«لا قيمة لإسرائيل دون القدس، ولا قيمة للقدس دون الهيكل».. بعبارة ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء إسرائيلى، تستشهد «مؤسسة القدس للوقف والتراث» على تصميم الإسرائيليين على هدم المسجد الأقصى لبناء هيكلهم المزعوم، محذرة من أن «2010 قد يكون عام كارثة الأقصى»، خاصة مع الانهيارات الأرضية المتوالية قرب المسجد. ففى تصريحات ل«الشروق» عبر الهاتف من داخل الخط الأخضر (الأراضى المحتلة عام 1948)، قال محمود أبوعطا المتحدث باسم المؤسسة، إن «ثمة تصاعدا فى الانهيارات الأرضية التى تسببها الأنفاق الإسرائيلية، حتى باتت شبه أسبوعية، إذ شهد حى سلوان بالقدس ثلاثة انهيارات منذ بداية الشهر الحالى حتى بات شبه معلق». وأوضح أبوعطا أنه «لا يوجد إحصاء دقيق لعدد الأنفاق، إلا أننا نقدرها بشبكة من نحو 40 نفقا، حيث إن إسرائيل تتستر على الكثير منها، خاصة تلك التى ستهدد الأقصى وغيره من الآثار الإسلامية بشكل مباشر، فالاحتلال يريد إنجازها بسرعة دون تحديات من المقديسيين إن اكتشفوا أمرها». وحذر من أن «إسرائيل تعتزم فى أواسط أبريل المقبل فرض كنس يهودى بالقوة باسم كنس الخراب قرب حائط البراق، الذى هو جزء من حائط الأقصى، كما تعتزم بعض أذرع مؤسسة الاحتلال الإعلان فى اليوم التالى عن بدء المشروع الفعلى لبناء الهيكل المزعوم». وتوجه أبوعطا إلى العالمين العربى والإسلامى، مؤكدا أن «المسجد فى أقصى درجات الخطر»، ومحذرا من «2010 سيكون عام كارثة الأقصى ما لم يتحرك العرب والمسلمون لوقف تهويد المدينةالمحتلة». ووقع أحدث انهيار قرب المسجد الاثنين الماضى فى حى سلوان وسط شارع سلوان الموصل إلى الأقصى، على مسافة نحو 300 متر من المسجد. وفى بيان على موقعها الإلكترونى، نقلت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» عن شهود عيان، بينهم جواد صيام من لجنة الدفاع عن حى وادى حلوة فى سلوان، قولهم إن «الانهيار وقع بالضبط فوق نفق تحفره المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية، وقد كشف عن إنشاءات الأنفاق التى تحفرها إسرائيل». وبينت المؤسسة أن الانهيار أدى إلى حدوث حفرة بطول أربعة أمتار وعرض ثلاثة أمتار وعمق نحو متر. وحذرت من أن «تكرار حدوث الانهيارات يؤكد اتساع رقعة الحفريات الاحتلالية، وفى نفس الوقت يؤكد خطورتها على سلوان وعلى المسجد الأقصى». وأفادت بأن «لديها معلومات تؤكد أن الاحتلال يسارع فى حفر الأنفاق بهدف ربطها بعضها ببعض، لتصل إلى البلدة القديمة بالقدس وإلى أسفل المسجد الأقصى». كما أن «الاحتلال يصعّد من الاستيطان والتهويد فى سلوان وفى محيط المسجد الأقصى، بمعنى أنه يسعى إلى تهويد باطن الأرض وما فوق الأرض، ناهيك عن محاولات تطويق المسجد الأقصى بالحدائق التوراتية التلمودية من جهة وبالكنس اليهودية من جهة أخرى، وكل ذلك فى مسعى خطير لتهويد محيط الأقصى، ومحاولة لبناء هيكل أسطورى مزعوم على حساب الأقصى»، وفقا لبيان «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث». ويتهم النشطاء الفلسطينيون المدافعين عن الأقصى إسرائيل بالسعى من وراء هذه الأنفاق إلى إضعاف الأرض تحت المسجد وفى محيطه، بحيث ينهار مع أول هزة أرضية، وليبدو الأمر وكأنه كارثة طبيعية. وفى تصريحات لإذاعة «صوت فلسطين»، اتهم وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطينى محمود الهباش، الاحتلال ب«العمل على خلق واقع جديد فى مدينة القدس، وبمحاولة تهديد المقدسات الإسلامية والمسيحية والعربية فى المدينة من أجل تهويدها». وحذر من أنه «إذا لم يتدخل المجتمع الدولى لوقف هذه الحفريات فإن هناك خطورة شديدة تهدد المسجد الأقصى وجميع المبانى فيه، لاسيما الأسوار وقبة الصخرة المشرفة»، داعيا العرب والمسلمين إلى التحرك لإنقاذ المسجد الأقصى من الانهيار.