تطورت قضية فضيحة اغتيال القيادى فى حماس محمود المبحوح على أيدى المخابرات الإسرائيلية فى دبى إلى نشر تفاصيل جديدة أظهرت احتمال تورط كل من لندن وواشنطن فى العملية فى وقت أشارت فيه شرطة دبى إلى أن العملية كان يمكن تنفيذها فى العاصمة الصينية بكين قبل ثلاث أشهر. وذكرت صحيفة «الديلى ميل» البريطانية اليوم أن جهاز المخابرات الإسرائيلية «الموساد» أبلغ نظيره البريطانى بعزمه تنفيذ عملية اغتيال واستخدام جوازات سفر بريطانية فى العملية، لكن الجهاز البريطانى لم يخطر بهوية الشخص المراد بالاغتيال، وكذلك بزمان أو مكان تنفيذ العملية المستهدفة. ويتورط «الموساد» فى اغتيال محمود المبحوح القائد بالجناح العسكرى لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) فى فندق بدبى. ونسبت الصحيفة على موقعها بشبكة الإنترنت إلى مسئول فى الموساد قوله إن وزارة الخارجية البريطانية علمت هى الأخرى بعملية الاغتيال قبل ساعات من تنفيذها. وقال مصدر فى المخابرات البريطانية التقى عميل الموساد وله سجل حافل فى تقديم معلومات يعتمد عليها للديلى ميل على حد وصفها «علمت الحكومة البريطانية بالعملية بشكل مختصر.. مختصر للغاية قبل تنفيذها بوقت قصير». وأكد المصدر أن بريطانيا غير متورطة فى عملية الاغتيال، وأنها لم تعلم حتى بالشخص المستهدف، كل ما علمته أن منفذى العملية سيحملون هويات سفر بريطانية. وأضاف أن إخطار جهاز المخابرات البريطانية بالعملية لم يكن طلبا بالسماح باستخدام جوازات السفر البريطانية بل لجعل أجهزة الأمن تعلم بالوضع الذى قد ينفجر عقب الإعلان عن عملية الاغتيال. وقالت الصحيفة البريطانية إنه حتى على افتراض أن الموساد أبلغ جهاز المخابرات البريطانية بعملية الاغتيال فليس من المؤكد أن يكون الجهاز أخطر وزير الخارجية ديفيد ميليباند بالقضية، فربما فضل ضباط المخابرات البريطانية التمهل والانتظار قبل إبلاغ الوزراء خاصة أن المعلومات كانت غامضة. ونوهت الصحيفة على أنه إذا ثبت غض بريطانيا الطرف عن عملية الاغتيال فإن ذلك سوف يثير رد فعل غاضبا للغاية وسخطا شديدا فى الدول العربية. واستبعد عميل فى الموساد أن ينقطع تبادل المعلومات الاستخباراتية بين جهازى المخابرات الإسرائيلى والبريطانى. ومن جانبها، أفادت صحيفة الإندبندنت البريطانية فى تقرير لمراسلها فى الشرق الأوسط روبرت فيسك بأن حديثا يدور فعلا تحت السطح عن تواطؤ مشترك وتعاون الجانب البريطانى فى إصدار الجوازات التى ثبت أنها صحيحة كونها «بيومترية» وغير قابلة للتزوير. واعتبر فيسك أن «التبريرات البريطانية لقضية الجوازات تفتقر إلى الرصانة» مشيرة إلى أن هذه القضية أظهرت أن «التواطؤ الأمنى الأوروبى مع (إسرائيل) تجاوز الأطر القانونية». ونفت وزارة الخارجية البريطانية أى علم مسبق بالعملية، وقال المتحدث باسم الخارجية البريطانية إن لندن علمت بهذا الموضوع لأول مرة من قائد شرطة دبى الفريق ضاحى خلفان الذى كشف عن تفاصيل القضية خلال مؤتمر صحفى عقده يوم الاثنين الماضى. وعلى جانب آخر، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن السلطات الإماراتية تحقق فى استخدام المغتالين خمس بطاقات ائتمان مصرفية صادرة عن بنوك ومؤسسات مالية فى الولاياتالمتحدة، وذلك بهدف شراء تذاكر سفر إلى دبى وأشياء أخرى تتعلق بالقضية. وإذا تبين صحة هذا النبأ فإن هذا الأمر من شأنه أن يقحم الولاياتالمتحدة فى هذه القضية، بحسب الصحيفة. ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تفاصيل جديدة حول عملية الاغتيال، ونسبت إلى قائد شرطة دبى قوله إن المرة التى نفذ فيها عملاء الموساد عمليتهم فى دبى لم تكن المرة الأولى التى زاروا فيها المدينة بل سبق لهم أن زاروها مرتين فيما يبدو أنه تحضير للعملية. وذكرت الصحيفة أن الفريق خلفان تحدث بشكل حصرى لاثنين من محرريها فقال «إن المرة الأولى لزيارة الأشخاص كانت قبل 3 أشهر عندما وصل محمود المبحوح جوا إلى دبى واستقل طائرة إلى الصين فى رحلة جوية استمرارية»، وروى الفريق خلفان بأن شرطة دبى تعلم من خلال مضاهاة تفاصيل جوازات السفر بأن بعض أفراد فريق الاغتيال قد استقلوا مع المبحوح نفس الطائرة من دبى إلى الصين وقاموا بمتابعة حركاته وسكناته. وكشف قائد شرطة دبى أيضا النقاب عن أن تسجيلات نصوص المكالمات الهاتفية التى أجراها العضوان القياديان فى فريق الاغتيال تدل على أن إدارة عملية الاغتيال قد تمت من داخل غرفة قيادة فى النمسا.