تحرك جديد.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 21 مايو قبل اجتماع البنك المركزي    كيف أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي؟.. مصطفى أبوزيد يجيب    المجلس التصديري للملابس الجاهزة: نستهدف 6 مليارات دولار خلال عامين    جهاز تنمية القاهرة الجديدة يؤكد متابعة منظومة النقل الداخلي للحد من التكدس    مصطفى أبوزيد: المؤسسات الدولية أشادت بقدرة الاقتصاد المصري على الصمود وقت كورونا    نشأت الديهي: قرار الجنائية الدولية بالقبض على نتنياهو سابقة تاريخية    جونسون: الكونجرس على استعداد لاتخاذ إجراءات ضد الجنائية الدولية    «بطائرتين مسيرتين».. المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف هدفًا حيويًا في إيلات    إيران تحدد موعد انتخاب خليفة «رئيسي»    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 21-5-2024 والقنوات الناقلة    دونجا: سعيد باللقب الأول لي مع الزمالك.. وقمت بتوجيه رسالة شكر ل ياسين لبحيري    حسين لبيب: أطالب جماهير الزمالك بالصبر وانتظروا بشرى سارة عن إيقاف القيد    إجازة كبيرة رسمية.. عدد أيام عطلة عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات لموظفين القطاع العام والخاص    ضحية جديدة لأحد سائقي النقل الذكي.. ماذا حدث في الهرم؟    عاجل.. إخلاء سبيل أبو الحسن بكفالة 10 آلاف جنيه    حقيقة ما تم تداوله على "الفيس بوك" بتعدي شخص على آخر وسرقة هاتفه المحمول بالقاهرة    رصد الهلال وتحديد موعد عيد الأضحى 2024 في مصر    مشيرة خطاب تشارك مهرجان إيزيس في رصد تجارب المبدعات تحت القصف    وزير الصحة يطمئن أطقم المنشآت الطبية بشأن القانون الجديد: «لن يضار أحد»    أطعمة ومشروبات ينصح بتناولها خلال ارتفاع درجات الحرارة    صلاح يرد على جدل رحيله عن ليفربول: "مشجعونا يستحقوا أن نقاتل مثل الجحيم"    رئيس الحكومة البولندية يشن هجوما عنيفا على رئيس بلاده بسبب الرئيس الإيراني الراحل    وزير الصحة: القطاع الخاص قادر على إدارة المنشآت الصحية بشكل أكثر كفاءة    بحضور 20 وزارة .. ورش عمل وحلقات نقاشية تكشف أبرز مخاطر الأمن السيبراني خلال «كايزك 2024»    على باب الوزير    الكشف عن روبوت دردشة يستخدم التعبيرات البشرية    المتهمون 4 بينهم جاره.. شقيق موظف شبين القناطر يروي تفاصيل مقتله بسبب منزل    "وقعت عليهم الشوربة".. وفاة طفل وإصابة شقيقته بحروق داخل شقة حلوان    متى تنتهي الموجة الحارة؟ الأرصاد الجوية تُجيب وتكشف حالة الطقس اليوم الثلاثاء    ياسر حمد: ارتديت قميص الزمالك طوال الليل احتفالا بالكونفدرالية.. ووسام أبو علي لاعب رائع    أونانا: سنقاتل بكل قوة من أجل التتويج بالكأس ورد الجميل للجماهير    شارك صحافة من وإلى المواطن    غادة عبدالرازق أرملة وموظفة في بنك.. كواليس وقصة وموعد عرض فيلم تاني تاني    حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج الجدي الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    عمرو أديب عن وفاة الرئيس الإيراني في حادث الطائرة: «إهمال وغباء» (فيديو)    طبيب الزمالك: إصابة حمدي مقلقة.. وهذا موقف شيكابالا وشحاتة    رودري يكشف سر هيمنة