بغض النظر عن كونه حدث سنوي مهم ينتظره الملايين، فإن زيارة معرض الكتاب فكرة قد تصيب البعض أحياناً بأعراض غريبة، تبدأ من القلق والتوتر وتنتهي بالرعب أحياناً لمن يزورونه لأول مرة، ليس فقط لوجوده في منطقة مزدحمة جداً كمدينة نصر، ولكن أيضاً لمساحته الشاسعة، وتقسيماته المربكة للزوار. لكن ذلك القلق أو الرعب سيختفي تماماً إن علمت أن لمعرض الكتاب نظام لا يعرفه سوى زواره المحترفين، وفيما يلي خبرة زائر محترف لمعرض الكتاب. الوصول للمعرض تخصص هيئة النقل العام سنوياً أوتوبيسات لنقل زوار المعرض من ميادين التحرير ورمسيس والعتبة والعباسية، غير أن الاعتماد على تلك الأوتوبيسات لن يكون أفضل ما يمكنك فعله، ففضلاً عن ندرتها الشديدة فهي دائماً مزدحمة، لذلك ينصح الزائر عادة باستقلال أحد الميكروباصات من ميدان عبد المنعم رياض والذاهبة إلى بوابة صلاح سالم، أو ميكروباصات ميدان رمسيس الذاهبة إلى بوابة ممدوح سالم، وينصح الشروق قراءه بدخول المعرض عن طريق بوابة ممدوح سالم لأنها الأقرب إلى أجنحة أعرق دور النشر المصرية. التجول في المعرض خريطة مفصلة لأجنحة المعرض عند الدخول من بوابة ممدوح سالم (بوابات 1و10و11) سيجد الزائر عن يمينه وعن يساره جناحي دار الشروق ومكتبة مدبولي، بالإضافة إلى جناح الجامعة الأمريكية وجناح الدار المصرية اللبنانية، سيجد الزائر أيضاً قاعة عرض 13 وهي مختصة بالكتب التعليمية والمراجع الاجنبية. عند التقدم في المعرض سيجد الزائر نفسه في المنطقة التي تحوي صالات عرض (7،6،5،4،3،2) في سراي 2 ستجد دار أطلس للنشر (الناشرة لأعمال الكاتب الساخر عمر طاهر)، بالإضافة إلى دار اقرأ المهتمة بصفة خاصة بنشر أعمال المدونين المصريين. في سراي 4 توجد منشورات المؤسسات التابعة لوزارة الثقافة، مثل المركز القومي للترجمة والهيئة العامة لقصور الثقافة جنباً إلى جنب مع جناح دار ميريت صاحبة الإصدارات المميزة. في سراي 5 توجد أجنحة المؤسسات القومية مثل الأهرام ودار الهلال وأخبار اليوم. تتميز دار الهلال بسلاسل الروايات التي تصدرها منذ ستينات القرن الماضي، والتي نشر من خلالها مجموعة كبيرة من الروايات المهمة مصرياً وعربياً وعالمياً. في سراي 6 توجد دور النشر الجامعية، مثل مكتبة الأنجلو الناشر الأهم للمسرحيات والروايات المقررة على أقسام اللغة الإنجليزية بكليات الآداب، ودار إلياس صاحبة قواميس إلياس الشهيرة. في سراي 7 توجد دور النشر العربية مثل الآداب والساقي اللبنانيتين، وورد السورية وأزمنة الأردنية. تتميز الإصدارات في تلك السراي تحديداً بندرتها طوال العام في المكتبات المصرية. على يمين السلم المؤدي إلى صالات العرض (7،6،5،4،3،2) سيجد الزائر أمام المسجد سراي ألمانيا ب، والتي تحتوي - مثل سراي 7 - على دور النشر العربية، مثل دار رياض الريس اللبنانية ودار المدى العراقية، هذا بالإضافة إلى مركز دراسات الوحدة العربية الذي ينفرد بنشر أبحاث شديدة الأهمية لأبرز الأكاديميين العرب على غرار محمد عابد الجابري وعزمي بشارة. خلف سراي ألمانيا ب سيجد الزائر منطقة سور الأزبكية، حيث سوق الكتب القديمة والمستعملة بأسعار رخيصة نسبياً، ويجب التنبيه هنا إلى أنه مهما بدت أسعار الكتب رخيصة، فلا تنس مساومة البائع على الثمن، وتمهل في البحث قدر الإمكان لأنك لن تتوقع أبداً ما يمكنك العثور عليه عند باعة السور. هذه هي أهم الأماكن التي قد يحتاج الباحث عن الكتب للمرور بها أثناء زيارته للمعرض، أما بالنسبة للأنشطة فسيجد الزائر الخيام الثقافية إلى اليسار عند نهاية سور الأزبكية، وهي مؤخراً أفضل حالاً وتنظيماً مما كانت عليه من قبل. إن كنت زائراً محترفاً لمعرض الكتاب، شاركنا بخبرتك ونصائحك من أجل زيارة أسهل وأمتع للمعرض السنوي الكبير.
