أثارت نتائج الانتخابات المحلية فى إحدى المدن اليابانية موجة جديدة من القلق بشأن مستقبل العلاقات اليابانيةالأمريكية. فقد اختار سكان مدينة ناجو اليابانية عمدة جديدة للمدينة يعارض خطة انتقال القاعدة العسكرية الأمريكية فى جزيرة أوكيناوا اليابانية إلى مدينته، الأمر الذى يهدد بأزمة جديدة بين واشنطن وطوكيو. كانت الولاياتالمتحدةواليابان قد اتفقتا منذ 4 سنوات على نقل قاعدة فوتنما الجوية الأمريكية فى جزيرة أوكيناوا من قلب الجزيرة إلى مدينة ناجو ذات الكثافة السكانية المنخفضة. تأتى بوادر الأزمة الجديدة بين الولاياتالمتحدةواليابان فى الوقت الذى نسبت فيه صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى خبراء عديدين القول إن الدبلوماسية الصينية تسعى فى الفترة الحالية إلى توطيد العلاقات مع اليابان، مستغلة بذلك الخلافات بين طوكيو وواشنطن حول القواعد العسكرية الأمريكية فى اليابان. وذكرت الصحيفة أن زيارة وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس لليابان فى أكتوبر الماضى ولقائه بقادة البلاد الجدد بعد انتصارهم التاريخى فى الانتخابات، جاءت للضغط بقوة من أجل التوصل إلى اتفاق حول القاعدة العسكرية الأمريكية فى اليابان، وهو الأمر الذى وصفته وسائل الإعلام اليابانية بأنه نوع من التهديد. وأشارت الصحيفة إلى الفارق بين زيارة جيتس الجافة والاستقبال الودود الذى تلقاه الوفد اليابانى رفيع المستوى منذ شهرين فى الصين، الخصم التاريخى لليابان، حيث اتخذ الرئيس الصينى، هو جينتاو، مبتسما صور فردية مع أكثر من مائة مشرع يابانى، وصافح بصبر كل واحد منهم فى عرض مؤثر للدبلوماسية الشاملة. من ناحيته، قال دبلوماسى عربى فى طوكيو ل«الشروق» إن «الحزب الديمقراطى اليابانى الحاكم يسعى لتعزيز العلاقات مع أمريكا لكى تكون أكثر ندية فى محاولة لتحسين شروط هذه العلاقة». واستبعد الدبلوماسى الذى رفض الكشف عن اسمه حدوث فجوة فى العلاقات اليابانيةالأمريكية على خلفية أزمة القاعدة العسكرية الأمريكية، مبررا ذلك بإدراك الطرفين لحدود التوتر والخلاف بينهما. وعلى الصعيد الأسيوى، يرى الدبلوماسى العربى إنه «بالفعل تسعى اليابان لإعادة تعريف دورها خاصة فى الدائرة الآسيوية وهو ما ظهر فى مبادرة اقترحها هاتوياما الذى تعهد بإيجاد مكان جديد لشرق آسيا على الساحة الدبلوماسية الدولية، بإقامة تجمع شرق آسيوى له عملته الموحدة على غرار الاتحاد الأوروبى ليضم اليابان والصين وكوريا الجنوبية، وهو الأمر الذى نظرت إليه الولاياتالمتحدة باستياء، واضطرت اليابان بدورها أن تعرب عن استعدادها فى النظر لضم دول أخرى لهذا التحالف من بينها الولاياتالمتحدة فى مرحلة مستقبلية». وأقر بإمكانية حدوث تقارب يابانى صينى ولكنه «سيبقى محكوما حدود المصالح المشتركة بين البلدين» مشيرا إلى دور الإرث الثقيل من المرارات التاريخية بين البلدين الذى خلفته الحروب فى الحد من آفاق التعاون بينهما».