أكد الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد الخميس على متانة العلاقات الثنائية التي توجت بالتوقيع على اتفاق يقضي بإلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين، مشددين على تعزيزها في كافة المجالات "كطريق وحيد للوصول إلى القرار المستقل". وأعرب الأسد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني في دمشق عن "استغرابه" الدعوة التي وجهتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الأربعاء إلى دمشق أن "تبدأ بالابتعاد في علاقتها عن إيران التي تتسبب في اضطرابات للمنطقة وللولايات المتحدة". وقال الرئيس السوري "استغرب كيف يتحدثون عن الاستقرار والسلام في المنطقة وعن كل المبادىء الأخرى الجميلة ويدعون للابتعاد بين دولتين، أي دولتين". وعلق الأسد على طلب كلينتون متهكما "نحن التقينا اليوم لنوقع اتفاقية ابتعاد بين سوريا وإيران"، وتابع ضاحكا "لكن بما أننا فهمنا الأمور خطأ ربما بسبب الترجمة أو محدودية الفهم فوقعنا اتفاقية إلغاء التأشيرات لا نعرف أكان هذا يتوافق مع ذاك". ووقعت سوريا وإيران اتفاقية إلغاء سمات الدخول بينهما لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والخدمة والعادية. ووقع الاتفاقية عن الجانب السوري وزير الخارجية وليد المعلم وعن الجانب الإيراني نظيره منوشهر متكي. وأكد الأسد الحاجة إلى "تعزيز العلاقات إذا كان فعلا الهدف هو الاستقرار"، متابعا "أنا كنت أتحدث عن القرار المستقل وعن التواصل بين الشعوب وعن تعزيز المصالح وعن الدروس التي تعلمناها". واعتبر نجاد من جهتها أن كلام كلينتون مثل "كلام أم العروس" كونه ليس في محله، مضيفا "ليس هنا من مسافة تفصل بين سوريا وإيران ... ولم يطلب أحد من كلينتون أن تبدي وجهة نظرها". وتابع "كل الحكومة الأمريكية لا تؤثر على علاقات المنطقة وشعوبها لقد انتهى العهد الذي تدار به الأمور من وراء البحار، إنهم يريدون الهيمنة ويشعرون أن سوريا وإيران يحولان دون ذلك"، مقترحا عليهم "أن يغادروا ويريحونا". وأكد أحمدي نجاد "إن ساروا على نهجهم السابق فنحن سنبقى جنبا إلى جنب ولا يوجد أي عائق يمكنه أن يخلق أي مسافة بيننا". وقال "إنهم يشعرون بالغضب فليشعروا بالغضب وليموتوا بغيظهم". وحول العلاقات الثنائية بين دمشق وطهران قال أحمدي نجاد "على الجميع أن يعلم أن العلاقات الثنائية علاقات أخوية عميقة متطورة متسعة ومستديمة ولا يوجد أي عامل يمكن أن يمسها" وأضاف أن دائرة التعاون بين البلدين "تتسع يوما بعد يوم في مختلف القطاعات الاقتصادية والثقافية والسياسية وآفاقها واضحة وبناءة وباهرة". وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، دافع الأسد عن حق إيران في الطاقة النووية المدنية معتبرا أن "ما يحصل هو عملية استعمار جديد في المنطقة وهيمنة من خلال منع دولة مستقلة وعضو في الأممالمتحدة وموقعة على اتفاقية منع انتشار أسلحة الدمار الشامل وتسعى لامتلاك الطاقة النووية السلمية بناء على هذه الاتفاقيات، من أن تمتلك حق التخصيب". وأضاف "وما سيطبق على إيران سيطبق على كل الدول الأخرى لاحقا وبالتالي موقفنا في سورية ينطلق من فهمنا لهذا الموضوع ومبادئنا ولكن أيضا من مصالحنا كدولة نعتقد بأنها ستسعى ككل الدول الأخرى في المستقبل في يوم من الأيام لامتلاك الطاقة السلمية واعتقد كل الدول الأخرى من مصلحتها أن تسعى بهذا الاتجاه". وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أكد السبت تمسك بلاده بحقها في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، مشددا على أن هذا البرنامج يجري بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وان دمشق لن تسمح للوكالة بتجاوز اتفاق الضمانات الذي أبرمته معها. وفي معرض كلامه عن إسرائيل، قال أحمدي نجاد أن "الكيان الصهيوني في طريقها إلى الزوال أن فلسفة وجوده انتهت والوقت يمر لغير صالح المحتلين والصهاينة. لقد وصلوا إلى طريق مسدود بالكامل". وأضاف "هذه المرة سيقف بوجههم كل شعوب المنطقة وفي مقدمتهم سوريا ولبنان وإيران والعراق وسيقتلعونهم من جذورهم وعلى العالم أن يعرف أن الشعب الإيراني يقف إلى جانب الشعب والحكومة في سوريا والمقاومة الفلسطينية". وتابع "ان المقاومة اللبنانية والفلسطينية والشعب الإيراني والسوري واقفون وصامدون حتى النهاية، نحن نؤمن أن التطورات ستكون لمصلحة سوريا وإيران والشعوب الحرة ولن يكون بوسعهم فعل أي شيء". وأكد الأسد "إن ردة فعلنا لن تكون مبنية على التصريحات بمقدار ما هي مبنية على رؤيتنا ونظرتنا لإسرائيل" التي تقوم "بعمل عدواني في أي وقت طالما أن تاريخها هو تاريخ مبني على العدوان"،معتبرا أن بلاده مستعدة "في كل وقت وفي كل لحظة لأي عدوان إسرائيلي قد يتم لأي سبب وتحت أي مبرر".