قالت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، إن مصر تواجه تحديًا كبيرًا في مجابهة أزمة التغيرات المناخية وتداعياتها، وما يتردد عن غرق الدلتا وعلى رأسها مدينة الإسكندرية هو نظريات متعددة، وقضية غرق الشواطئ لا تتعلق بالإسكندرية فقط، فهناك سيناريوهات تتحدث عن ظاهرة ارتفاع منسوب مياه البحر وغرق بعض المدن نتيجة للتقلبات المناخية. وأضافت الوزيرة -عبر الفيديوكونفراس، خلال مؤتمر "التغيرات المناخية وتأثيرها على الإسكندرية"، الذي نظمه جمعية محبي الإسكندرية- أن مصر لديها خطة كبرى لحماية الشواطئ والمحافظات والمدن الساحلية ومنع تأثرها بأي تداعيات. وأكدت أن إفريقيا من أكثر القارات تعرضا للتداعيات السلبية، ومصر على وجه الخصوص -على الرغم من أنها أقل دول العالم التي يخرج منها انبعاثات ضارة تسبب التغير المناخي- وهو ما دفع الحكومة المصرية إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات والبرامج والسياسات الجادة والفعّالة للتكيف مع التغيرات المناخية المُستجدة، ومجابهة انعكاساتها السلبية على مختلف القطاعات الاقتصادية. وأوضحت أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أكد خلال قمة "جلاسكو" موقف مصر من قضية المناخ، باعتبارها ممثلة للقارة الإفريقية، حيث تهدف إلى أن تكون المشروعات الخضراء 100% عام 2030، مؤكدة أن التغيرات المناخية أصبحت من أهم القضايا التي تؤثر على مسارات التنمية، وهو ما دفع إلى إعداد خريطة تفاعلية تستقبل السيناريوهات العالمية، وتكشف الأماكن الجيدة للاستثمار على مستوى الجمهورية، وذلك قبل استضافة مصر لمؤتمر "قمة الأطراف ال27 للتغيرات المناخية عام 2022 بمدينة شرم الشيخ". وأكدت أن الدولة تبذل قصارى جهدها لمواجهة التغييرات المناخية وتأثيراتها، عبر التوسع في زراعة المسطحات الخضراء، إلى جانب التوسع في استخدام بدائل للطاقة للمتجددة، وأنها من أوائل الدول التي يوجد لديها خريطة تكشف مدى تأثر المناطق المهددة بهذه التغيرات. ومن جانبه، قال الدكتور حسام مُغازي، وزير الموارد المائية والري الأسبق، إن التغيرات المناخية لها دور كبير في التأثير على مستقبل مصر المائي، موضحًا أن نصيب الفرد وصل ل650 مترا مكعبا بعد أن كان 1500، مشيرًا إلى أن الوعي المائي لا زال مفقود لدى الكثير، وأن ذلك يظهر بوضوح في السلوكيات اليومية للفرد، مؤكدًا أن المدن الساحلية مُعرضة للخطر، لتأثير التغيرات المناخية على مصر. وطرح بعض السيناريوهات للوضع المائي في مصر، الأول "تفاؤلي"، حيث إن التغيرات المناخية قد تكون بالموجب بنهر النيل في مصر، والآخر "تشاؤمي"، حيث إن دلتا نهر النيل تواجه هبوطا، بسبب تأثير الطمي، فضلا عن التيارات المائية الشاطئية على البحر المتوسط وتعرضها للتآكل، وكذلك الضخ المكثف للغاز الطبيعي والبترول في حوض البحر المتوسط. وعن مستقبل مصر في ظل العجز المائي، قال: نقوم بتدبير موارد المياه غير التقليدية مثل تحلية مياه البحر، وهناك مشروعات سيتم افتتاحها العام المقبل ستساعد بفعالية في الحد من العجز المائي، مقترحا استخدام مياه وادي مريوط في المشروعات القومية، حيث إن معالجة المياه يعمل على سد عجزها في الإسكندرية، مشيرا إلى أن مصادر المياه المغذية لوادي النطرون، جزء منها من مياه الأمطار والسيول. واقترح عمل محطة على وادي بحيرة مريوط تعالج 400 ألف متر مكعب، وهو مقترح أسهل كثيرًا من تحليه مياه البحر، مشيرًا إلى أن الموارد غير التقليدية أصبحت مصدرًا لسد العجز، ومنها ما تقوم به الدولة حاليًا، مُشددًا على ضرورة التوسع في تحلية مياه البحر والآبار. وخلال كلمته، وصف محافظ الإسكندرية، اللواء محمد الشريف، من أشاروا إلى أن الإسكندرية ستغرق بأنهم "سوداويين"، فهناك أيضًا علماء قللوا من تلك الآثار، لذا يجب عدم الاعتداد بكلام رئيس وزراء بريطانيا قائلاً: "مصر محمية من الله، ومش هيفرق معانا هما بيقولوا إيه"، مؤكدًا أنه على موعد مع عمدة مارسيليا ومسؤولي الأقاليم المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط؛ لمناقشة الأمر. وعن غرق الإسكندرية بمياه الأمطار كل عام، أشار إلى أن دمج شبكة الأمطار والصرف الصحي معًا تسببت في ذلك، خاصة وأن عملية الدمج كانت بدون دراسة، لافتا إلى أن كمية الأمطار سقطت في أحد الأيام أكثر من 19 مليون متر مكعب، ورغم ذلك تعاملت المحافظة بأجهزتها المختلفة مع الأمر، وتم عقد عدة لقاءات مع رئيس مجلس الوزراء عقب ذلك. ولفت إلى أن الدراسات التي تجرى مع كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، والتنبؤات والخرائط والأقمار الصناعية، تؤكد أن الأمطار ستزيد كل عام، وستصل إلى 10 أضعاف ما نواجهه حاليًا، لكن المشاريع التي تجريها المحافظة الآن تهدف للتعامل مع مستجدات 50 عامًا مُقبلة، قائلا: "نخوض حربًا حتى نصل للنتيجة الحالية في التعامل مع النوات". وأشار إلى المناطق العشوائية والقرى التي وصفها بأنها "تحت الأرض بمتر وتعيش أجواء قاسية"، نعاني منها بسبب العشوائيات المستمرة منذ عشرات السنين، وزادت بعد عام 2011 لتقضي على البنية التحتية، قائلا: "هناك الكثير من المشروعات ستشهدها محافظة الإسكندرية خلال الفترة المقبلة".