عام 1944 عندما تعرف عليه الفنان الراحل على الكسار فانضم إلى عالم المسرح الاستعراضى، وشاركه فى الاسكتشات الغنائية فى هذه الفترة إسماعيل يس ، وإلياس مؤدب وغيرهما . وفى إحدى حفلاته شاهده السفير الرومانى وهو يقدم عرض الأراجوز، فأعجب بمهاراته فى تقديم فن العرائس فعرض على شكوكو الذهاب إلى رومانيا لدراسة فن العرائس ، وقد فعل ، وبرع فى فنون عرائس الماريونيت وكيفية تصنيعها وتحريكها، وعند عودته إلى مصر قرر إنشاء أول مسرح للعرائس وأطلق عليه "مسرح شكوكو للعرائس" .