سوزان نجم الدين ممثلة من طراز خاص.. استطاعت أن تسطر لنفسها تاريخا فى الدراما السورية بأدوارها المتميزة فى أعمال مهمة مثل «الكواسر، وصلاح الدين والظاهر بيبرس»، وقدمت نفسها فى الدراما المصرية بدور فى مسلسل «نقطة نظام» الذى شاركت فى بطولته قبل عامين، وهذا العام تخطو خطوة جديدة نحو مكانة خاصة فى القاهرة مع أول بطولة لها من خلال مسلسل «مذكرات سيئة السمعة» كبديلة للفنانة نيللى التى اعتذرت عن عدم مشاركتها فى المسلسل لارتباطها بمشروع برنامج تليفزيونى كبير، ليفتح هذا الاعتذار أبواب البطولة والنجومية أمام سوزان نجم الدين، التى تلقفت الدور بالمنطق القائل: «الدور ينادى صاحبة»، وفى زيارة لها إلى القاهرة كان لنا معها هذا الحوار.. * هناك دائما تحفظات من جانب الممثلات على الأدوار التى تم ترشح أخريات لها، فما مبرراتك لقبول الدور الذى كانت ستقدمه نيللى؟ ليست عندى أى مشكلة فى أن أكون بديلة لفنانة أخرى، خاصة أننى فى بعض الأعمال أكون فى نفس ظروف الفنانة نيللى وأرفض أدوارا ليأخذها غيرى، وربما يتفوقن فيها ويحققن نجاحا كبيرا، ثم لماذا نركز فى كونى بديلة أو غير ذلك المهم هو الدور، وهل يناسبنى كفنانة؟ أم لا؟ وكيف سأقوم بتجسيد الشخصية، وأعتقد أننى امتلك الخبرة التى تمكننى من الاختيار المناسب، كما أننى أملك الثقة فى قدراتى الفنية. * وماذا عن تفاصيل دورك فى المسلسل؟ رغم أن المخرج خالد بهجت يفرض علىّ عدم التحدث عن تفاصيل الشخصية ليجعلها مفاجأة للجمهور، ولكن أستطيع أن أقول إننى أقوم بدور الدكتورة «ندى المعتصم» أستاذ علم الاجتماع فى جامعة عين شمس، والتى تعمل فى مجال خدمات المجتمع المدنى، وهذا يجعلها تخوض العديد من المعارك، من أجل ما تؤمن به من مبادئ، والدور يعد بالنسبة لى مختلفا وجديدا وهو ما جعلنى أوافق عليه دون أى تردد. * كيف ترين الاختلاف بين دورك فى «مذكرات سيئة السمعة» ومسلسلك السابق «نقطة نظام»؟ بالتأكيد هناك اختلاف كبير، فشخصيتى فى «مذكرات سيئة السمعة» هى شخصية أستاذة جامعية فاعلة فى مجتمعها، وهذا يختلف عن شخصية «بدوية» فى «نقطة نظام» والتى قدمت من خلالها دور سيدة تساعد الضابط فى تحركه نحو حلم إنهاء الاحتلال ومن هنا فإن طبيعة الدور نفسها مختلف. * وهل يعنى ذلك أنك ستحصلين على مساحة أكبر فى المسلسل الجديد؟ بالفعل الدور هنا مساحته أكبر، ولكننى أرى أن المساحه ليست مقياسا بالنسبة لى فالمهم عندى هو مدى تأثير الدور، وإن كان فعالا فى الأحداث أم لا، وعندما أختار أدوارى أنتقيها بعناية ويكون الأساس هو مدى أهمية الشخصية فى السياق الدرامى لكى يتذكرها المشاهد وتعلق فى أذهانهم. * تواجهين بهذا العمل الجمهور المصرى، فهل تشعرين باختلاف فى الأمر؟ أشعر برعب وخوف شديد لدرجة جعلتنى لا أنام فمواجهة 80 مليون مشاهد مصرى أمر صعب للغاية وأدعو الله أن يعينى عليها، لكن ما يجعلنى اطمئن قليلا هو أننى قدمت بطاقة تعارف من قبل ب«نقطه نظام»، واجتهد فى قراءة النص، والعمل علية للإمساك بمفردات الشخصية، والبحث عن عناصر التميز الذى يمكننى تقديمها بشكل جيد، وأحب ان أشير هنا لجمال وجودة النص الذى كتبه المؤلف محمد مسعود وأرى أنه مؤلف موهوب واكتشاف جديد فى الدراما المصرية. * تردد فى الأوساط الفنية أخبار عن نزاع بينك والفنانة تيسير فهمى وصل إلى ساحات المحاكم، فما حقيقة هذه الخلافات؟ ليس هناك خلاف بمعنى الكلمة، ولم يصل الأمر إلى حد النزاع القضائى، ولكن استفزنى اختيار الفنانة تيسير فهمى ل«الهاربة» اسما لمسلسلها، رغم أننى كنت قد بدأت فى تسويق مسلسل لى بنفس الاسم على بعض القنوات الفضائية، وتسبب ذلك فى حالة من «اللخبطة» وأضر كثيرا بمشروعى، ولكننا بعد جلسة ودية تصالحنا وأصبحنا حبايب، لدرجة أنها أعطتنى دورا فى الجزء الثانى من المسلسل. * تردد أنك اعتذرت عن عدم تقديم برنامج تليفزيونى ضخم بعد عام كامل من الإعداد له، فما أسباب هذا التراجع؟ لم أعتذر، ولكن المسألة تتلخص فى أن برنامج «جار المشاهير» يحتاج ميزانيات كبيرة، لأنه يستضيف نجوما لهم وزنهم ويحاورهم فى قضايا مهمة، ومن هنا يحتاج إلى إعداد جيد وإنتاج ضخم، لذا قررت الشركة المنتجة التأجيل حتى تجد شريكا يدخل معها فى الإنتاج لأن الشركة لا تستطيع تحمل الميزانية بمفردها. * ولماذا لا تشاركين فى إنتاجه من خلال شركتك الخاصة؟ شركتى لا يمكنها أن تمول هذا البرنامج الضخم لأنه سيكون مكلفا جدا، فضلا عن أنى دخلت فى إنتاج بعض المشاريع من بينها مسلسل سيرة ذاتية يتناول قصة حياة فنانة مشهورة، ونحن نعمل حاليا على النص الذى سيكون مفاجأة. * بمناسبة هوجة مسلسلات السيرة الذاتية ما تعليقك فى اتجاه الدراما إلى هذا الاتجاه فى الفترة الأخيرة؟ تصمت قليلا ثم تقول.. ليس لدى تعليق فأنا كفنانة لم أعتد أن أقيم أعمال زملائى أو أهاجمهم فهذه هى مسئولية النقاد والمشاهدين، وعن نفسى عندما أقوم بتجسيد شخصية مثل هذه لابد وأن أجمع عنها كل الوثائق والمعلومات لكى أدرسها جيدا فهذا يساعد على تقديم عمل فنى جيد يرضى عنه الجمهور. * وما رأيك فى سباق نجوم الدراما بين مصر وسوريا على هذه النوعية من الأعمال؟ أولا، أنا لا أحب مثل هذه التعبيرات التى تقسم الفن العربى، ولكن من حق الفنان أن يبحث عن الدور الجيد بصرف النظر عن كونه سيرة ذاتية أو من وحى خيال المؤلف.