أكد الموسيقار اللبناني زياد الرحباني أنه مقتنع تماما أن الفنان لا ينبغي له أن يتعاطى السياسة حتى لا يخسر السوق الذي تسيطر عليه حاليا شركة "روتانا" التي اعتبرها سببا مباشرا في تحول الفن إلى تجارة. وأعرب الرحباني -45 عاما- في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء -وسط اهتمام اعلامي واسع بأول زيارة له لمصر لتكريمه ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان القاهرة الثاني للجاز- عن سعادته البالغة باطلاق الدعوة الشعبية لمنحه الجنسية المصرية التي تبناها الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم لكنه في النهاية اعتبرها شائعة لطيفة تقف في وجهها كثير من المعوقات الإدارية إضافة إلى كونها زيارته الأولى لمصر ولا يمكن منحه الجنسية من أول زيارة. وردا على سؤال لوكالة الأنباء الألمانية حول عدم زيارته لمصر طوال سنين عمره وعلاقة ذلك بغياب المطربة اللبنانية الكبيرة فيروز، قال رحباني إن الأمر غريب تماما بالنسبة له لأنه حتى الآن لا يعرف سببا لعدم زيارته لمصر، نافيا كل ما تردد عن وجود أسباب سياسية حول غيابه. وأضاف الرحباني -ابن فيروز- أن غياب السيدة فيروز سببه عدم توفر عروض لها لإحياء حفلات في مصر أصلا. وأحيت فيروز آخر حفلاتها في مصر عام 1989 ومنذ ذلك الحين لم تحضر أبدا رغم تكرار شائعات عن دعوات لها لكن أيا منها لم يتم. وقال رحباني إن آخر عرض وصل إلى فيروز للغناء في مصر كان عام 1998 لكن الترتيبات لم تنجز بسبب تفاصيل إدارية كثيرة وأنه منذ ذلك الحين لم يعرض عليها أبدا الغناء في مصر. وحول ألبوم فيروز الجديد المؤجل منذ سنوات، أوضح رحباني أنه يعمل عليه منذ 2002 وأنه توقف لفترة بسبب نقص التمويل المالي لكنه جاهز الآن وتم إنتاجه لأول مرة على نفقة فيروز نفسها لكنه تعطل لعدم وجود شركة توزيع مناسبة حيث إن كل الشركات التي عرضت توزيعها لا تناسب فيروز أو ترفض التعامل معها. وحول طبيعة عمله مع فيروز، قال إنه ارتبط بها بالفعل لكنه لا يقصر عمله عليها خاصة وأن كثيرا من الأعمال التي ألفها لها لم تقدمها وبعضها سمعتها قبل سنوات ولم تسجلها بعد. وكشف أن أغنية "أمنلي بيت" لحنها عام 1986 لكن لم تظهر إلا قبل عام في الألبوم الأخير للمطربة التونسية لطيفة ولما سمعتها السيدة فيروز بصوت لطيفة قالت إنها سمعتها سابقا لكنها لم تعلق. وفيما يخص غياب الأغاني الوطنية اللبنانية مؤخرا، قال رحباني إن الأمر مرتبط بالحالة السياسية، معتبرا أن الوضع الحالي في لبنان لا يمكن اعتباره وضعا سلميا لأن من تعود على الحرب 33 عاما لا يمكنه أن يقبل السلم وإنما يعتبره مجرد هدنة، مشيرا إلى أن الأغاني الوطنية لم تغب لكنها تعود للظهور فور تفجر أي وضع. ولد زياد الرحباني عام 1956 في قرية أنطلياس الساحلية لاثنين من عمالقة الفن اللبناني المعاصر هما عاصي الرحباني وفيروز وبدأ دراسة الموسيقى منذ طفولته واستهل مسيرته الفنية مطلع السبعينيات ممثلا وعازفا في مسرح الأخوين رحباني وفيروز وكان أحيانا يشارك في التأليف الموسيقي. في عام 1973 قدم زياد عمله الخاص الأول وهو مسرحية غنائية بعنوان "سهرية" وأصدر في أواخر السبعينيات ألبومي "بالأفراح" و"أبو علي" وفى عام 1979 أنجز ألبومه الأول لفيروز الذي حمل عنوان "وحدن" وخلال عامي 1984 و1985 أصدر ألبومين شكلا حدثا موسيقيا مفصليا في مسيرته "أنا مش كافر" و"هدوء نسبي". أما آخر إصدارات رحباني فهو تسجيل حي من الحفلات التي أحياها في العاصمة السورية ضمن فعاليات "دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008" إضافة إلى تأليفه العديد من موسيقى الأفلام آخرها لفيلم "طيارة من ورق" للمخرجة اللبنانية رندة الشهال إضافة إلى موسيقى مسرحيات ومسلسلات تلفزيونية وغيرها. بعيدا عن المسرح والموسيقى ، كانت لزياد مواقف ناقدة وساخرة ومساهمات فكرية وسياسية واجتماعية عبر عنها في برامج إذاعية "بعدنا طيبين" و"قول الله" و"العقل زينة" و"ما أحلاكم" وكتابات دورية في صحيفتي "السفير" و"الأخبار" اللبنانيتين. ويحضر اليوم لإطلاق ألبوم فيروز الجديد الذي ينتظره المعجبون منذ حوالي عشر سنوات.