نفى الدكتور سالم عبدالجليل وكيل أول وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، وجود خطة لتوحيد خطبة الجمعة لدى الوزارة، وقال إن الجدل الذى ثار مؤخرا حول اعتزام وزارة الأوقاف توحيد موضوع خطبة الجمعة كل أسبوع للأئمة، «خوفا من خروج عن النص» لا أساس له من الصحة، مؤكدا أن هذه الفكرة ضد تجديد الخطاب الدينى. وقال سالم ل«الشروق» إن دور الوزارة يقتصر على إخطار خطباء المساجد بالأحداث القومية المهمة فقط «ليكونوا مواكبين للحدث، وأن عناصر الخطبة متروكة لفكر الخطيب وله مطلق الحرية، نافيا وجود إيجابيات لتوحيد الخطبة حيث إن ذلك «يقفل مخ الخطيب» كما أنها إذا طبقت فلا يمكن للخطيب أن يتفاعل مع الجمهور أو يتفاعل معه جمهور المصلين، مشددا على أن «الإمام له الحرية فى اختيار الموضوع الذى يناسب بيئته». واتفق معه الشيخ صلاح نصار إمام جامع الأزهر ورئيس اتحاد الأئمة المصريين وقال إن التوحيد أمر غير وارد لتباين الأوساط والأحوال، واختلاف المتلقى من الريف للحضر. ووصفت د.آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية جامعة الأزهر، فكرة توحيد خطبة الجمعة ب«العقم الفكرى لدى الخطيب»، مؤكدة أنها ستقتل دور المسجد فى حياة المجتمع وستحارب ارتقاء وتثقيف المسلم. ووفقا لعبدالجليل، فإن القانون ينظم شروط الحصول على تصريح بالخطابة للدعاة المتطوعين من خارج الوزارة الأوقاف، كما أن هناك 35 ألفا من المتطوعين لديهم بموجب هذا القانون تصاريح بالخطابة «خطيب بالمكافأة»، منهم أساتذة فى الجامعة ومدرسون بالأزهر، وأنهم يخضعون للاختبارات حتى يتم التأكد من قدراتهم، ليمارسوا الخطابة فى نحو 104 آلاف مسجد وزاوية تتبع الأوقاف. وكان جدل دار حول توحيد خطبة الجمعة فى مجلس الشورى، الأسبوع الماضى، بعدما أثار النائب الدكتور محمد شتا عضو لجنة التنمية البشرية بمجلس الشورى فى اجتماع اللجنة الأسبوع الماضى جدلا واسعا بمطالبته توحيد خطبة الجمعة وتوزيعها مكتوبة، نافيا أن يكون فى هذه المطالبة مصادرة للفكر وأنه يجب أن يكتبها نخبة من رجال الدين والأمن والسياسة والاقتصاد وفق برنامج سنوى، بعدما انتقد أحد خطباء المساجد فى إحدى الخطب ترشيح عالم نووى للرئاسة، وانتشرت بعدها شائعات تروج لصدور تعليمات مشددة لأكثر من 50 ألف إمام بالوزارة بضرورة توحيد خطبة الجمعة على مدار الشهر القادم تحت موضوع واحد وهو «وجوب طاعة ولى الأمر»، والتشديد على أن مخالفته معصية لله وخروج عن الإسلام.