اعتبر المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن القمة الأمريكية الأفريقية الثانية التى تنطلق أعمالها في واشنطن، غدا الثلاثاء، توفر فرصة للولايات المتحدة لإعادة ضبط نهجها للديناميكيات سريعة التغير في القارة السمراء. ورصد المركز في تقرير له مجموعة من الأسباب الرئيسية التي تجعل أفريقيا مهمة بالنسبة لواشنطن، فضلا عن الفرص الاستراتيجية لمشاركة الولاياتالمتحدة في القارة، أبرزها قضية الأمن الغذائي، في ظل تداعيات الحرب الأوكرانية، وعرقلة سلسلة التوريد بسبب جائحة كوفيد-19، واعتماد دول القارة الأفريقية على السلع الغذائية الأساسية من الخارج، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة تعد واحدة من أكبر الجهات المانحة للزراعة العالمية والأمن الغذائي، وهناك المزيد من الفرص لمشاركتها في تحقيق الأمن الغذائي لأفريقيا من خلال تعزيز الاستثمارات في البحوث الزراعية والإرشاد والتنمية. وأشار المركز كذلك إلى المساعدات الصحية حيث سلطت ضراوة الأوبئة الأخيرة الضوء على مرونة النظم الصحية في البلدان حول العالم في مواجهة الأوبئة، وقد أظهرت الأبحاث حول آثار الأوبئة في الدول الأفريقية أن المساعدات الصحية يمكن أن تلعب دوًرا مهًما في عكس الآثار الاقتصادية السلبية للأوبئة، وتوجد فرصة للولايات المتحدةالأمريكية لتعزيز المشاركة مع القطاع الصحي في أفريقيا بما يتجاوز زيادة المساعدات الصحية والتمويل. كما لفت المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية إلى هدف تعزيز التجارة والاستثمار في أفريقيا، وتعزيز العلاقات الأمريكية- الأفريقية في مجال التقنيات الناشئة من خلال تركيز استراتيجية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على الدور الهام للتكنولوجيا، والاقتصاد الرقمي. وتطرق المركز أيضا إلى تصاعد أهمية القارة الأفريقية على الساحة الدولية، وهو ظهر جلًيا في تداعيات الحرب الأوكرانية، وأيضا التنافس الدولي على استقطاب دول القارة الأفريقية لصفهم، مشيرا إلى تمتع الدول الأفريقية بفرصة لتجنب وموازنة علاقاتها بين الأقطاب الدولية نظًرا لما تمتلكه من موارد وثروات اقتصادية، وأهميتها الجغرافية الاستراتيجية، وكتلها التصويتية في الأممالمتحدة، فعلى سبيل المثال انتهجت معظم الدول الإفريقية "المسار المستقل"، في الامتناع عن الانضمام إلى الدول الغربيةوالولاياتالمتحدة لمعاقبة روسيا خلال تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة في مارس الماضي. ونوه المركز المصري أيضا بأهمية ملف مكافحة الإرهاب وتهديدات النفوذ الروسي المتنامي في أفريقيا، والتحديات الأمنية في الجنوب العالمي وتحديدا منطقة الساحل الأفريقي.