"أمينة".. هذا هو اسم أحدث دمية مسلمة طرحت في الأسواق الأوروبية. بعد نجاح الدمية "باربي"، ومن بعدها بديلتها – غير العربية ولكن ذات الهوى العربي – "فلة"، قامت شركة تركية مؤخراً بطرح دمية جديدة في الأسواق الألمانية ترتدي الحجاب وترتل القرآن وتعرف نفسها بمجرد الضغط عليها بأن تقول (بالإنجليزية): "اسمي أمينة، وأنا مسلمة". الدمية الجديدة بدأت مؤخرا شركة تركية بتسويقها في ألمانيا بعد أن اكتسحت الأسواق في بريطانيا، ويظهر نجاح الدمية بوضوح في العدد الذي لا يحصى من النماذج المعروضة منها في السوق. وقد احتلت "باربي" سوق الدمى - والتي تفضل الفتيات اللعب بها - على مدى خمسون عاماً، ثم بدأت قبل سنوات "فلة" في منافستها، ولكن "أمينة" تتميز عنهما بأنها تحفظ القرآن وتردد أيضاً تفسيرات الآيات التي تحفظها ومقاصدها، وهو ما أعتبره كثيرون وسيلة سهلة لحفظ القرآن ولتعليم الأطفال الدين عن طريق اللعب. ولأمينة عينين بلون بني فاتح، وطيف ابتسامة محتشمة على وجه ذو خدين ورديين، أما الرأس فمغطى بحجاب أرجواني مطرز، وعليه نقوش وردية تغطي شعرها الأسود، ولا يزيد طول أمينة عن 25 سنتيمترا . يقول حسن موسلان مالك محل تركي للبيع بالجملة في مدينة كريفيلد الألمانية، "إن الطلب على الدمية كبير جدا في ألمانيا، والمخزون منها ينبض بسرعة، وأنا مضطر لطلب المزيد منها باستمرار". ويرى حسن أن المثير في "أمينة" هو أنها "تقرب الإسلام من الأطفال، أنا أتذكر حين كنت طفلا لم تكن مثل هذه اللعب موجودة"، وأضاف "تعلمت القرآن وأنا صغير لكن دون أي تفسيرات أو شروحات. أعتقد أن هذه الطريقة في التلقين تجعل الإسلام أكثر جاذبية للأطفال، على أمل أن يصبحوا مسلمين جيدين". واختلفت آراء آباء وأمهات الأطفال في ألمانيا حول مدى تقبلهم لوجود "أمينة" داخل روض الأطفال، حيث أيد بعضهم (من أصول إسلامية) وجود الدمية وأعتبر أن لها دورا تربويا هاما، كما قال أحد هؤلاء الآباء: "من المهم أن يعرف الأطفال أصولهم ودينهم، وإذا كانت دمية تساعد على ذلك فلما لا؟"، وهو ما أيدته أم جاءت لمرافقة طفلتها الصغيرة من الروضة إلى البيت قالت "الأطفال فضوليون، فبعد سن الخامسة سيتساءلون بلا شك، لماذا ترتدي "أمينة" الحجاب؟". بينما لم تلق "أمينة" نفس الترحيب لدى الجميع خصوصا لدى غير المسلمين من الآباء والأمهات، والذين يعتبرون أن الاعتقاد الديني "قضية شخصية" لا مكان لها في روضة الأطفال. ويعتبر معارضو "أمينة" مرحلة الطفولة فترة حساسة جدا يمكن التأثير فيها بقوة على الأطفال وجعلهم يتقبلون أشياء كثيرة، لذلك يرى هؤلاء ضرورة التعامل مع هذه القضية برؤية نقدية. ويوافق الخبير الألماني في الشئون الإسلامية ميخائيل كيفر Michael Kiefer على وجود مثل هذه الألعاب والدمى في رياض الأطفال، ويقول:" لا أعتقد أن الدمى يمكن أن تصيب الأطفال ب "العمى الديني" ويضيف: "الأمر يمكن على العكس أن يساعد على تنمية نوع من حوار الأديان على مستوى روضة الأطفال"، إلا أن كيفر يشترط في ذلك تدخل مربية الأطفال لتشرح لهم أبعاد الموضوع وسياقاته.