تنظم دار الأوبرا المصرية في الذكرى الثامنة عشرة بعد المئة على ميلاد فنان الشعب سيد درويش، أمسية تضم عددا كبير من ألحانه وأغانيه يقوم بتقديمها على خشبة المسرح الصغير كورال سيد درويش. وقال احد مسئولي الإعلام في دار الأوبرا المصرية محمد معداوي أن البرنامج الاحتفالي "يتضمن مختارات من الأعمال الخالدة لفنان الشعب والتي عاشت في وجدان الشعب العربي والمصري وارتبطت بلحظات فارقة في تاريخ مصر منها طقاطيق ومونولوجات والحان جماعية ومؤلفات الدراما الغنائية المسرحية بالإضافة إلى أجزاء من أوبريت (البروكة) و(العشرة الطيبة)". وكان الموسيقار سيد درويش الذي يعد باعث النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي ولد في حي كوم الدكة بالإسكندرية في 17 مارس 1892 وتوفي في 10 سبتمبر 1923 عن عمر يناهز 31 عاما في اليوم نفسه الذي عاد فيه الزعيم المصري سعد زغلول من منفاه بعد إجبار الشعب المصري الاحتلال البريطاني بالتراجع عن قراره بنفي هذا الزعيم الوطني. والتحق درويش بالمعهد الديني بالإسكندية عام 1905 ثم عمل بالغناء بالمقاهي وخلال عمله تعرف بالأخوين أمين وسليم عطا الله والتحق بفرقتهم وسافر إلى بلاد الشام مرتين أولها في نهاية 1908 حيث تعرف بالأستاذ عثمان الموصلي وحفظ عنه التواشيح. واستطاع في الزيارة الثانية إتقان العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية حيث تجلت بعدها موهبته في التأليف فلحن أول أدواره "يا فؤادي لية بتعشق" تلاها بمجموعة الحان لمسرحيات قدمتها أشهر الفرق في حينه بينها فرقة نجيب الريحاني وجورج ابيض وعلي الكسار. وبلغ إنتاجه في حياته القصيرة العشرات من الأدوار وأكثر من أربعين موشحا ومائة طقطوقة و30 رواية مسرحية وأوبريت. يذكر ان ابنه حسن البحر درويش هو الذي قام بتاسيس كورال سيد درويش قبل 13 عاما بهدف الحفاظ على اعمال الموسيقار من التحريف واحيائها عن طريق تقديمها بالشكل الاصلي. ويضم ارشيفه الغنائي اكثر من 135 لحنا بالاضافة إلى 3 اوبريت كاملة هي "العشرة الطيبة" و"شهرزاد" و"البروكة" وقدم الكورال العديد من الحفلات في مختلف المراكز الثقافية بمصر.