مانشستر سيتي على عرش الدوري الإنجليزي    بدون فرن.. طريقة تحضير كيكة الطاسة    "عبد الغفار": 69 مليون مواطن تحت مظلة منظومة التأمين الصحي    بشرى سارة.. وظائف خالية بهيئة مواني البحر الأحمر    أزمة الطلاب المصريين في قرغيزستان.. وزيرة الهجرة توضح التطورات وآخر المستجدات    نقيب المهندسين يشارك بمعرض تخرج طلاب الهندسة بفرع جامعة كوفنتري بالعاصمة الإدارية    المصريين الأحرار بالسويس يعقد اجتماعاً لمناقشة خطة العمل للمرحلة القادمة    رياضة النواب تطالب بحل إشكالية عدم إشهار 22 ناديا شعبيا بالإسكندرية    تكريم نيللي كريم ومدحت العدل وطه دسوقي من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية    وزير الرى: اتخاذ إجراءات أحادية عند إدارة المياه المشتركة يؤدي للتوترات الإقليمية    ليفربول يعلن رسميًا تعيين آرني سلوت لخلافة يورجن كلوب    مدبولي: الجامعات التكنولوجية تربط الدراسة بالتدريب والتأهيل وفق متطلبات سوق العمل    وزير العدل: رحيل فتحي سرور خسارة فادحة لمصر (فيديو وصور)    الشرطة الصينية: مقتل شخصين وإصابة 10 آخرين إثر حادث طعن بمدرسة جنوبى البلاد    حكم شراء صك الأضحية بالتقسيط.. الإفتاء توضح    المالديف تدعو دول العالم للانضمام إلى قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خالد داغر مدير البيت الفنى بالأوبرا:المؤلف الموسيقى مثل الممثل عليه أن يجيد تقديم كل الأنماط
نشر في الشروق الجديد يوم 21 - 08 - 2021


أنا عازف تشيللو فى المقام الأول وأتمنى أن أظل كذلك
«الفصل الموسيقى» مشروع يهدف إلى الوصول للمواهب فى الأقاليم
** «أبلكيشن الأوبرا» هو الحل الأمثل للتغلب على سعة المسارح
** تنقية البرنامج من الشوائب أهم إنجاز خلال عام من عملى ب«البيت الفنى»
** لدينا الآن عازفون أفضل فى المستوى من عصور مضت
** الغرب وصف أبى عبده داغر أنه موسيقار من أمة القرآن تتلبسه أرواح العظام
بمجرد ذكر اسم داغر، فى أى مكان، فأنت تذهب سريعا إلى الرمز الموسيقى الكبير عبده داغر، صاحب المدرسة الموسيقية التى أبهرت العالم الغربى، والذى قال فيه «موسيقار من أمة القرآن تتلبسه أرواح الموسيقيين العظام».
ولأن اسم داغر هو ماركة عالمية أو «براند» كان من الطبيعى أن يقدم لنا موسيقى يحمل جيناته ونفس المواصفات، هو ابنه الدكتور خالد داغر، فإذا كان الأب اكتفى بأن يعلم نفسه علوم الموسيقى حتى أصبح له منهج خاص به، فالابن قرر منذ الصغر أن يغلف موهبته بالعلم حتى أصبح أستاذا لآلة التشيللو فى كونسرفتوار القاهرة، وبالتالى جمع بين مدرستين: الشرقية الاصيلة التى تعلمها عن والده والغربية والتى كان للعلم دور كبير فى تعلمه إياها، لم يكتفِ خالد بأن يصبح عازفا أو أستاذا لكنه احترف ايضا التأليف الموسيقى حتى اصبح من أعمدة مؤلفى موسيقى الدراما والسينما، وعندما تستمع إلى أعماله تجدها تتمتع بحرفية شديدة وجرأة فى التناول.
ومنذ عام أو اكثر قليلا توج مشواره الوظيفى كاستاذ فى الاكاديمية والفنى، بتقلده منصب مدير البيت الفنى لدار الاوبرا وهذا المنصب هو عصب الاوبرا؛ لأنه معنى بوضع البرنامج السنوى ومتابعة تنفيذ الانشطة والاتصال بالفرق والنجوم للمشاركة فى فعاليات الاوبرا المختلفة.
