زار د.أحمد زكى بدر وزير التربية والتعليم صباح أمس مدرسة الطبرى شيراتون بمصر الجديدة التى شهدت واقعة ضرب التلميذ سيف أحمد كاترونى نيكولا 9 سنوات حتى كسرت ذراعه قبل يومين، رغم معرفة المدرس بإصابته بسرطان الدم وفيروس (C وB)، وطلب الوزير فتح تحقيق فورى فى الواقعة للوقوف على حقيقة ما حدث. جاءت زيارة الوزير للمدرسة عقب ما نشرته وسائل الإعلام أمس الأول، عن الواقعة وربطها بتصريحات نشرت على لسان الوزير فهم منها تأييده للضرب داخل المدارس. وأكد مصدر بالمدرسة أن الوزير توجه إلى مكتب المدير للاستفسار عن حقيقة الواقعة، فأنكره المدير وقوع أى اعتداء من المعلم على التلميذ. من جهة أخرى، قالت سمية عبدالرحمن والدة التلميذ إنها تلقت تهديدات من المدرس، الذى تتهمه بضرب ابنها، حيث قال لها: «ابقى تعالى ادخلى المدرسة تانى»، وأضافت: «أجبر المدير التلاميذ على الشهادة، خلال زيارة الوزير، بأنهم لم يتعرضوا للضرب من قبل المدرس المذكور بل لم يروه فى اليوم الذى كسر فيه ذراع ابنى». من جانب آخر، تظاهر المواطن عادل خطاب وزوجته وأبناؤه الثلاثة أمام ديوان عام وزارة التربية والتعليم أمس للتنديد بقرار نقل أبنائه من مدرسة نجم الدين الابتدائية بإدارة السيدة زينب إلى ثلاث مدارس مختلفة بنفس الإدارة، وقال إن هذا حدث انتقاما منه، حيث قدم بلاغا ضد معلم بالمدرسة ومديرة وناظر المدرسة لاستخدامهم العنف ضد أبنائه، لرفضهم أخذ دروس خصوصية أو دفع تبرعات تحددها إدارة المدرسة. وفى محافظة القليوبية تقدم علاء هاشم عقيد شرطة بشبين القناطر ببلاغ لمركز الشرطة يتهم فيه مدرسة رسم بالمدرسة الإعدادية القديمة بالتعدى على نجله محمد بالصف الثانى الإعدادى وضربته برجل كرسى لتحدثه مع أحد زملائه داخل الفصل. وفقدت التلميذة رنا أمين بالصف الثانى بمدرسة حسن مدبولى الابتدائية عينها اليمنى عندما اصطدمت فى الفسحة «بمقبض باب» وتم تحرير محضر وتولت النيابة التحقيق، وشهدت مدرسة السادات الإعدادية تعدى خالد جمعة 42 سنة صاحب مصنع بويات على محمود على مدرس بالمدرسة، وذلك عندما طالبه المدرس بإبراز بطاقته الشخصية لتسجيلها بدفتر الزيارات وقام بصفعه على وجهه. خط تليفونى مجانى للإبلاغ عن ضرب الأطفال فى المدارس (أنا بكلمكم بالنيابة عن الوزير الجديد لو أى حد اتعرض منكم للضرب فى المدرسة يتصل بخط نجدة الطفل المجانى «16000» واحنا هنتصرف مع المدرس، الضرب لا يقوم السلوك ولكنه يولد العنف) بهذه العبارة تحدثت مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان إلى الأطفال خلال المائدة المستديرة التى نظمها مساء أمس الأول منتدى المجتمع المدنى العربى للطفولة الثالث تحت لافتة «المعرفة من أجل الحق» فى لقائهم مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال. جاء هذا ردا على الآراء التى قالها الأطفال إزاء العنف المدرسى، فقال بعضهم إنه لا مانع من الضرب البسيط كعقاب للتلميذ عندما يخطئ، وقال بعضهم إن الوزير الجديد يقصدون د.أحمد زكى بدر قد أباح الضرب فى المدارس من أجل الحفاظ على هيبة المعلم، وقال آخرون إن هيبة المعلم لا تعود بضربه لتلاميذه، وقال الطفل محمد عبدالقادر من ليبيا إن العنف يدفع التلاميذ إلى ترك المدرسة، بينما قال خالد الأمين من السودان إن وزارة التربية والتعليم عندهم لم تصدر قرارا بمنع الضرب بالمدارس فلا أحد يسمع صوت الأطفال، ورغم وجود قانون بمجانية التعليم لكنه لا ينفذ. وقال حامد عثمان 14 سنة من جزر القمر إن الفتيات يتعرضن للتحرش الجنسى من قبل بعض المعلمين، والمعلمون يتهمون التلميذ المجتهد ليضربوا عصفورين بحجر واحد، ينفوا عنهم التهمة ويتخلصوا من إزعاج التلميذ المتفوق. ومن مصر قال محمد فكرى إن معظم الأطفال تتقبل العنف الأسرى من باب أن الوالدين أو الأخ الأكبر يفعل هذا من باب التأديب وبدافع الحب. بصوت أبوى اعترف جبرين الجبرين مدير مشروعات برنامج الخليج العربى لدعم المنظمات الإنمائية أنه لم يتم التخلص نهائيا من ممارسة العنف ضد أولاده، وأنهم يقولون له أحيانا كيف تتحدث عن حقوق الطفل. وقالت مارتا سانتوس الممثل الخاص للأمين العام للأم المتحدة إن الكثير من الدول العربية لديها تشريعات تجرم العنف ضد الأطفال لكن الأهم هو كيف نجعل الأطفال لا يقبلون العنف الموجه لهم، وأن يحول الطفل دون وصول العنف إليه، فليس هناك عنف مبرر، وكل عنف يجب مواجهته بشكل إيجابى، موضحة أن الإحصاءات تشير إلى أن 85% من الأطفال يعانون من العنف وواحد من كل ثلاثة يعانى من العنف الأسرى والمدرسى. وطالبت سانتوس الأطفال بعدم قبول أى شكل من أشكال العنف وقالت: لو سمحنا بالضرب البسيط كما تصفونه، لن نجد غضاضة تجاه من يجندون الاطفال ويجعلونهم يحملون السلاح ويشاركون فى الصراعات المسلحة. أما ثائرة شعلان مديرة إدارة البرامج بالمجلس العربى للطفولة والتنمية فأكدت أن منتدى الأطفال العربى سيخصص موقعا إلكترونيا سيكون هو الوسيلة التى يصل بها صوت الأطفال العرب إلى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال.