فى الوقت الذى تصاعدت فيه الأزمة الدبلوماسية بين 4 دول أوروبية مع إسرائيل على خلفية استخدام هويات لرعايا لها فى تل أبيب فى جريمة اغتيال محمود المبحوح، القيادى البارز فى حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، أكدت شرطة دبى أن الهويات المستخدمة فى الجريمة ليست مزورة، وأنها ستكشف عن مفاجآت جديدة «لا يمكن الشك فيها نهائياً» تؤكد تورط إسرائيل بنسبة 99%. وبعد أن استدعت لندن السفير الإسرائيلى لديها أمس الأول لطلب توضيح بشأن استخدام جوازات سفر بريطانية فى اغتيال المبحوح فى دبى، اتخذت أيرلندا الخطوة ذاتها.. وقال وزير الخارجية الأيرلندى مايكل مارتن «إن استخدام جوازات السفر المزورة فى عملية اغتيال محمود المبحوح فى 20 يناير الماضى فى أحد فنادق دبى هو حادث بالغ الخطورة». وكانت شرطة دبى اتهمت الاثنين 11 شخصا يحملون جوازات سفر أوروبية (3 أيرلنديين و6 بريطانيين وفرنسيا وألمانيا) باغتيال المبحوح، أحد مؤسسى الجناح العسكرى لحركة حماس. وفيما أعلن رئيس الوزراء البريطانى جوردون براون أنه من المقرر أن تجرى بلاده تحقيقا شاملا فى جوازات السفر «المزورة» فى الجريمة، فتحت النمسا تحقيقا أيضا فى قيام فريق اغتيال المبحوح باستخدام أراضيها فى التخطيط للجريمة. وذكرت صحيفة سوددويتشى تسايتونغ التى تعتبر صحيفة موثوقا بها ومتخصصة فى الشؤون الأمنية أنه تم إنشاء غرفة فى النمسا لقيادة عملية الاغتيال ولم يتكلم أعضاء فريق الجريمة مع البعض الآخر مباشرة بل عن طريق هذه الغرفة بخلاف أنهم استخدموا خطوط هواتف نمساوية مشفرة. وفى دبى، أوضح الفريق ضاحى خلفان القائد العام لشرطة دبى أن هناك أدلة أخرى تمتلكها شرطة دبى بخصوص اغتيال محمود المبحوح، بخلاف الأشرطة والصور التى تم الإعلان عنها، وأن الأيام المقبلة ستحمل المزيد من المفاجآت، التى لا يمكن الشك فيها نهائياً. وقال قائد شرطة دبى لصحيفة «ذا ناشيونال» الإماراتية الناطقة بالإنجليزية: «تحقيقاتنا تكشف أن الموساد ضالع فى قتل المبحوح بنسبة 99% إن لم يكن 100%». واعتبر أن الجريمة دولية لأنها تمس دولاً أوروبية وعربية أخرى وليست الإمارات فحسب، مؤكدا أن جوازات الدول ال4 الأوروبية المعنية فى القضية صحيحة وليست مزورة. وأضاف خلفان: «المتهمون بارتكاب الجريمة ومن وراءهم يتسمون بالغباء الكبير لأن الفيديو رصد تحركاتهم واستراتيجيتهم وخططهم وأهدافهم ثانية بثانية أمام العالم أجمع». وأكد مصدر بشرطة دبى أن كاميرات المراقبة سجلت وجود امرأة ثانية ضمن المجموعة، شاركت فى عمليات رصد المبحوح خلال وجوده بالفندق، مضيفاً أن قيادى حماس كان يوم مقتله ماراً فى دبى بطريقه إلى السودان، ومنها إلى الصين. وفى حين لم تؤكد إسرائيل أو تنفى علاقتها بالجريمة، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن الحكومة الإسرائيلية بدأت حملة لتحويل كل إسرائيلى مسافر إلى الخارج بل حتى كل يهودى فى نهاية الأمر إلى مندوب علاقات عامة متجول، فى محاولة لتحسين صورتها الدولية. ومع تصاعد مؤشرات تورط الموساد فى الجريمة طالب بعض المسؤولين الإسرائيليين بإقالة رئيس جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلى (الموساد) مئير داغان، ولكن الأخير أعلن أنه لا ينوى الاستقالة من منصبه على خلفية الأزمة الدبلوماسية مع بريطانيا وأيرلندا فى قضية اغتيال المبحوح.