بدأت الحوار مع دكتور خالد داغر من المحطة الأولى وقال:
التحقت بمعهد الكونسرفتوار بالمصادفة، والدى رحمة الله عليه لم يخطط لكى التحق به، لكن شقيقتى الكبرى التحقت بمعهد الموسيقى العربية، واكتشفت أثناء ذهابها للدراسة، أن الكونسرفتوار يبدأ من 3 ابتدائى أى فى عمر 9 سنوات، عرضت على والدتى الفكرة وأعجبت بدراسة الموسيقى، كنت أحبها، لأننى ولدت فى منزل الأب دائم التدريب على الكمان، لديه تلاميذ يحضرون إليه من كل الدنيا ومن هنا عشقت الموسيقى، وفكرة أن ترى العزف كيف يخرج من الآلة الموسيقية شغل تانى، انت ترى الآلة تخرج صوت اغنية تقول لنفسك «انا سامعها» من قبل، وقتها كنت فى 5 ابتدائى وهذه السن لا يجوز فيها دراسة أى آلة وترية، وبالتالى درست الكورنو وهى آلة نفخ، ودائما السن الأكبر يذهب إلى آلات النفخ او الغناء.
** هل شجعك والدك على دراسة هذه الآلة؟
وقتها نعم، وكان يحضر لى صولوهات لشعبان أبوالسعد حتى أحبها، ودرستها سنتين.
** كيف انتقلت إلى التشيللو؟
بالمصادفة التقيت بالدكتور اشرف شرارة وكان يقف فى المعهد مع استاذى لآلة الكورنو، وعندما علم أننى ابن عبده داغر اندهش أننى أدرس آلة نفخ، نظر إلى أصابعى وقال: أنت من الممكن أن تصبح عازف تشيللو كويس، من هنا بدأت التفت إلى هذه الآلة وقررت أن أدرسها، وكان الشرط الوحيد أن أدرس ما درسه زملائى فى المنهج خلال أربع سنوات فى أشهر الصيف، وبالفعل قبلت التحدى ونجحت ومن هذا الوقت ارتبطت بالتشيللو.
** الغريب أن ترتبط بالتشيللو لمجرد أن الدكتور شرارة وجهك إليه فى حين أنك لم ترتبط بالكمان وعندك أستاذ الكمان فى البيت؟
عجبنى جدا صوت التشيللو وعندما تستمع له تشعر انه حكيم وسط الآلات الوترية، صوته دائما مسموع، لو استغنيت عنه من بين الوتريات تشعر بان هناك فراغا، كما أن لديه مساحة من التعبير غير موجوده فى باقى الآلات.
**بعد التخرج قررت الاستمرار فى المعهد كأستاذ؟
بالفعل عملت دراسات عليا وكانت رسالة الماجستير بحث عن كونشرتو ادوارد ألجر، و هو من أهم الاعمال التى كتبت للتشيللو، ألفه فى 1914.
اما الدكتوراة كانت عن الاتجاهات المعاصرة فى التأليف، بعنوان «تقنيات الاداء المستحدثة فى بعض مؤلفات التشيللو فى النصف الثانى من القرن العشرين».
