تدخل البشرية عام 2010 وهى مثقلة بجراح فيروس الوباء العالمى (إتش1 إن1) المسبب لمرض إنفلونزا الخنازير، الذى هاجمها فى مطلع ربيع 2009، وحصد أكثر من 10 آلاف شخص، ومئات الآلاف من الإصابات. حاولت «الشروق» استشراف مستقبل هذا الوباء فى العام الجديد، من خلال مجموعة من الخبراء المتخصصين فى الأمراض المستجدة، فاتفقوا على أن فيروسات الإنفلونزا من الصعوبة التكهن بمستقبلها، لكن أحدهم أكد أنه يتوقع تحورا للفيروس مع منتصف 2010.. فيما رأى آخر أن العالم سيكون أكثر جاهزية للتعاطى مع مختلف فيروسات الإنفلونزا، لأن 2010 سيكون عام «التطعيم ضد الإنفلونزا» إذ من المتوقع أن يتطعم ضدها نحو نصف سكان الكرة الأرضية. توقع د. مصطفى أورخان، المدير السابق لمركز الإنفلونزا بمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بالقاهرة، أن يشهد فيروس (إتش1 إن1) المسبب لمرض إنفلونزا الخنازير تحورا مع بدايات النصف الثانى لعام 2010، وهو ما يتطلب من العالم إنتاج لقاح جديد، للسلالة الجديدة. وقال د. أورخان إن «الفيروس الحالى باغت العالم فى أواخر أبريل 2009.. بالرغم من سلالات الإنفلونزا الموسمية التى تبدأ فى الظهور بداية من سبتمبر من كل عام.. وبعد مرور عام عليها يبدأ الفيروس الجديد فى التحور، ولذبك أتوقع أن يشهد النصف الثانى من عام 2010 تحورا لفيروس (إتش1 إن1)». وأوضح بأن التحور «قد يأخذ شكلين.. إما التحور البسيط الذى يطرأ على الإنفلونزا الموسمية.. نتيجة انتقال الفيروس من انسان لآخر.. وهو فى هذه الحالة سيكون عاديا شأن الإنفلونزا الموسمية ومناعة الناس تجاهه ستكون أفضل نسبيا، نتيجة إصابتهم بالسلالة الحالية منه. وإما أن ينتج عنه تحور أشرس، فى حال اختلاطه بفيروس إنفلونزا الطيور (إتش5 إن1) أو اتحاده مع فيروسات الإنفلونزا التى تصيب البشر والتى تصيب الخنازير، وهنا مكمن الخطورة». وشدد د. أورخان على أنه فى كلتا الحالتين «سيحتاج العالم لإنتاج لقاح جديد يقى من السلالة الجديدة من الفيروس الجديد»، مشيرا إلى أن العالم سيكون أكثر استعدادا للتعامل مع الوباء فى 2010، باعتبار أن مراكز الإنفلونزا الموجودة حول العالم والمتصلة بمنظمة الصحة العالمية ترصد كل جديد متعلق بفيروسات الإنفلونزا حول العالم، فضلا عن زيادة وعى الناس بالمخاطر التى يمكن أن تحدثها هذه الفيروسات، إذا ما تم عدم الحذر منها وعدم التعامل معها بالجدية الكافية، بخاصة على أصحاب الأمراض المزمنة. من جهته أكد د. حسن البشرى مستشار منظمة الصحة العالمية الاقليمى للأمراض المستجدَّة، أن فيروس (إتش1 إن1) المسبب لمرض إنفلونزا الخنازير يصعب التكهن بتحوره.. أو بما سيكون عليه بعد شهر أو شهرين، وهذه سمة فيروسات الإنفلونزا بشكل عام. وأضاف البشرى أن 2010 سيكون بمثابة عام التطعيم ضد الإنفلونزا فى الكرة الأرضية، فمن المتوقع أن يتطعم ضدها نحو نصف سكان الكرة الأرضية، وبالتالى البشر سيكونون فى جاهزية للتعاطى مع الإنفلونزا الموسمية أو الإنفلونزا المستجدة (إتش1 ان1). ومن جانبه توقع د. عمرو قنديل، وكيل وزارة الصحة للطب الوقائى، أنه بالرغم من أن فيروسات الإنفلونزا يصعب التكهن بمستقبلها، لكن المؤشرات تقول إن مصر ستشهد ارتفاعا ملحوظا فى أعداد الإصابات والوفيات فى غضون شهرى يناير وفبراير من العام 2010، وعلى الجميع توخى الحذر خلالهما. وأضاف د. قنديل بأنه ربما «تبدأ معدلات الإصابة بإنفلونزا الخنازير بمصر فى التنازل مع قدوم مارس 2010، لتبدا فى الانحسار التدريجى حتى سبتمبر من العام نفسه.