تحدثت فى بحثى عن الاتجاهات المعاصرة منذ خروج الموسيقى من الكنيسه، وبداية عصر الباروك، عن طريق بيفالدى وهندل وباخ، أبوالموسيقى الذى وضع قواعد الموسيقى دون قصد، فهو كان موهوبا يلعب بحرية، لأن الموسيقى عندما خرجت من الكنيسة اصبح هناك تحرر فى الاداء وهذا جعلهم يبتكرون مؤلفات بشكل مختلف، ثم وصلنا إلى الكلاسيكية عن طريق هايدن وموتسارت، كانت الفكرة انهم يؤلفون بنفس الاسلوب لكنهم اطلقوا العنان للاستعراض والامكانيات فى العزف، وانتقلت الموسيقى هنا إلى الكلاسيكية، ثم ظهر بيتهوفن الذى بدأ كلاسيكى ثم انتقل إلى الرومانتيكية، المؤرخون قالوا إن السيمفونية الثالثة لبيتهوفن «رويكا» هى النقله الحقيقة للرومانتيكية، ثم وصلنا إلى الاتجاهات المعاصرة؛ حيث كل مؤلف له اتجاه فى الكتابة الموسيقية، بعضهم كان يستخدم رموز، أغلبها كانت أفكارا فلسفية منقولة من الفن التشكيلى، والفكرة بصفة عامة كانت تعنى أن أترك للعازف الحرية فى الإبداع، حتى إن بعض العازفين عندما كانوا يعزفون كانوا فى كل مرة يضيفون للمقطوعة اشكالا مختلفة. هنا اصبح الابداع فى حالة تجدد لا نهائى.
** على مستوى الطلاب هل حاولت أن تطبق هذا الفكر المتحرر؟
الدراسة فى الكونسرفتوار فى مراحل معينة لابد أن يلعب الطالب كل الاتجاهات الموسيقية، بداية من الباروك، لكن هناك مناطق لا يوجد بها تحرر عندما يعزف لباخ مثلا لا حرية هنا، لكن عندما اصل بهم إلى الاتجاهات المعاصرة يلعب كما يشاء، لابد ان يكون الطالب لديه شخصية ووجهة نظر، وأنا شخصيا لا انحاز إلى التلقين فى الموسيقى، الاتجاهات المعاصرة كما قلت أطلقت العنان حتى أصبح هناك تأليف بالرسم البيانى.
** المعاهد الموسيقية فى الفترة الحالية هل لديها قدرة على ضخ مواهب حقيقية للسوق؟
الكونسرفتوار كنموذج مازال يحافظ على مستواه، لدينا طلبة على مستوى عال، ومن الممكن أن يلتحقوا بأى مكان فى العالم.
** لكننا نشعر أن بعض الفرق الموسيقية ليست فى مستوى القديمة؟
بالعكس لدينا نفس المستوى وربما افضل، لكن أى فرقة لا تعتمد على مستوى اول فقط، لابد أن يكون هناك اكثر من مستوى.
زمان كانت البروفات تستمر لمدة شهر، وهذا الكم من البروفات يدوب الفروقات بين العازفين، الآن بروفتان او ثلاثة ثم الحفل، فى الاستوديو العازف يجلس نصف ساعة وينتهى العمل.
** لكن الاستوديو الأمر مختلف؟
بالتأكيد لأننا نتملك تكنولوجيا تحسن من الاداء، لكن دائما لا تنسى ان عازف الاستوديو لابد ان يكون استاذا فى العزف.
** إذن أين المشكلة؟
المشكلة فى عدد الملتحقين بالمعاهد، تراجع بشكل كبير؛ لأن الموقع الجغرافى للاكاديمية قلل من عدد الملتحقين بها، فى السبعينيات و الثمانينيات كان أمر الالتحاق بها هينا، الآن الوصول لها من القاهرة صعب، بسبب الزحام، والامتداد العمرانى، كما أننا لا نستطيع الوصول إلى اكبرعدد من المواهب فى الاقاليم.
** والحل؟
قدمت مشروعا خلال وجود الدكتور اشرف زكى على رأس الاكاديمية، ملخصه، عمل فصول موسيقية فى بعض مدارس المحافظات، يعمل بها خريجو الاكاديمية ممن لا يعملون فى الفرق الموسيقية، على ان يلتحق بتلك الفصول كل المواهب فى المحافظات.
طالب الاكاديمية يدرس طوال الاسبوع ثلاث ساعات فقط مواد موسيقية حصتان للآلة، ومثلها صولفيج، وباقى الاسبوع دراسة عادية، وبالتالى يمكن تدريس هذا الامر خلال مراحل التعليم المختلفة.
** لكن المدارس الآن لا يوجد بها حصة موسيقى كيف تدرس منهجا؟
حصة الموسيقى امر مختلف، لأنها تنمى التذوق، لكن مشروعى هو تهيئة الجو للمواهب لكى تدرس ما تريد، لأن الطالب هنا سوف يأتى برغبته لكى يكون موسيقيا متخصصا، واختيار الطالب عن طريق نفس الاختبار الذى يخضع له طالب الكونسرفتوار. وهذا الأمر يوفر الكثير من الأموال؛ لأن بناء معهد فى كل محافظة مكلف ويستغرق وقتا طويلا، كما أنه سوف يوفر الكثير للأسرة ونرفع عن كاهلها عناء السفر مع أبنائهم. أهم ما فى المشروع هو الوصول للمواهب الحقيقية فى مكانها والهدف الثانى تشغيل الخريجين. هناك ناس موهوبة تعيش وتموت دون أن تلتقى مع موهبتها. العدالة تقضى ان محب الموسيقى يدرسها فى مكانه فى الحى الذى يعيش فيه.
**كم طالب يلتحق بالكونسرفتوار سنويا؟
أقصى عدد نختاره كل عام لا يتجاوز ال30 طالبا فى كل الاقسام وهو عدد غير كاف لاحتياجات السوق.
** ما الذى يقدمه دكتور خالد داغر للطالب وغير موجود فى المنهج؟
منح كل طالب البرنامج الذى يناسب قدرته الاستيعابية، ثانيا تكوين الشخصية الموسيقية عند الطالب، لأن العازف لابد ان يكون له رأى ووجهة نظر، وفى أحيان كثيرة أتمنى من الطالب يقنعنى بوجهة نظرة المضادة لفكرى.
** ما الشىء المختلف فى عبده داغر والذى ميزه عن كل الموسيقيين؟
كان مصريا جدا فى جملته الموسيقية التى يؤلفها وخاصة فى تكنيك العزف، صعوبة التكنيك عنده تكاد تكون تماثل صعوبة موتسارت فى العزف، هو السهل الممتنع.
اما سبب تميزة فى التأليف انه عازف على مستوى عال جدا فى الاساس، وبالتالى كان يستطيع تنفيذ افكاره فى التأليف بسهولة، لذلك اعماله تدرس فى مصر وخارجها.
** كل هذا النبوغ الذى وصل له رغم أنه لم يدرس الموسيقى؟
صحيح كما انه لم يكن يقرأ النوتة، لكنه ولد فوجد والده عنده معهد وورشة للآلات الموسيقية فى طنطا، وبالتالى لم يكن فى حاجه إلى الدراسة، عندما ذهب إلى أوروبا واستمعوا اليه قالوا موسيقار من امة القرآن تتلبسه ارواح عمالقة الموسيقى العظام فى الغرب مثل هايدن موتسارت وبيتهوفن، ووجدوا أن موسيقاه تساوى موسيقاهم.
** هل فكرت فى اقامة معهد يحمل اسمه؟
فصل بيت الكمان المصرى فى الاوبرا، طبعا وأتمنى تنفيذه قريبا، خاصة ان اعماله تدرس كمنهج فى العديد من المعاهد داخل وخارج مصر، وتساهم فى تطور العازف.
** ما الذى أخذته من عبده داغر؟
هو أبويا و كل شىء بالنسبة لى، رحمة الله كان طيب القلب، على عكس ما كان يراه الناس، آراؤه حادة فى الحق وليس فى الشخصية، وكان يتفانى فى تعليم الناس، أجيال وأجيال من تلاميذه داخل وخارج مصر، هو فنان استثنائى. أخدت منه خبرات السنين، أذنى تربت على سماع الكبار، تربيت على سماع مدرسة موسيقية لم تكن لها شبيه، خرجت وجدته يعزف مع الشيخ محمد عمران والكثيرين من الكبار، وبالتالى اصبح لدى القدرة على الجمع بين التكنيك الغربى الذى درسته وتأليف الجملة الموسيقية المصرية، وهو الأمر الذى كان يتميز به.
**أول عمل موسيقى قمت بتأليفه ماذا كان رأيه؟
أعجب جدا به، وبالمناسبة هولم يكن مجاملا فى الموسيقى، وكان هناك عمل به صولو تشيللو، آخر حاجة استمع اليها موسيقى «القاهرة كابول»، واثنى عليها جدا.
** النقلة من العزف إلى التأليف كيف جاءت؟
كنت أعزف فى حفل، استمعت إلى مخرجة فلسطينية، كانت تستعد لعمل فيلم وطلبت منى مقطوعة ثلاث دقائق، وافقت خاصة اننى كنت سجلت كعازف اعمال مع عمر خيرت وعمار الشريعى وياسر عبدالرحمن، وكان عندى خبرة من خلالهم، عندما نفذت هذا العمل ولدت بداخلى روح ثانية، وحالة من الاستمتاع لم أصل اليها، ثم عرض على مسلسل الحارة لنيللى كريم فى 2010 إخراج سامح عبدالعزيز، وهو مخرج محب للموسيقى، ثم فيلم «صرخة نملة»، و«حلاوة روح»، «الليلة الكبيرة» قدمت فيه تجربة جديدة أخذت ابتهال للنقشبندى وقمت بوضع صوته فى إطار أوركسترالى.
** كيف تعمل على أى عمل درامى يعرض عليك؟
فى البداية لابد أن أجلس مع المخرج أعرف اتجاهه، أصل معه إلى الشكل الموسيقى والاسلوب الذى يفضله، وعلى هذا الاساس أبنى الشكل الموسيقى الذى أعمل عليه، المؤلف الموسيقى مثل الممثل لابد أن يجيد تقديم كل الاشكال والانماط، المؤلف الموسيقى نفس الامر، لابد ان يكون لديه التنوع الشرقى، كلاسيك، جاز، شعبى... إلخ، أنا لا أحب أن أفرض شكلا واحدا على الناس، وكما ذكرت كل مخرج يرى الموسيقى بوجهة نظر غير الآخر، فى مسلسل «أرض النفاق» لمحمد هنيدى، عملت موسيقى فى البداية وغيرتها بعد أن تغير المخرج، لأن سامح عبدالعزيز بدأ المسلسل ثم جاء ماندو العدل استكمله، وهنا صنعت موسيقى مختلفة تماما غير الأولى، تناسب رغبة ماندو.
** هل هذا معناه أن بعض واضعى الموسيقى التصويرية يعمل بوجهة نظر المخرج حتى لو ضد قناعاته؟
من الممكن أن يحدث، لأن المخرج هو من يجلس على المونتاج والتصوير فهو المسئول عن العمل، وبالمناسبة هناك نوع آخر يترك الأمر للمؤلف الموسيقى، وهذا يكون مريحا إلى حد ما.
المخرج فى النهاية هو المسئول عن العمل هو من يقوم بالمونتاج والتصوير، وهناك نوع آخر يترك لك حرية الاختيار، والعمل فى النهاية جماعى لابد أن يلقى قبولا من الجميع.
** هل التقيت مع مخرج لا يحب أن تكون الموسيقى بطلا فى العمل؟
محمد دياب عندما عملت معه فى فيلم « اشتباك» طلب أن تكون الموسيقى عبارة عن أصوات تشبه تكوينا صوتيا يعبر عن حالة الصورة لا يريد توزيعا أو آلات وترية أو جملا موسيقية.
فى مشهد عربية الترحيلات على سبيل المثال، استعنت بعازف فلوت ألمانى، وطلبت منه أن يكون العزف عبارة عن هواء داخل وخارج، نغمات طالعة ونازلة، كأنه شخص يختنق حتى يعبر عن الحالات الموجودة داخل السيارة وتعانى من الاختناق نتيجة تسرب الغاز المسيل داخل سيارة الترحيلات، فى النهاية أردت أن أقول كل مخرج له مدرسة.
عمل آخر مثل فيلم «البدلة» اخترت أنا وماندو أن تكون الموسيقى فى إطار كوميدى.
**عندما تقرأ السيناريو هل من الممكن أن يكون هناك مشهد معين هو صاحب فكرة ميلاد العمل موسيقيا؟
أقرأ العمل وأكوّن صوتا بداخلى للسيناريو، وهناك اعتبارات لابد أن أهتم بها مثل المكان، المناظر. الأهم تكوين فكرة للاصوات اصنع منها جملة من خلالها ابنى عليها موسيقى العمل.
فى «القاهرة كابول» دار نقاش بينى وبين المخرج حسام على، وطلب ان تكون هناك جملة موسيقية بسيطة تخرج من السيدة زينب؛ حيث تدور الاحداث فى مصر وعندما تستمع اليها تشعر انها قادمة من كابول، وهنا استعنت بالربابة الافغانى واستخدمت طريقة عزف توحى ان الصوت قادم من هناك، لكن الجملة مصرية. أهم شىء بالنسبة لى تركيبة الصوت ثم الجملة بعدها اجلس مع المخرج ويحدث نقاش، إلى أن نجد صيغة مشتركة، كلنا نعمل فى اطار ألا وهو دماغ المخرج، وفى نفس الوقت انا اعبر عن فكرى طبقا لما اتفقنا عليه.
**بالنسبة لك هل تفضل الجملة الموسيقية التى تعبر عن بيئة المكان؟
أحب الجملة غير المتوقعه، حتى لا تخطف الموسيقى، دراما المشهد والموسيقى الناجحة هى التى لا تشعر بها، وتبدو لك انها جزء من الصورة وليست بطلا، بحيث لا تطغى على الأداء.
** متى نرى موسيقاك على المسرح فى حفلات؟
أنا أعد لهذا المشروع، لكنه يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، لأننى لابد أن أعيد صياغة الاعمال بما يتناسب مع عزفها «لايف».
** مرعام تقريبا على توليك رئاسة البيت الفنى ما الذى قدمته؟
أولا قمت بتنقية الريستالات فى البرنامج السنوى من الشوائب العالقة والحمد لله نجحت إلى حد كبير؛ لأنه من الصعب القضاء عليها مرة واحدة، والشىء الثانى أننى حاولت الحفاظ على التنوع لأن الأوبرا لا تتعامل مع نوع واحد من الجمهور. هناك اشكال موسيقية لها جمهور ومن حقها ان يكون لها حفلات، عملت ان اربط هذا التنوع بالمسارح بمعنى كل مسرح يستقبل الحفلات التى تتناسب معه. مسارح الاوبرا هى اعلى على الاطلاق لذلك لن يقف على خشبتها الا فنان يستحق هذا الشرف.
** ما جديدك داخل الأوبرا؟
هناك فكرة قدمتها للدكتورة ايناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، ألا وهى عمل فكرة بث مباشر للحفلات على اعلى مستوى، من خلال ابلكيشن للاوبرا، بمقابل صغير، تستطيع من خلاله مشاهدة الحفلات على الهواء، من أى مكان فى العالم، والهدف بجانب انه استثمارى فهو ايضا سوف يساهم فى نشر فنوننا؛ لأن اقصى سعة للمسرح هى 1200 وهى قليلة، كما اننا جغرافيا لا يأتى الينا الا اهل القاهرة والجيزة من حق باقى المصريين مشاهدة ما نقدمة. والاوبرا المكان الوحيد فى العالم الذى يقدم هذا التنوع من الفنون ولابد ان نستغله.
** فى النهاية أيهما الأقرب إلى قلبك العازف المؤلف أم الأستاذ الإدارى؟
أنا عازف تشيللو وأستمتع بكونى عازفا لهذه الآلة، وأتمنى أن أظل كذلك، وهى الأساس بالنسبة لى ودائما أحاول أن أحافظ على كونى ايضا مؤلفا موسيقيا ومدرسا ايضا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.